الحديث رواه أحمد أيضا في المسند (4/ 441): ثنا معاوية، ثنا زائدة، عن هشام، قال: زعم الحسن أن عمران بن حصين حدثه، قال: ....
ورواه أيضا البيهقي في الكبير (2/ 217) من طريق معاوية به.
وهذا إسناد جيد، هشام هو ابن حسان القردوسي البصري، أحد الثقات، إلا أنهم تكلموا في سماعه من الحسن، والراجح أن سماعه منه صحيح، لكنه دون قتادة ويونس ونحوهما، ممن عرف بمزمته للحسن.
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه (رقم 994) هذا الحديث، فقال: ثنا محمد بن يحيى، نا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين ...
قال اللباني (في تعليقه على ابن خزيمة) إسناده صحيح لو عنعنة الحسن، وهو البصري.
قلتُ: قد تقدم عند أحمد والبيهقي تصريحه بالسماع، وهذا الحديث دليل على إثبات سماع الحسن من عمران، ولذا اعتمد ابن خزيمة هذا الحديث، وأخرجه في صحيحه. (التابعون الثقات المتكلم في سماعهم عن الصحابة (ص: 322).
لعلّ هذا التصريح بالسماع لا يصح.
فقد رواه الإمام أحمد (4/ 441) وابن خزيمة (994) - وعنه ابن حبان (1461) - من طريق يزيد بن هارون،
وأحمد (4/ 441) وابن المنذر في الأوسط (1127) والطحاوي (1/ 400) والدارقطني (1/ 385، 387) من طريق روح بن عبادة،
وابن المنذر في الأوسط (1136) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري،
والبزار (3564) وابن حبان (2650) وابن عبد البر في التمهيد (5/ 256) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى،
والبيهقي (2/ 217) من طريق مكي بن إبراهيم،
خمستهم - يزيد وروح والأنصاري وعبد الأعلى ومكي - عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين به بدون ذكر السماع.
فهم خمسة ثقات متقنون حفاظ، وخالفهم زائدة بن بن قدامة؛ فذكر السماع عن هشام بن حسان، وهو واحد ثقة ثبت، فروايتهم أقوى من روايته كما هو ظاهر.
وحتى لو صحت الرواية عن هشام بن حسان، فقد خالفه في ذكر السماع اثنان:
1 - فأخرجه أحمد (4/ 431، 444) وأبو داود (443) والطحاوي (1/ 400) والطبراني في الكبير (18/ 152) والدارقطني (1/ 383) والحاكم
(1016) والبيهقي (1/ 404) من طريق يونس بن عبيد،
2 - وأخرجه الدارقطني (1/ 387) من طريق إسماعيل - لعله ابن مسلم المكي -،
كلاهما - يونس وإسماعيل - عن الحسن عن عمران به بدون ذكر السماع، ويونس ثقة ثبت فاضل، من كبار أصحاب الحسن، وقدَّمه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان على هشام بن حسان، وتابعه إسماعيل - إن صحّت الرواية عنه -، وإن كان هذا المكيَّ، فإنه ضعيف، وتقوى روايته برواية يونس.
وقد خالفهما أبو حرة واصل بن عبد الرحمن، فرواه عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً لم يذكر عمران، وقد تُكُلِّم في رواية أبي حرة عن الحسن، فهذا الوجه منكر.
فتبيّن أن ذكر السماع خطأ عن هشام بن حسان، وإن صحَّ عنه؛ فخطأ عن الحسن، وعليه فلا يصح إثبات سماع الحسن من عمران بهذا السند.
وأبو حاتم الرازي - رحمه الله - يعرف هذا الحديث، إذ هو راويه عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن هشام بن حسان، ونفى مع ذلك أن يكون السماع صحَّ من وجه يثبت، وكأنه يشير إلى هذا الحديث وأضرابه.
وقد اتفق الأئمة الحفاظ يحيى القطان وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي وأبو بكر البيهقي - رحمهم الله - على نفي صحة وجهٍ يثبت فيه ذكر السماع، ومثل اتفاقهم هذا يُقدَّم على الأسانيد التي تُكُلِّم في بعض رواتها، أو خولف بعض رواتها في ذكر السماع فيها، أو وُجدت في كتب الغرائب والأفراد، أو جاءت بأسانيد متأخرة فيها تفرد، ونحو ذلك، والله أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[03 - 09 - 06, 03:31 ص]ـ
قال محمد بن عبدالله:
الحمد لله وحده ..
لعلّ هذا التصريح بالسماع لا يصح.
فقد رواه الإمام أحمد (4/ 441) وابن خزيمة (994) - وعنه ابن حبان (1461) - من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (4/ 441) وابن المنذر في الأوسط (1127) والطحاوي (1/ 400) والدارقطني (1/ 385، 387) من طريق روح بن عبادة، وابن المنذر في الأوسط (1136) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، والبزار (3564) وابن حبان (2650) وابن عبد البر في التمهيد (5/ 256) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي (2/ 217) من طريق مكي بن إبراهيم، خمستهم - يزيد وروح والأنصاري وعبد الأعلى ومكي - عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين به
¥