تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبناء على توثيق العجلي وابن حبان، قال الحافظ في (التقريب) (): «ثقة»، وهو ليس بصواب، بل هو مجهول؛ تفرد بالرواية عنه الوليد بن أبي الوليد، وهو ما يشير إليه الإمام الذهبي، وتوثيق ابن حبان والعجلي لا ينفي جهالته؛ فإنهما يوثقان كل أحد، وهما متساهلان في توثيق المجاهيل.

وبهذا يتبين لنا عدم صواب ما تعقب به الشيخ سليمان على الإمام الذهبي، بنقله عن الحافظ وإقراره له.

ب – تعقبه على الإمام الذهبي في وهمه في نقل عبارة جرح لأبي حاتم في حق راو ٍٍ، والصحيح عنه خلاف هذه العبارة وأنه وثقة.

قال الإمام الذهبي: «عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري المدني، عن أبيه، ونافع، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وعنه يحيى القطان، وأبو عاصم،وعدة.

قال النسائي: ليس به بأس،وكذا قال أحمد،وقال ابن معين: ثقة،وقال أبو حاتم: لا يحتج به، قال علي بن المديني: كان يقول بالقدر، وكان عندنا ثقة، قال: وكان سفيان يضعفه» ().

قال الشيخ سليمان: «قلت: الذي في كتاب ابن أبي حاتم: محله الصدق» ().

قلت: نقل الذهبي هنا عن أبي حاتم الرازي أنه قال في عبد الحميد ابن جعفر: «لا يحتج به» وهكذا نقل عنه في (المغني ()) وهذا خطأ ووهم وسبق قلم من الإمام الذهبي رحمه الله.

والصحيح عن أبي حاتم أنه قال: «محله الصدق» وهو ما نقله ابن أبي حاتم حيث قال: «سألت أبي عن عبد الحميد بن جعفر فقال: محله الصدق ()».

وهكذا نقله الحافظ المزي ()، وابن حجر ()، وغيرهما.

وفرق كبير بين العبارتين، وذلك أن عبارة (محله الصدق) هي من مراتب التعديل، و (لا يحتج به) من مراتب التجريح.

وقد يقع الوهم والخطأ من بعض الأئمة، أو النُسَّاخ عند نقلهم لألفاظ الأئمة في الجرح والتعديل، وهذا مما ينبغي التنبه له، وفي ذلك يقول الإمام المعلمي: «من أحب أن ينظر في كتب الجرح والتعديل للبحث عن حال رجل وقع في سند، فعليه أن يراعي أموراً:

الثالث: إذا وجد في الترجمة كلمة جرح أو تعديل منسوبة إلى بعض الأئمة فلينظر أثابتة هي عن ذاك الإمام أم لا.

الرابع: ليستثبت، أن تلك الكلمة قيلت في صاحب الترجمة فإن الأسماء تتشابه، وقد يقول المحدث كلمة، في راوٍ فيظنها السامع في آخر، ويحكيها كذلك، وقد يحكيها السامع فيمن قيلت فيه، ويخطئ بعض من بعده فيحملها على آخر» ().

وما ذكره الإمام المعلمي قد اتصف به الشيخ سليمان، ولهذا أصاب الشيخ في تعقبه على الإمام الذهبي، ونقله للعبارة الصحيحة التي ذكرها أبو حاتم.

هذا وعبد الحميد بن جعفر ثقة، فقد وثقه أكثر الأئمة كما نقله الذهبي، ووثقه الذهبي () أيضاً. وأخرج له مسلم والأربعة.

ج – تعقبه على الإمام الذهبي في عدم معرفته لراو ٍ وهو قد ترجم له في ميزانه.

قال الإمام الذهبي: «عبد الوهاب، عن ابن عمر، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، لا يدرى من هو» ().

قال الشيخ سليمان: «قرأت بخط الحسيني على نسخة من الميزان، ما صورته: هو ابن بُخْت المتقدم» ().

قلت: الإمام الذهبي ترجم في (ميزان الاعتدال) لـ (عبد الوهاب ابن بُخْت) فقال: «عبد الوهاب بن بُخْت المكي، من صغار التابعين، مات قبل الزهري، حدث عنه مالك، كثير الأوهام، وثقه ابن معين، وقال بعضهم: يخطئ ويهم شديداً، وقال أبو حاتم: صالح الحديث» ().

ثم بعد ذلك جاء الذهبي، فقال في ترجمة عبد الوهاب الراوي عن ابن عمر: «عبد الوهاب، عن ابن عمر، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، لا يدرى من هو».

وهكذا لم يعرفه في (المغني ()) حيث قال: «لا يُعرف» مع أنه ترجم () أيضاً لـ (عبد الوهاب بن بُخْت).

وعلى هذا تعقبه الحسيني فقال: «هو ابن بُخْت المتقدم».

وقال الحافظ بن حجر متعقباً على الإمام الذهبي بعد أن أورد ترجمته لـ (عبد الوهاب عن ابن عمر): «هذا ذكره ابن أبي حاتم وقال: سألت عنه أبا زرعة فقال: لا أعرفه، فكان عزوه إليه أولى. وهذا هو ابن بُخْت فيما أظن، وهو من رجال (التهذيب) ()».

قلت: ومن خلال ما ذكره الحافظ في (لسان الميزان) يتبين أن الإمام الذهبي أخذ ترجمة (عبد الوهاب عن ابن عمر) والحكم عليه من أبي زرعة، فكان عزوه إليه أولى، كما قرره الحافظ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير