[رد على كاتب صوفي يحتج بالرؤى]
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 04:46 م]ـ
التحقيقات الفاضحة
لحقيقة الدلائل الواضحة
رد على رسالة المدعو محمد بن الأزرق المسماة:
(الدلائل الواضحة على سنة
الاستدلال والعمل بالرؤى الصالحة)
قال الإمام مالك: (الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة.)
كتبها
أبو عبد الله طارق بن عبد الرحمن
الحمودي التطواني
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فهذه رسالة كاشفة لحقيقة كتاب (الدلائل الواضحة على سنة () الاستدلال والعمل بالرؤيا الصالحة) لمحمد بن الأزرق الطنجي المنسوب إلى جماعة العدل والإحسان الصوفية عندنا بالمغرب, ولأتباعهم بمدينة طنجة صلة قوية بالطائفة الدرقاوية التي ينسب إليها السقاف وصاحبه المصري, قصدت فيها إلى أدلته التي زعم أنها حجج على استحباب العمل بالرؤى في الأحكام, وتصديق ما فيها من غيبيات, فرددت عليها بإنصاف إن شاء الله, وما أفلح الأخ في انتقاء أدلته , إذ غالبها ضعيف, وباقيها لا تقوم به الحجة لما ادعاه, وسأحاول بيان ذلك إن شاء الله, ولست أدعي عصمة في ذلك, فكلنا خطاء, وقد نظمت ردي موافقا ترتيب أدلته في كتابه, كي يكون أبلغ في بيان حقيقة كل دليل من أدلته على حدة, وأود نصيحة مقدم كتابه هذا أحمد بوعود في ما يخص مقدمته فأقول له: غفر الله لي ولك , قد كان الأولى أن تنزه نفسك عن توريطها في تبعات ما ورد من تجاوزات في هذه الرسالة, فكونك مفكرا إسلاميا كما وصفك الأزرق لا يسوغ لك الحديث في هذه المسألة بالطريقة التي تناولتها بها, فإن هذا مضمار يخص أهل العلم لا المفكرين, فكلنا مفكر يا أستاذ, ولا أدل على ذلك من حديث رواه الترمذي أوردته في أواخر المقدمة وهو حديث أم سلمة وفيه (أنها رأت النبي ? في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقال لها: شهدت قتل الحسين)
ولا أخفيك استغرابي منك, كيف يرى النبي ? على رأسه التراب وهو سيد ولد آدم ولو مناما , فقد كان هذا كافيا ليثنيك عن إيراده في مقدمتك, الحديث ضعيف يا أستاذ , ضعفه الترمذي نفسه فقال: حديث غريب, والمعروف عند المحدثين وطلبة الحديث أن قوله ذاك تضعيف منه للحديث, وقد ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (3771) ,ولا حول ولا قوة إلا بالله, ولو سكت من لا يعلم لقل الخلاف كما قيل.
ومن الإنصاف أن أذكر كلمة جميلة للأستاذ قالها صادقا إن شاء الله, وهي تخالف ما تضمنه كتاب الأزرق ونصها: (الرؤيا من مبشرات النبوة, وقصها والسؤال عنها سنة نبوية, كما أن مضمونها , كما لا يضيف تشريعا, فهو مما يحمل بشرى للمؤمن تستحثه على الزيادة في الخير, وتبين له أمر الأعمال الصالحة, أو تحذير عن المضي في أمر ليس له حسن عاقبة وآل عند الله عز وجل ومصيره عنده, أو مصير ذلك في مجتمعه).
هذه عقيدتنا
الحمد لله أما بعد:
فهذا تنبيه بين يدي الرد ,كي لا يظن أحد أننا لا نسوغ العمل بالرؤى مطلقا, فالصحيح أننا ممن يرى ذلك بشروط فإنه: (لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر وبشر ,وأنذر وندب وتصرف بمقتضى الخوارق من الفراسة الصادقة والإلهام الصحيح والكشف الواضح والرؤيا الصالحة كان من فعل مثل ذلك ممن اختص بشيء من هذه الأمور على طريق من الصواب وعاملا بما ليس بخارج عن المشروع لكن مع مراعاة شرط ذلك ومن الدليل على صحته زائدا إلى ما تقدم أمران:
أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عمل بمقتضى ذلك أمرا ونهيا وتحذيرا وتبشيرا وإرشادا مع أنه لم يذكر أن ذلك خاص به دون أمته فدل على أن الأمة حكمهم في ذلك حكمه شأن كل عمل صدر منه () ولم يثبت دليل على الاختصاص به دون غيره ويكفي من ذلك ما ترك بعده في أمته من المبشرات وإنما فائدتها البشارة والنذارة التي يترتب عليها الإقدام والإحجام ().
والثاني عمل الصحابة رضى الله عنهم بمثل ذلك من الفراسة والكشف والإلهام والوحي النومي.
¥