«كذب هذا المُحشي على المصنف، بل المعروف من سيرته وعادته العدل والقول بالحق، والحكم على الحديث بما يقتضيه نقده ونظره، من غير إخلال بالواجب من القول بالحق، فكم من حديث في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم، قد حكم بوضعه واختلاقه، كما لا يخفى، ولكن أنت بجهلك وحمقك تريد أن يكون كل ما رُوي في علي رضي الله عنه صحيحاً، من غير نظر إلى جرح أو تعديل، فأنت كما رُوي في الحديث «حُبُّك الشيء يُعْمِي وُيصِمُّ» ().
قلت: صدق الشيخ سليمان في دفاعه عن الإمام الذهبي، وكذب هذا الشيعي الغالي، فكم من حديث في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم، قد حكم الذهبي بوضعه واختلاقه، وهذا في كل كتبه، واكتفي هنا بذكر بعض الأمثلة من (ميزان الاعتدال) قال الإمام الذهبي:
«خلف بن عمر الهمداني، عن الزبير بن عبد الواحد الأسدأباذي، متهم، وهو المدائني الخياط أبو بكر، روى عنه أبو منصور مُحتسب همدان، … عن زِرّ بن عبد الله ـ مرفوعاً ـ: «أبو بكر تاج الإسلام وعمر حُلَّة الإسلام، وعثمان إكليل الإسلام،وعلي طِيب الإسلام، وهذا كذب» ().
وقال الإمام الذهبي: «كَادِح بن رحمة الزاهد، قال الأزدي وغيره: كذاب، …سليمان بن الربيع ـ أحد المتروكين ـ حدثنا كَادِح، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر ـ مرفوعاً ـ:
«أبو بكر وزيري، والقائم في أمتي من بعدي، وعمر حبيبي ينطق على لساني، وعثمان مِنِّي، وعلي أخي وصاحب لوائي» ().
وقال الإمام الذهبي: «علي بن صالح بيَّاع الأنماط، لا يُعرف، وله خبر باطل، … عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أئمة الخلافة من بعدي أبو بكر وعمر» المتهم بوضعه علي، فإن الرواة ثقات سواه» ().
وقال الإمام الذهبي: «جعفر بن محمد الأنطاكي، ليس بثقة، قال ابن حبان: وله خبر باطل، متنه: يُبعث معاوية عليه رداء من نور» ().
وهذه الأمثلة تدل على أن هذا الرافضي، قد كذب عمداً، فهو قد اطلع على هذه الأمثلة، ولكنه أعرض عنها، وأوهم لمن يطلع على كلامه أن الإمام الذهبي يعادي علي بن أبي طالب، وأهل البيت تبعاً، ولهذا لا يصحح ما ورد في فضائله،ويصحح ما ورد في فضائل غيره!.
والرافضة بسبب جهلهم وحمقهم وغلوهم في علي بن أبي طالب، وأهل البيت،يتعمدون في سبيلهم إلى تحريف الآيات، واختلاق الأحاديث والآثار، بل ومعاداة ومعارضة من يضعف بعض ما ورد في فضائلهم، والتي قد حكم عليها أئمة الحديث بالوضع والبطلان، فهم يريدون كما قال الشيخ سليمان أن كل ما ورد في فضل علي بن أبي طالب، وأهل البيت صحيحاً، من غير نظر إلى جرح وتعديل، فهم إذاً كما رُوي في الحديث «حبك الشيء يُعْمِي ويُصِمُّ».
وهذا الحديث رواه عبد بن حميد ()، والإمام أحمد ()، والبخاري في تاريخه ()،وأبو داود ()، والطبراني () وغيرهم، من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن خالد بن محمد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكر الحديث.
وهذا إسناد ضعيف، ففي سنده أبو بكر بن أبي مريم اختلط () وساء حفظه، وقد اختلفوا عليه في إسناده، فرواه جماعة عنه هكذا مرفوعاً، ورواه بعضهم عنه موقوفاً، والمرفوع ضعيف.
وأورده السيوطي وقال: «الوقف أشبه» () وقال الشيخ الألباني: «الموقوف أقوى من المرفوع» ().
وأخرجه أيضاً البيهقي () من طريق حريز بن عثمان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه، موقوفاً، وإسناده صحيح.
رابعاً: تعقبه على بعض الشيعة الغلاة في طعنه على الإمام الذهبي بأنه دلَّس تسمية الحافظ الجوزجاني وكناه ليُروِّج باطله.
قال الإمام الذهبي في ترجمة (عَبَّاد بن صُهيب البصري):
«… وقال أبو إسحاق السَّعِدي: عَبَّاد بن صُهيب، غالٍ في بدعته مخاصم بأباطيله» ().
قال الشيعي الغالي: «هذا المشار إليه هو الجوزجاني الناصبي، المعروف بعداوة علي وشيعته،وصحبه معاوية وشيعته، وقد دَلَّسه المصنف بهذه العبارة لترويج باطله».
قال الشيخ سليمان متعقباً على الشيعي الغالي:
«كذبت لم يُدلَّسه المصنف، بل هو مشهور بكنيته، معروف من حفاظ الحديث الثقات الأثبات، وإن كان فيه بعض النصب» ().
¥