تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه الأمور دون غيره فقال (والله عليم بما يفعلون). قال الإمام الشنقيطي رحمه الله (والظاهر أن الطير تُسبِّح وتصلي صلاة وتسبيحاً يعملهما الله، ونحن لا نعلمهما كما قال تعالى:

(وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)

[الإسراء: 44]. ومن الآيات الدالة على أن غير العُقلاء الله ونحن لا نعلمه. قوله تعالى في الحجارة (وإن منها لما يهبط من خشية الله) فأثبت خشية للحجارة، والخشية تكون بإدراك. وقوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) وقوله تعالى:

(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها)

[الأحزاب: 72] الآية. والإباء والإشفاق إنما يكونان بإدراك، والآيات والأحاديث واردة بذلك، وهو الحق. وظاهر الآية أن للطير صلاة وتسبيحاً، ولا مانع من الحمل على الظاهر) أ. هـ.

فائدة منهجية معرفية بقلم العلامة عبدالرحمن المعلمي اليماني، قال - رحمه الله - في "الأنوار الكاشفة":

(واعلم أن الناس تختلف مداركهم وأفهاميهم وآراؤهم ولا سيما في ما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس وقد ألفت في ذلك كتب وكذلك استشكل كثير من الناس كثيراً من الأحاديث الثابتةعن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما هو رواية كبار الصحابة أو عدد منهم كما مر، وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يغني بطلانه. ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفواً وإنما هو أمر مقصود شرعاً ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور. وييسر للعلماء أبو أبا من الجهاد يرفعهم الله به درجات).

إلى هنا ينتهي البحث و أسأل العلي القدير أن يتقبله وينفع به. فما كان من صواب فمن الله وحده فله الحمد كله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ومن شرهما استعيذ.

ـ[عبد]ــــــــ[31 - 08 - 06, 12:57 م]ـ

الملف للراغبين في تحميله.

ـ[حمد المثنى]ــــــــ[03 - 09 - 06, 01:31 ص]ـ

أحسن الله اليكم ونفع بكم على هذا البحث القيم غير أنني اعتفد أن نقطة الضعف فيه هي في قولكم

كما أن في الحديث نكتة ربما خفيت على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ، هذا للشخص الملاحظ، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا، النائمة في النهار المستيقظة في الليل

أولا: أنه اذا كانت البشرية مشغولة بضيعات الدنيا فإن علماء الفلك مع ما هيأ الله لهم من وسائل علمية غير مشغولين ولايمكن أن يفوتهم هذا الأمر

ثانيا: لوسلمنا باستنتاجك هذا وأن السجود يتم في جزء من الثانية من بين الدقائق الثمان فإن هذه الأجزاء _التراكمية بالطبع_ ستكون خلال سنوات معدودة كما من ا لساعات والدقائق

وكما نعلم فإن موعد الإشراق _مثلا_ محدد بالدقة لسنوات قادمة

أتمنى على شيخي الفاضل مراجعة هذه الجزئية وحبذا لو تمت الإستعانة باحد الفضلاء المتخصصين في مدينة الملك عبد العزيز وجزاكم الله خيرا.

ـ[عبد]ــــــــ[03 - 09 - 06, 09:48 ص]ـ

بسم الله والحمد لله وأصلي وأسلم على رسول الله، وبعد

جزاك الله خيرا على هذه الملاحظة، وقد كانت حاضرة في ذهني والجواب عليها موجود ولكني لم أرد تشعيب البحث وتفريعه لغير المتخصص، أما الآن وقد أشرت إليها فلا بد من الجواب عن هذا الإشكال الذي قد ينطلي على البعض وترك مثل هذه الأمور دون جواب قد يضر أكثر مما لو تركت بلا جواب. أقول وبالله أستعين:

قد استشكلت أيها السائل الفاضل أمر إمكانية سجود الشمس في أجزاء من الثانية وأن النتيجة التراكمية لهذه الأجزاء ستظهر مع مرور الوقت وانقضاء الأزمان.

أقول: استشكال صحيح. ولكن هنا ثلاثة أمور ينبغي التنبه لها:

1 - أني لم أجزم بأن هذا هو المخرج الوحيد لحل هذا لإشكال، وإنما وضعته لبيان عدم الامتناع وإلا فقد تسجد باعتبار آخر غير اعتبار الثوان وأجزاءها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير