تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

«صنفان من أُمتي لا تنالهما شفاعتي: «المرجئة والقدرية…» () الحديث أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» ونقل عن الدارقطني، أنه قال: ما حدث بهذا الحديث سَلَمة، ولا يُعرف عنه، إلا من رواية عبد الله بن مالك، عن أبيه،

وعبد الله وأبوه من خبثاء المرجئة. قال أبو حاتم بن حبان: مالك يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات (). انتهى».

قلت: حديث: «صِنفانِ من أُمتي لا تنالهما شَفاعتي…».

أخرجه ابن حبان ()، والجورقاني ()، وابن الجوزي ()، من طريق عبد الله ابن مالك بن سليمان السَّعدي، عن أبيه، عن أبي الأحوص سَلاَّم بن سليم به.

وأورده السيوطي ()،وابن عرَّاق ()، والشوكاني ()، في الموضوعات. وتمام الحديث:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«صنفان من أُمتي لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية، قيل يا رسول الله فمن القدرية؟ قال: قوم يقولون: لا قدر، قيل: فمن المرجئة؟ قال: قوم يكونون في آخر الزمان، إذا سئلوا عن الإيمان، يقولون:نحن مؤمنون إن شاء الله» هذا لفظ الجورقاني.

ثم قال الجورقاني عقبه:

«هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات، منها سلمة بن وَرْدان، قال محمد بن المثنى:كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي: لا يحدثان عن سفيان، عن سلمة بن وردان، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال أبي: سَلمة بن وَردان منكر الحديث، ضعيف الحديث، وقال يحيى بن معين: سَلمة بن وَردان مدني ليس بشيء، وعبد الله بن مالك، وأبوه مالك بن سليمان مجهولان…» ().

وقال ابن حبان عن سلمة بن وردان:

«كان يروي عن أنس بأشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات، كأنه كان كبر وحطمه السن، فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به» ().

4 – قال الشيخ: «عبد الله بن هَلاَّل النَحَوي الضرير، روى عنه عمر بن أحمد ابن نعيم وكيل المُتَّقِي، مجهولان، ذكرهما ابن كثير» ().

قلت: حَكَمَ الشيخ عليهما بالجهالة أخذاً من عدم معرفة الحافظ المزي لهما، عندما سأله الحافظ ابن كثير في تفسيره.

قال الحافظ ابن كثير: «قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ـ أي الحاكم ـ، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نُعيم ـ وكيل المُتَّقِي ببغداد ـ حدثنا أبو محمد عبد الله بن هَلاَّل النحوي الضرير، حدثنا علي بن عمرو الأنصاري حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ما جَمَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط، إلا بيتاً واحداً.

تَفَاءلْ بما تَهْوَى يَكُنْ فَلَقَلَّمَا

يُقَالُ لشيءٍ كان إلا تَحَقَّقا

سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث، فقال: هو منكر. ولم يَعرف شيخ الحاكم، ولا الضرير» ().

وعبد الله بن هَلاَّل النَحَوي الضرير، لعله هو عبد الله بن هَلاَّل الأزدي، حيث ترجم له الذهبي فقال:

«عبد الله بن هَلاَّل الأزدي، عن ابن وهب. ضعفه الدارقطني» ().

وقد أورد الحافظ في (اللسان) ترجمة الذهبي هذه، ثم ذكر إسناد الحاكم لحديث عائشة رضي الله عنها: «ما جَمَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَيت شعرٍ قط، إلا بيتاً واحداً …».

ثم قال: «وعبد الله بن هَلاَّل أظنه المترجم في «الأصل» أي في «ميزان الاعتدال»، ووجدت عن المزي قال: هذا خبر موضوع على ابن عيينة والله أعلم» ().

5 – قال الشيخ: «د ت س: عبد الحميد بن محمود المِعْوَلِي البصري، وقيل الكوفي، عن أنس، وعنه يحيى بن هانئ وغيره، قال عبد الحق في «الأحكام»: ليس ممن يحتج بحديثه، قال ابن القطان: لم أر احداً ممن صنَّف في الضعفاء ذكره، وقد قال النسائي إنه: ثقة،وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وأخرج روايته في صحيحه» ().

قلت: هذه الترجمة وجميع ما ذكر نقله الشيخ سليمان من (تهذيب التهذيب) ()،وزيادة على ما ذكره الشيخ قال المزي:

«روى عن أنس بن مالك،وعبد الله بن عباس، وروى عنه: ابناه حمزة ابن عبد الحميد،وسيف بن عبد الحميد، وعمرو بن هَرِم …وقال الدارقطني: كوفي يحتج به».

وقد قال الذهبي (): ثقة، وقال الحافظ (): «ثقة مُقِل».

وأخرج له أبو داود والترمذي والنسائي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير