تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعقب نقد الشيخ الألباني للشيخ سليمان في التخريج]

ـ[رياض السعيد]ــــــــ[07 - 09 - 06, 01:07 ص]ـ

عقد الشيخ رياض بن عبدالمحسن بن سعيد فصلاً في رسالته (جهود الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ في علم الحديث) فقال وهو يتكلم عن منهج الشيخ سليمان في التخريج:

[تعقب نقد الشيخ الألباني للشيخ سليمان في التخريج]

من خلال بحثي ودراستي لكتب ورسائل الشيخ سليمان، رأيت أن له اهتماماً ومعرفة بعلم الحديث، وظهر هذا في بعض مؤلفاته؛ ولهذا قمت بدراسة كتب الشيخ ورسائله، لأستخرج بذلك جهود الشيخ في علم الحديث، وبيان منهجيته في تخريج الحديث، والجرح والتعديل،والحكم على الحديث إلى غير ذلك، وقد رأيت أن من أعظم ما يتميز به الشيخ، هو دقته وعنايته في تخريج الأحاديث والآثار، وعزوها إلى مصادرها، ولمَّا توصلت إلى هذه النتيجة تعجبت كل العجب أن يأتي شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ ويحكم على تخريج الشيخ سليمان بقوله: «الاعتماد عليه في التخريج غير موثوق به»!.

وقد ذكر الشيخ الألباني هذا الحكم في حاشية كتابه (تحذير الساجد) حيث قال في الحاشية، تعليقاً على حديث أبي مَرْثَد الغَنَوِي، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها»: «… وقول الشيخ سليمان حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في حاشيته على (المقنع) (1/ 125): «متفق عليه» وهم منه. ثم عزاه (ص281) لمسلم وحده، فأصاب وله من مثل هذا التخريج أوهام كثيرة جداً، يجعل الاعتماد عليه في التخريج غير موثوق به، وأنا أضرب على ذلك بعض الأمثلة الأخرى تنبيهاً لطلاب العلم ونصحاً لهم، وإنما الدين النصيحة:

1 - قال «ص20»: (روى جابر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنتفعوا من الميتة بشيء» رواه الدارقطني بإسناد جيد) () قلت: وهذا حديث ضعيف، وفي الصحيح ما يعارضه، وعزوه للدارقطني وهم لم أجد من سبقه إليه.

2 - قال «ص228»: (لقوله صلى الله عليه وسلم: «من استنجى من ريح فليس منَّا» رواه الطبراني في (معجمه الصغير ()) قلت: وليس هذا في (المعجم) وأنا أخبر الناس به – والحمد لله – فإني خدمته ورتبته على مسانيد الصحابة وخرجت أحاديثه ووضعت فهرساً جامعاً لأحاديثه ..

3 - قال «ص29»: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لخَلُوفُ فم الصائم…» () رواه الترمذي) () قلت: وهو في (صحيح البخاري) () و (صحيح مسلم)» () انتهى كلام الشيخ الألباني ().

قلت: تسرع الشيخ الألباني ـ عفا الله عنه ورحمه ـ في حكمه على الشيخ سليمان، بأن له أوهاماً كثيرة جداً تجعل الاعتماد عليه في التخريج غير موثوق به،وقد رد عليه بعض أهل العلم، منهم مفتي الديار النجدية الشيخ محمد ابن إبراهيم رحمه الله،وكذا الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري، حيث أفرد الشيخ إسماعيل رسالة مستقلة في الرد عليه، إلا أنه فاته أن يرد على حديث أبي مَرْثَد الغَنَوِي، وتحميل الوهم فيه على الشيخ سليمان.

هذا وسأذكر رد الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ إسماعيل الأنصاري، بعد مناقشة الشيخ الألباني في حديث أبي مَرْثَد الغَنَوِي، فأقول: عزو الشيخ سليمان في حاشيته على (المقنع) لحديث أبي مَرْثَد الغَنَوِي بأنه (متفق عليه) () وعزوه له في موضع آخر بقوله (رواه مسلم) () الشيخ في هذا العزو، تبع ونقل من كتاب (الشرح الكبير) لشمس الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن قدامة المقدسي، حيث قد عزاه شمس الدين ابن أبي عمر في كتابه (الشرح الكبير) في كتاب الصلاة بأنه (متفق عليه) () وعزاه في موضع آخر في الجنائز بأن (رواه مسلم) () فالشيخ سليمان في حاشيته، نقل بالنص في شرحه لبعض المسائل من كتاب (الشرح الكبير) ووقع في هذا الوهم تبعاً لما جاء في (الشرح الكبير) إذن العهدة في ذلك الوهم، على ابن أبي عمر، فهو الذي وَهِمَ بأنَّ الحديث (متفق عليه) ثم صَوَّبَ ذلك في موضع آخر فقال: (رواه مسلم) فليست المسئولية في هذا الوهم خاصة بالشيخ سليمان، وإن كان الأولى أن يتتبع ما ينقله، والحديث رواه مسلم () وليس متفقاً عليه.

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – رداً على سؤال من سأله عن اعتراض الشيخ الألباني على الشيخ سليمان في حاشيته:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير