["رفع اللبس عن حديث سجود الشمس": نسخة منقحة ومصححة مع فوائد علمية]
ـ[عبد]ــــــــ[31 - 08 - 06, 02:11 ص]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد
فإني كنت قد كتبت هذا البحث قديماً، ولكني كتبته على عجل، جواباً على سؤال منشأه شبهة استشرت عبر المنتديات وأثارت الريب في نفوس البعض من الناس، فرقمت هذه الكلمات ساعتئذٍ، ولكني منذ ذلك الحين وأنا أجيل النظر في مواطن الخلل وإصلاحها قدر المستطاع، والمواضع المفتقرة إلى مزيد تحرير فحررتها، وكذا المقاطع التي رأيت قلة الحاجة إليها فقمت بحذفها أو تهذيبها وتشذيبها، ولا أزعم أن جوابي هو القول الفصل وشفاء الصدور من هذه الشبهة، استغفر الله من ذلك، فمن كان عنده توجيه سديد فليسديه بألطف عبارة ومن أزمع على النقد فلا يضرسني بأنياب ويطأني بمنسم فإنه لا يخلو عمل آدمي من زلل أو سقط والكمال عزيز وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه:
عبدالله بن سعيد بن علي الشهري
[email protected]
رفع اللبس عن حديث سجود الشمس
مع زيادات وتصحيحات واستدراكات وفوائد علمية.
((أقول من أنعم النظر في الرواة والمرويات ومساعي أئمة الحديث في الجمع والتنقيب والبحث والتخليص والتمحيص عرف كيف يثني عليهم، وأبقى الله من بعدهم ما يتم به الابتلاء وتنال به الدرجات العلى ويمتاز هؤلاء عن هؤلاء وقد أسلفت أن الاستشكال لا يستلزم البطلان. بدليل استشكال كثير من الناس كثيراً من آيات القرآن، والخلل في ظن البطلان أكثر جداً من الخلل في الأحاديث التي يصححها الأئمة المتثبتون)).
"الأنوار الكاشفة، عبدالرحمن المعلمي اليماني "
=======================================
سأل سائل فقال: قد أشكل علي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سجود الشمس تحت عرش الرحمن. كيف تسجد؟ ومالنا لا نرى ذلك؟ ثم إن الحديث الشريف يذكر أنها تصنع ذلك بعد غروبها مع أنها تغرب عن أهل كل بلد فإذا كان الأمر كذلك فإنها تسجد في كل وقت لأنها غاربة في كل وقت عن بلد من البلاد. فما العمل؟ أفيدونا رحمكم الله وزادكم الله علماً.
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، لا حول ولا قوة إلا بالله و ما توفيقي إلا بالله وما أصابني من خذلان فمن نفسي والشيطان، فاغفر لي اللهم خطئي وعمدي وجدي وهزلي وكل ذلك عندي:
الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح وأصله في الصحيحين من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه:
أخرجه البخاري رحمه الله في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب؟ قلت الله ورسوله أعلم؟ قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم.
وأخرجه أيضاً في باب تفسير القرآن عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ:" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت الله ورسوله أعلم؟ قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم.
وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا الله ورسوله أعلم؟ قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وكذا أخرجه الترمذي في جامعه وأحمد في مسنده بألفاظ متقاربة.
¥