وقال (4/ 445): حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا الْمُبَارَكُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً - أُرَاهُ قَالَ مِنْ صُفْرٍ -، فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟، قَالَ: مِنْ الْوَاهِنَةِ؟، قَالَ: أَمَا إِنَّهَا لا تَزِيدُكَ إِلا وَهْنَاً، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدَاً.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ عَنْهُ: «كَانَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ يَرْفَعُ حَدِيثَاً كَثِيْرَاً، وَيَقُولُ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَأَصْحَابُ الْحَسَنِ لا يَقُولُونَ ذَلِكَ».
وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى نَفْي سَمَاعِ الْحَسَنِ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ قَتَادَةَ أَدْخَلَ بَيْنَهُمَا فِي غَيْرِ حَدِيثٍ «هَيَّاجَ بْنَ عِمْرَانَ الْبُرْجُمِيَّ».
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/ 428): حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ قَالا ثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ حَدَّثَهُمْ عَنْ هَيَّاجِ بْنِ عِمْرَانَ الْبُرْجُمِيِّ: أَنَّ غُلامًا لأَبِيهِ أَبَقَ، فَجَعَلَ للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ يَدَهُ، قَالَ: فَقَدَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَعَثَنِي إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: فَقَالَ: أَقْرِئْ أَبَاكَ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنْ الْمُثْلَةِ، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلامِهِ، قَالَ: وَبَعَثَنِي إِلَى سَمُرَةَ، فَقَالَ: أَقْرِئْ أَبَاكَ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنْ الْمُثْلَةِ، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلامِهِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ هَيَّاجٍ ذَكَرَ مَعْنَاهُ.
وَقَالَ ابْنُ أبِي حَاتِمٍ «الْمَرَاسِيلُ» (ص38): سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَلَيْسَ يَصِحُّ مِنْ وَجْهٍ يَثْبُتُ.
وَكَذَلِكَ قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِِيِّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَالْبَيْهَقِيُّ وَعِدَّةٌ.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[02 - 09 - 06, 12:07 م]ـ
بيض الله وجهك ماعدا عيونك ولحيتك
ـ[سلمان الكندي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 12:34 م]ـ
اختلف أهل العلم في سماع الحسن من عمران بن حصين رضي الله عنه، فمنهم من نفاه، ومنهم من أثبته:
قول من نفى سماع الحسن من عمران:
وقال علي بن المديني (العلل لابن المديني: 51): الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، وليس يصح ذلك من وجه يثبت.
وقال أبو حاتم الرازي (المراسيل: 122): لم يسمع الحسن من عمران بن حصين، وليس يصح من وجه يثبت.
ونسب الحاكم (المستدرك 4/ 567) إلى البخاري ومسلم نفيهما لسماع الحسن من عمران.
قول من أثبت سماع الحسن من عمران:
قال البزار (نصب الراية 1/ 90): سمع الحسن من عمران بن حصين.
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه (رقم 994) حديث الحسن عن عمران، وهذا يعني أن رواية الحسن عن عمران عنده متصلة، لأن من شرط الصحيح اتصال السند.
وقال ابن حبان (المجروحين (2/ 163) وقد سمع (أي الحسن) من معقل بن يسار، وعمران بن حصين.
وأخرج أيضا له في صحيحه (رقم 1804) وقال بعده: الحسن لم يسمع من سمرة شيءا، وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر، واعتمادنا فيه عن عمران بن حصين.
قال الدكتور مبارك الهاجري في كتابه (التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة) (ص: 319) بعد أن أورد هذه الأقوال وغيره مفصلا:
الحسن البصري رحمه الله أدرك عمران بن حصين رضي الله عنه، إدراكا بيّنا وعاصره في بلد واحد مدة طويلة يمكنه السماع منه بلا شك، .... وحديث الحسن البصري، عن عمران بن حصين أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
وله عن عمران عندهم خمسة عشر حديثا، وليس في شيء منها تصريح الحسن بالسماع، ... وقد تتبعت أحاديث الحسن عن عمران، فبلغت بصحيحها وسقيمها ستين حديثا تقريبا، وقد ذكر الذهبي أن مسند عمران بن حصين بلغ مئة وثمانين حديثا، وبهذا يظهر كثرة ما رواه الحسن عن عمران، وقد جاء في بعضها تصريح الحسن بالسماع.
فهذه الأسانيد المتقدمة التي جاء فيها سماع الحسن من عمران ولقاؤه إياه لا يخلو إسناد منها من مطعن، ولهذا أنكر جماعة من أهل العلم صحة سماع الحسن من عمران، وأنه لم يثبت بإسناد صحيح، ولكن الحسن عاصر عمران بن حصين وكانا جميعا في الببصرة، فسماعه منه ممكن جدا، ولهذا اعتمدتُ رواية هشام بن حسان المتقدمة في إثبات السماع، وقد جاء نحو هذا عن سماك بن حرب.
والخلاصة: أن الحسن البصري أدرك عمران بن حصين إدراكا بيّنا، وكان معه في البصرة مدة خمس عشرة سنة تقريبا، منذ قدم الحسن البصرة، إلى أن مات عمران بن حصين، وقد اختلف أهل العلم في سماعه منه، والأظهر أنه سمع منه.
¥