تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:28 م]ـ

و هذه قد تفاجئ بعض الناس أيضا لما اشتهر من أن علم الفيزياء لا يقوم الا على الرياضيات بينما نجد أكابر الفيزيائيين كغبرييل فينزيانو و عامة الساعين الى توحيد النظرة الفيزيائية للكون حين يعارضون بتعقبات الرياضيين لا يترددون في التصريح بجرأة بأن الفيزياء لم تعتمد قط على الرياضيات و أن الفيزيائيين الكبار لم يكونوا يعيرون الرياضيات و خاصة الرياضيات النظرية أي اهتمام و ما ذلك الا لوجود بقايا من رواسب المنهج الأرسطي الوسطوي في أصول هذا العلم و هو ما نبه عليه قديما شيخ الاسلام ابن تيمية قائلا أن أفاضل علماء الطبيعيات لم يكونوا يأخذون بالمنطق و فروعه في ابحاثهم الطبيعية و لعل في هذا عبرة يعرف منها لم ضل من ضل و لم نجا من نجا

"فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "غافر83

و الله أعلم بالحال و المآل

أشكرك على هذه الإفادة، فجزاك الله خيرا. كنت للتو أقرأ كلاماً قريباً من هذا للعلامة المتفنن الشيخ الشنقيطي رحمه الله حيث قال مقرراً هذه المسألة:

(( ... أما الهندسة والحساب: فكلاهما مبني على مقدمات عقلية يقينية، وقواعد حقيقة منطبقة لا يشك فيها عاقل، فهي علوم مبنية على مقدمات عقلية وأساس يقيني، ولذلك لا يتطرقها خطأ إلا من جهة الناظر فيها، ولذا لاتجد فيلسوفاً يأتي فيقول: فكرة الفيلسوف الفلاني في الحساب خاطئة. أو فكرته في الهندسة خاطئة [1]، لأن الحساب والهندسة من الفلسفة الرياضية كلاهما مركب من مقدمات عقلية صحيحة لا خطأ فيها.

أما النوع الثالث من الفسلفة الرياضية - وهو الهيئة - (الفلك باصطلاح العصر) فقد أطبق أهله على أنه لم يكن مبنياً على مقدمات عقلية، ولا قواعد يقينية، وإنما مبناه تخمينات، وظنون أكثرها ما تكون كاذبة، وربما صدقت، ولذا تجد الفيلسوف يقول: نظرة الفيلسوف الفلاني كذا في الشمس، أو في القمر، أو في طبقلت الجو، أو في كذا - نظرة خاطئة، بل الحق كذا وكذا، لأنها لم تبن على مقدمات يقينية، ولا قوانين عقلية، بل مبناها ظنون وتخمينات. وهذه الظنون والتخمينات أضلت كثيرا من الرعاع المتسمين باسم المسلمين، يكذبون نصوص القرآن ونصوص السنة نظراً إلى أقوال كفرة فجرة في شيء لا أساس لهم فيه، فقضية الفلسفة الهيئية من الفلسفة الرياضية كل دليلها ما يسمونه في المنطق: شرطية متصلة لزومية يستثنون فيها نقيض التالي فينتجون نقيض المقدَّم أو عين المقدم، فينتجون عين التالي في زعمهم، والربط بين اللازم والملزوم أعني المقدم والتالي قد يكون ربطاً منفكاً، فيقولون: لو لم تكن الشمس تدور حول نفسها لكان كذا وكذا، أو لم يكن كذا وكذا. وهي أمور لا طائل تحتها)).

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، (3/ 1254).

=====================================

[1] أنا متردد في قبول هذا التقرير لأنه قد وُجد من قال بذلك ولعل الشيخ أراد شيئاً آخر غير ظاهر ما صرّح به.

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:33 ص]ـ

[1] أنا متردد في قبول هذا التقرير لأنه قد وُجد من قال بذلك ولعل الشيخ أراد شيئاً آخر غير ظاهر ما صرّح به.

بارك الله فيك اخي و يبدو لي و الله أعلم أن ترددك صادق فالامام الشنقيطي مع أنه له اليد الطولى في المعقول و المنقول الا أنه لم يبلغ النقطة التي بلغها شيخ الاسلام فيهما بحيث تسنى للأخير وضع يده على المفصل الذي ينسف المنهج الأرسطي من أساسه (و الذي لم تختف آثاره لحد الآن في جميع مناهج تفكير أهل الضلال رغم محاولات هيغل و المدرسة الوضعية و يمكن ملاحظة نفس النظرة التلبيسية مثلافي فلسفة النسبية أو الاحتمالية و غيره) ربما ذلك راجع لتكوين الشيخ الأمين العملي فالسمة التي غلبت على المتأخرين من الدارسين للعلوم العقلية دعواهم تنقيح المنطق و لم يتنبهوا الى ان العيوب المنهجية فيه هي عيوب أصلية أساسية كما بينه أئمة السلف اجمالا و شيخ الاسلام تفصيلا

و أكرر أخي الشكر الجزيل على هذا البحث القيم و أعانك الله على المزيد ...

و الله أعلم بالحال و المآل

ـ[احمد الشمري]ــــــــ[10 - 09 - 06, 04:13 م]ـ

مركز الرائد للخدمات الإعلامية بأكرانيا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير