وهذه الأمثلة تدل على أن هذا الرافضي، قد كذب عمداً، فهو قد اطلع على هذه الأمثلة، ولكنه أعرض عنها، وأوهم لمن يطلع على كلامه أن الإمام الذهبي يعادي علي بن أبي طالب، وأهل البيت تبعاً، ولهذا لا يصحح ما ورد في فضائله،ويصحح ما ورد في فضائل غيره!.
والرافضة بسبب جهلهم وحمقهم وغلوهم في علي بن أبي طالب، وأهل البيت،يتعمدون في سبيلهم إلى تحريف الآيات، واختلاق الأحاديث والآثار، بل ومعاداة ومعارضة من يضعف بعض ما ورد في فضائلهم، والتي قد حكم عليها أئمة الحديث بالوضع والبطلان، فهم يريدون كما قال الشيخ سليمان أن كل ما ورد في فضل علي بن أبي طالب، وأهل البيت صحيحاً، من غير نظر إلى جرح وتعديل، فهم إذاً كما رُوي في الحديث «حبك الشيء يُعْمِي ويُصِمُّ».
وهذا الحديث رواه عبد بن حميد ()، والإمام أحمد ()، والبخاري في تاريخه ()،وأبو داود ()، والطبراني () وغيرهم، من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن خالد بن محمد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكر الحديث.
وهذا إسناد ضعيف، ففي سنده أبو بكر بن أبي مريم اختلط () وساء حفظه، وقد اختلفوا عليه في إسناده، فرواه جماعة عنه هكذا مرفوعاً، ورواه بعضهم عنه موقوفاً، والمرفوع ضعيف.
وأورده السيوطي وقال: «الوقف أشبه» () وقال الشيخ الألباني: «الموقوف أقوى من المرفوع» ().
وأخرجه أيضاً البيهقي () من طريق حريز بن عثمان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه، موقوفاً، وإسناده صحيح.
رابعاً: تعقبه على بعض الشيعة الغلاة في طعنه على الإمام الذهبي بأنه دلَّس تسمية الحافظ الجوزجاني وكناه ليُروِّج باطله.
قال الإمام الذهبي في ترجمة (عَبَّاد بن صُهيب البصري):
«… وقال أبو إسحاق السَّعِدي: عَبَّاد بن صُهيب، غالٍ في بدعته مخاصم بأباطيله» ().
قال الشيعي الغالي: «هذا المشار إليه هو الجوزجاني الناصبي، المعروف بعداوة علي وشيعته،وصحبه معاوية وشيعته، وقد دَلَّسه المصنف بهذه العبارة لترويج باطله».
قال الشيخ سليمان متعقباً على الشيعي الغالي:
«كذبت لم يُدلَّسه المصنف، بل هو مشهور بكنيته، معروف من حفاظ الحديث الثقات الأثبات، وإن كان فيه بعض النصب» ().
قلت: أبو إسحاق السَّعدي، هو: الإمام الحافظ إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني، إمام الجرح والتعديل في وقته، وصاحب كتاب
(أحوال الرجال)، وهو مشهور بكنيته عند أئمة الحديث بأنه أبو إسحاق السَّعدي، وقد كذب هذا الشيعي الغالي كما قال الشيخ سليمان، وذلك في زعمه بأن الإمام الذهبي دَلَّس اسم الجوزجاني وكنَّاه لترويج باطله، والإمام الذهبي لا يُعرف بتدليس الأسماء لترويج الأباطيل، بل هذا من دين الرافضة وما يقوم عليه علمهم، نسأل الله السلامة.
وأما ميل الجوزجاني إلى النَّصب، فقد قال الإمام المعلمي رحمه الله: «الجوزجاني حافظ كبير، متقنٌ عارف، وثقه تلميذه النسائي جامع «خصائص علي» وقائل تلك الكلمات في معاوية،ووثقه آخرون، فأما ميل الجوزجاني إلى النصب، فقال ابن حبان في «الثقات»:
«كان حَرِيْزِي المذهب ولم يكن بداعية إليه وكان صلباً في السنة … إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره» وقال ابن عدي: «كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على علي» ().
وليس في هذا ما يُبين درجته في الميل.
فأما قصة الفروجة فقال ابن حجر في «تهذيب التهذيب ()»:
«قال السُّلمي عن الدارقطني بعد أن ذكر توثيقه: «لكن فيه انحراف عن علي اجتمع على بابه أصحاب الحديث، فأخرجت جارية له فروجة لتذبحها، فلم تجد من يذبحها، فقال: سبحان الله فروجة لا يوجد من يذبحها، وعليٌ يذبح في ضحوة نيفاً وعشرين ألف مسلم» فالسُّلمي هو محمد بن الحسين النيسابوري ترجمته في «لسان الميزان» ().
¥