قال الحافظ: «وما رقم المؤلف ـ أي المزي ـ على اسمه علامة التعليق فليس بجيد، لأن البخاري لم يُعلِّق له شيئاً، بل هذه الكلمة الزائدة التي أشار إليها هي مُسندة عنده إلى عبد الكريم.
وأما مسلم فقال المؤلف: روى له في المتابعات، وهذا الإطلاق يقتضي أنه أخرج له عدة أحاديث، وليس كذلك، ليس له في كتابه سوى موضع واحد، وقد قيل: إنه ليس هو أبا أُمية وإنما هو الجَزَري، وقد قال الحافظ أبو محمد المنذري: لم يُخرج له مسلم شيئاً أصلاً لا متابعة ولا غيرها، وإنما أخرج لعبد الكريم الجَزَري» ().
وقد صرَّح الحافظ في (التقريب ()) فقال: «وله ذكر في مقدمة مسلم، وقد شارك الجزري في بعض المشايخ، فربما التبس به على من لافهم له».
8 – قال الذهبي: «عبد الواحد بن قيس، عن نافع، وقال العقيلي:
عبد الواحد بن قيس، عن أبي هريرة، قال البخاري: روى عنه الأوزاعي، وكان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب، وقال ابن المديني: سمعت يحيى وذكر عنده فقال: كان شبه لاشيء، … و قال عثمان الدارمي، عن يحيى، عبد الواحد بن قيس: ثقة، وقال العجلي: ثقة شامي، وروى الغَلاَّبي، عن يحيى: لم يكن بذاك ولا قريب، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، لأن في روايات الأوزاعي عنه استقامة، وتركه البرقاني، وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث … قلت: له عند ابن ماجه حديث عن نافع عن ابن عمر: كان عليه السلام إذا توضأ عَرَك عارضه شيئاً» ().
قال الشيخ: «قال النسائي: ليس بالقوي،وقال مرة: ضعيف» ().
قلت: ترجم الحافظ الذهبي في (الميزان) لعبد الواحد بن قيس وأكثر من ذكر أقوال الأئمة فيه جرحاً وتعديلاً، وكذا ترجم له الحافظ ابن حجر في (التهذيب) ()، وزاد كثيراً على ما نقله الذهبي، إلا أنه فاتهما أن يذكرا في ترجمة عبد الواحد بن قيس، حكم النسائي وجرحه له، وهو ما نقله الشيخ سليمان، مما يدل على سعة اطلاعه، وحرصه الشديد، على نقل أقوال للأئمة النقاد، لم تذكرها بعض كتب الرجال.
وقد نقل الشيخ قول النسائي، بواسطة (تاريخ الإسلام ()) للذهبي إلا أنه لم يصرح باسمه، ولا باسم الكتاب.
وقال الحافظ في عبد الواحد بن قيس السُّلَمي، أبو حمزة الدمشقي: «صدوق له أوهام ومراسيل» ().
قلت: بل ضعيف، يعتبر به في المتابعات والشواهد.
9 – قال الذهبي: «عثمان بن عمرو بن سَاج، عن سهيل بن أبي صالح، قال أبو حاتم: لا يحتج به، روى عنه أهل الجزيرة، وله ترجمة في تهذيب الكمال» ().
قال الشيخ: «قال الحافظ ابن حجر، على نسخة من الميزان:
أورد له العقيلي حديث مسدد، عن معتمر ()، عن خُصَيْف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «خذ مثقالاً من كَندر، ومثقالاً من سكر للحفظ على الريق».
وحديثه عن خُصَيف، عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: «ذَكر المسح على الخفين، عند عمر: سعد،و عبد الله بن عمر .. الحديث، وفيه، فقال ابن عباس: إنا لا نُنْكِر أنه مَسَحَ، ولكن هل مسح منذ نزلت المائدة، أو بعد ذلك؟ فلم يتكلم أحد».
وحديثه هذا لا يُتابع عليه في كلام ابن عباس، وأما الأول، فرواه عَتَّاب بن بشير عن خُصَيف، عن بعض أصحابه، وهو أولى» ().
قلت: حديث: «خذ مثقالاً من كَندر …»، وحديث المسح على الخفين» أخرجهما العقيلي ().
وترجيح الحافظ في الحديث الأول، رواية عَتَّاب بن بشير، عن خُصَيف، عن بعض أصحابه، هو الصحيح، وهو عين ما رجحه الحافظ العقيلي بقوله: «هذا أولى» ().
ومما يجدر التنبيه عليه أن الذهبي لم يُفرق بين عثمان بن عمرو بن سَاج، وعثمان ابن سَاج، حيث قال في ترجمة عثمان بن سَاج:
«عثمان بن سَاج، عن خُصَيف، لا يُتابع، هو ابن عمرو، وسيأتي، وهو مُقارب الحديث» ().
ثم ترجم لعثمان بن عمرو بن سَاج على أنهما واحد.
وقال الحافظ في (لسان الميزان) بعد نقله لترجمة الذهبي لعثمان بن سَاج:
«… وقد فَرَّق غيره بين عثمان بن سَاج، وعثمان بن عمرو بن سَاج» ().
وقد ذهب الحافظ إلى التفرقة بينهما وفَصَّل في ذلك، فقال في تهذيبه في ترجمة عثمان بن عمرو بن سَاج:
«… و قول المصنف: وقد يُنسب إلى جده، يُوهم الجزم بأنه عثمان ابن ساج، الراوي عن خُصَيف ومِقسم وغيرهما. وقد تردد فيه بعد ذلك.
¥