قال: عن عبادة بن الصامت أن النبي ? قال: (رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبدَ ربَه في المنام) وهو حديث صحيح, صححه الألباني , وقد خرجته وتكلمت على أسانيده في (رفع الملام)
قلت: ذكر الحديث وذكر مصادره ثم ذكر تضعيف الشيخ الألباني لرواية ابن أبي عاصم بحمزة بن عبد الله بن الزبير وترجيحه أنه حمزة بن الزبير.
وقال: أما حمزة فليس كما قال الشيخ رحمه الله, بل هو حمزة بن الزبير بن العوام.
وثقه العجلي فقال في معرفة الثقات: حمزة بن الزبير مدني تابعي ثقة
ثم هو مشهور في كتب السنة والفقه بحديث في الرضاع, فعن زينب بنت أبي سلمة ... وذكر الحديث
ثم قال:وهذا الحديث يدل على أن الزبير كان من سادات التابعين, معروفا لدى الصحابة الأطهار, فهو وإن لم يرو عنه إلا جنيد, في عداد المستورين, الذين يحسن حديثهم إذا لم يكن منكرا.
قال في الجنيد بن ميمون: صوابه سعيد بن ميمون.فقد قال المناوي في تخريج الحديث في فيض القدير (4/ 12):ورواه عنه الحكيم في نوادره, قال الحافظ:وهو من روايته عن شيخه عن ابن أبي عمر, وهو واه, وفي سنده سعيد بن ميمون عن حمزة بن الزبير عن عبادة.
حكم عليه بالجهالة الحافظ ابن حجر في التقريب (241) ,وهذا حكم غير مقبول, فقد روى عنه غير واحد, وترجمه البخاري في الكبير, وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل بما يدل على أنه معروف , وسكتا عنه ,وأورده ابن حبان في الثقات, ولذلك سكت عنه الذهبي في الكاشف والمزي ,فكان رأيهما أسلم من حكم الحافظ رحمه الله (ص41)
قلت:
غفر الله لي ولك. وطهرني وإياك من العمى. والذي حصل لك أيها الأستاذ أنك وقعت في أحد أكثر الأخطاء التي يقع فيها المتطفلون على علم الحديث. فلا عليك واحذر هذا مرة أخرى.
إن تصحيحك كون جنيد سعيد بن ميمون اعتمادا على نقل المناوي عن الحافظ خطأ, فإنك لو راجعت كلام الحافظ في الفتح (14/ 376) في شرح كتاب التعبير من صحيح البخاري, لوجدت أن الذي وقع في كلامه هو جنيد بن ميمون, لا سعيد, وهذا من الأخطاء التي تقع بسبب الاعتماد على الوسائط تقليدا دون الرجوع إلى الأصول, وما كان ينبغي لك أن تقع في هذا وأنت المنابذ للتقليد, والمجتهد الناقد بمنظار المحدثين, وخريج دار الحديث. وعلى كل فجَلَّ من لا يسهو.
وأنبهك إلى الخطأ الثاني الذي وقع لك عافاني الله وإياك من مرض الخلط بين الرواة, وهو أن سعيد بن ميمون رجلان, أحدهما يروي عن نافع عن ابن عمر حديث الدم عند ابن ماجة ولا يعرف إلا بهذا الحديث
قال المزي في تهذيب الكمال: روى له بن ماجة هذا الحديث الواحد ,وقال الحافظ في تهذيب التهذيب: هو مجهول وخبره منكر جدا في الحجامة. وقال في التقريب: مجهول من الثامنة, وقال الذهبي في الميزان (3/ 234): سعيد بن ميمون (ق) عن نافع تفرد عنه عبد الله بن عصمة في الحجامة.
وبناء على القواعد التي لا أحتاج إلى تذكيرك بها, فإن سعيدا هذا مجهول كما قال الحافظ ولا ينكر عليه.
وأما سعيد الآخر فهو الذي ترجم له ابن حبان فقال: سعيد بن ميمون ,كوفي يروي عن البراء بن عازب عداده في أهل الكوفة روى عنه شريك
وقال ابن أبي حاتم: سعيد بن ميمون كوفي روى عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من غشنا فليس منا روى عنه شريك سمعت أبي يقول ذلك. وكذلك قال البخاري في التاريخ
وأنت ترى معي جيدا أنه يروي عن البراء, يعني أنه تابعي كما تعلم حفظني الله وإياك
ثم إنك أيها الأستاذ نقلت كلام الحافظ في التقريب, ولم تنتبه إلى كلمة كتبها الحافظ بعد ذلك وهي: (من الثامنة) ولست ألومك, فلعلك لا تعرف منهج الحافظ في التقريب, ولا تعرف التفرقة بين الطبقات ,فعلمني الله وإياك ذلك, وأقول لك: إن معنى من الثامنة ,أي أنه من الطبقة الوسطى من أتباع التابعين, وهذا يدل على أنهما رجلان لا رجل واحد , فكان الأولى بخريج دار الحديث أن يتأنى ويحتاط, ولكنه النقد بمنظار المحدثين الذي يفعل هذا بك, ولست ألومك.
وانظر الصحيحة رقم (215)
ولا يفوتني أن أنبه إلى خطأ لعله من الأخطاء المطبعية وهو نصبهم لكلمتي العبد والرب, وصورتها: (رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبدَ ربَه في المنام, والصحيح ربُه بضم الباء.
قال ابن الأزرق:ورواه ابن أبي عاصم وابن منده في ترجمة الطبراني من طريق صفوان عن حميد بن عبد الرحمن عن عبادة
¥