تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - عن أي جزء من الثانية نتحدث؟ اعلم أيها الفاضل أن أجزاء الثانية لم تكتشف كلها بعد ولذلك لما اكتشفت وحدة "النانو" ثانية لم يكن يخطر ببال من في ذلك الوقت إمكانية اكتشاف وحدة "الفمتو" ثانية وهي الوحدة التي توصل إليها مؤخراً العالم المصري أحمد زويل وزملائه، فلا يمنع أن يكون هناك وحدات زمنية أقل وأقل ولكن يمنع من اكتشافها ضعف الإمكانات البشرية. ومن المعلوم أن الملائكة تقطع المسافة الهائلة بين السماء والأرض في وحدات زمنية قصيرة جداً قد يستحيل على العقول اكتشافها مما يدل على وجود وحدات زمنية أقل بكثير من وحدة "الفمتو" الثانية وكما قال الله تعالى {وفوق كل ذي علم عليم}.

3 - تقرر في علم الفلك مسألة مهمة - و هي أهم ما في الموضوع - تتعلق بسرعة دوران الأرض (أو الشمس) وهو أنها تتباطأ بأجزاء ضئيلة للغاية من من الثانية كل يوم وهذا التباطؤ وإن عبر عنه العلماء بأنه كل كذا عدد من السنين إلا أنه يمكن توزيع هذا العدد وتقسيمه على عدد الأيام، ولذلك فهذا التباطؤ المستمر مع مرور الوقت يمنع إمكانية إدراك الآثار التراكمية لأجزاء الثانية، فيكون هناك تناسباً طردياً بين الإثنين: كلما تباطأ الدوران كلما زاد فرق المسافة الضوئية التي تساعد على اضمحلال فرق الثوان بين الشمس والأرض. ويسمي العلماء هذه الظاهرة ( Earth's rotation slowing down) ، ونقلاً عن إحدى المواقع المتخصصة يقولون ( The rotation has slowed roughly only by 2 milliseconds since 1820) أي منذ عام 1820 تباطأت سرعة دوران الأرض بمقدار 2 ميللي ثانية. [1] ولذلك يكون استنتاجك صحيحاً في حالة ثبات سرعة دوران كل من الشمس أو الأرض، فعند الثبات يظهر الفرق مع مرور الوقت أما مع وجود هذا التفاوت الذي يلغي إمكانية مشاهدة الفرق فحتى العلماء لا يستطيعون ملاحظته بالحس والتجربة لأن عملية التعويض بسبب التفاوت مستمرة لا تنقطع وكأنه يخيّل إلى الملاحظ المتابع أنه لا يوجد أي فرق على الإطلاق.

ولذلك فسجود الشمس لا بد وأن يحصل ولا بد أن يكون في زمن معين ولكن من شرط هذا الزمن المعين ألاّ يتسبب في حصول "استنكار الناس" - كما في الحديث - فلا مناص إذاً من القول بأنها وحدة زمنية ضئيلة للغاية وتبقى مشكلة أن الناس يريدوه سجوداً مرئياً مشهوداً واضحاً كما يسجد الآدمي المطمئن في الصلاة المفروضة. ولذلك قرر بعض العلماء أن الشمس تسجد وهي "سائرة" دون توقف، كالحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، واستدل بقراءة ابن عباس ((والشمس تجري لا مستقر لها) والقراءة المشهورة هي ((والشمس تجري لمستقر لها)). فقال: على القراءة الأولى تسجد وهي سائرة، إلا أن البعض أشار إلى شذوذ هذه القراءة.

وقد بينت لك أخي الكريم الظاهرة الفلكية - على ما أدّاني إليه اجتهادي- التي تمنع من مشاهدة هذا الفرق المتراكم للزمن عبر الوقت.

أستغفر الله من الزلل والخلل، والحمد لله رب العالمين.

========================================

[1] http://novan.com/earth.htm

ـ[عزام الالباني]ــــــــ[03 - 09 - 06, 02:14 م]ـ

جزاك الله خيرا اخي عبد علي هذا البحث القيم

اهم نقطة نبهت اليها هي قول الله تعالي الم تر ان الله يسجد له من في السموات و من في الارض و الشمس و القمر و النجوم و الشجر و الجبال و الدواب و كثير من الناس

فالشجر قريب منا و لا نستطيع ان ني او نحكم كيف سجوده و هذا ما يفرض علينا ان نوقن بسجود الشمس البعيدة عنا بالطريقة التي خصها الله عز وجل بها

ـ[عزام الالباني]ــــــــ[03 - 09 - 06, 02:40 م]ـ

جزاك الله خيرا اخي عبد علي هذا البحث القيم

اهم نقطة نبهت اليها هي قول الله تعالي الم تر ان الله يسجد له من في السموات و من في الارض و الشمس و القمر و النجوم و الشجر و الجبال و الدواب و كثير من الناس

فالشجر قريب منا و لا نستطيع ان ني او نحكم كيف سجوده و هذا ما يفرض علينا ان نوقن بسجود الشمس البعيدة عنا بالطريقة التي خصها الله عز وجل بها

ـ[حمد المثنى]ــــــــ[03 - 09 - 06, 05:11 م]ـ

بارك الله فيك اخي عبد على هذا الإيضاح وجزاك عني خيرا فقد شفيت وكفيت

ـ[المعلمي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 07:12 م]ـ

{بسم الله الرحمن الرحيم}

بارك الله فيك أخي عبد ونفع بك وفي علمك وفهمك، وجعل ما سطرته يمينك في ميزان حسناتك ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير