وقد أكثر التخريج الفاكهي في «كتاب مكة» عن عثمان بن سَاج، من غير ذكر عمرو بينهما، وأما النسائي والعقيلي وغيرهما، فما زادوا في نسب عثمان بن عمرو شيئاً، إلا أنهم قالوا: إنه حَرَّاني، ولا يسمي أحد منهم جده، فيدل مجموع ذلك على المغايرة بينهما» ().
قلت: والعجب أن الحافظ ابن حجر لم يُفرق بينهما في تعليقه على (ميزان الاعتدال) فيما نقله الشيخ سليمان، وذلك أن الحافظ نقل ما ذكره عن العقيلي في ترجمة عثمان بن عمرو بن سَاج، والعقيلي إنما ذكر ذلك في ترجمة عثمان بن سَاج، وما في (اللسان) و (التهذيب) هو رأي الحافظ.
قلت: وعثمان بن عمرو بن سَاج، قال فيه أبو حاتم: «يكتب حديثه ولا يحتج به» ()، وقال الحافظ: «فيه ضعف» ().
فهو على هذا ضعيف يعتبر به في الشواهد والمتابعات، وقد أخرجه له النسائي.
سادساً: ذكر الشيخ سليمان لبعض الرواة ممن تكلم فيهم، زيادة على ما ذكر في (الميزان).
وأمثلة ذلك ما يلي:
1 – قال الذهبي: «طلحة بن صالح، شيخ لإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْرِي» ().
قال الشيخ: «طلحة بن صالح، عن عجلان بن سمعان، مجهول، فلعله شيخ الزُّبَيِري الذي ذكره المصنف» ().
قلت: قال ابن أبي حاتم في ترجمة، طلحة بن صالح شيخ الزُّبَيرِي:
«طلحة بن صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي المدني، روى عن أبيه، وشرحبيل رجل من الموالي، روى عنه إبراهيم بن حمزة الزُّبيري، سمعت أبي يقول ذلك، سمعت أبي يقول: هو مجهول ()» وهكذا ترجم له البخاري ().
قلت: وما ذكره الشيخ، قد أخذه من ترجمة الذهبي، لعجلان بن سَمعان، قال الذهبي: «عجلان بن سَمعان، عن أبي هريرة. وعنه طلحة بن صالح، مجهول كصاحبه» ().
وقال الحافظ في زيادته على ما ذكر الذهبي:
«وذكره ابن حبان في «الثقات» () وقال: روى عنه أبو سفيان طلحة بن نافع، وصالح بن صالح. هذه عبارته، وهي الصواب» ().
قلت: لكن جاء في (الجرح والتعديل) قال ابن أبي حاتم:
«عجلان بن سَمْعان، سمع أبا هريرة، روى عنه طلحة بن صالح، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول، وطلحة مجهول» ().
وهو هكذا في تاريخ البخاري ().
قلت: وقول الشيخ: ولعل طلحة بن صالح الراوي عن عجلان بن سَمعان، هو شيخ الزُّبيري الذي ذكره الذهبي، مُتجه.
2 – قال الشيخ: «عبد الله بن سلمة الرَّبَعِي، عن عقبة بن شداد، منكر الحديث، قاله العقيلي، ذكره المصنف في ترجمة عقبة» ().
قلت: نعم ذكره الذهبي في ترجمة عقبة، قال الذهبي:
«عقبة بن شداد بن أُمية، عن ابن مسعود، وعنه عبد الله بن سَلمة الرَّبَعِي، لا يُعرف، والرَّبَعِي منكر الحديث، قاله العقيلي» ().
قلت: قال العقيلي في ترجمة عقبة بن شداد:
«عقبة بن شداد بن أُمية، عن عبد الله بن مسعود، روى عنه عبد الله بن سلمة الرَّبَعِي، ليس يُعرف عقبة إلا بهذا،وعبد الله بن سلمة منكر الحديث» ()، ثم أسند له حديثاً.
قلت: قوله: «ليس يُعرف عقبة إلا بهذا».
هذا فيه نظر، فقد رد هذا الحافظ، بتخريج أبي داود عنه حديثاً آخر في سننه، في الأدب، من طريق يحيى بن سُليم بن يزيد، عن عقبة بن شداد، ثم قال الحافظ: «وهذا الحديث الذي ذكره أبو داود، يرد على إطلاق العقيلي. وقد خرج عُقبة عن الجهالة، برواية اثنين عنه» ().
وهذا أيضاً فيه رد على الحافظ الذهبي بقوله عنه: «لا يُعرف».
ومما ينبه عليه أن الحافظ المزي لم يترجم لعقبة بن شداد، قال الحافظ: «وأخرج أبو داود لعقبة بن شداد، ولم يترجم له المزي، بل أحال به على ترجمة الراوي عنه يحيى بن سُلَيم بن يزيد، ثم لم يترجمه في ترجمة يحيى! وقد استدركته في «تهذيب التهذيب» ().
ومما ينبه عليه أيضاً أن الحافظ في (تهذيب التهذيب) () و كذا في (تقريب التهذيب) () وهم؛ حيث جعل قول العقيلي «منكر الحديث» في حق عقبة بن شداد، وهو إنما قاله في عبد الله بن سَلَمة الرَّبَعِي، علماً أن الحافظ لم يَهم في (اللسان) ().
3 – قال الشيخ: «عبد الله بن مالك بن سليمان السَّعدِي، آخر. عن أبيه، عن أبي الأحوص عن سلمة بن وَرْدان، عن أنس بن مالك مرفوعاً:
¥