[تعقبات الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ الحديثية على كتاب (التوحيد)]
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[07 - 09 - 06, 01:16 م]ـ
قال الشيخ رياض بن عبدالمحسن السعيد في رسالته: جهود الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ في علم الحديث:
(تعقبات الشيخ سليمان الحديثيةعلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد) (غالبها من باب التكميل لا التعقب):
إنّ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، من أفضل كتب التوحيد في هذه الأزمان المتأخرة، من حيث بيان التوحيد، وما ينافيه من الشرك؛ فقد جمع فيه كثيراً من الآيات والأحاديث والآثار الدالة على ذلك، وقد ظهر على الكتاب براعة تأليفه وجودة تصنيفه،وحسن اختياره وتبويبه للأدلة الدالة على التوحيد وما ينافيه من الشرك، فلقد أحسن فيه ما شاء، وأَبدع فوق ما أَراد، وأربى على الغاية وزاد، ودل منه ذلك على حفظه وإتقانه، وسعة فهمه واطلاعه، ولم يكن ذلك كله إلا بتوفيق الله له، مع صلاح نيته ومقصده. ولجلالة كتاب التوحيد وإمامته، لا تجد عالماً، أو داعية، أو طالب علم شرقاً وغرباً، ممن عرفوا حقيقية التوحيد، إِلاَّ وكتاب التوحيد ـ في الغالب ـ مشروحاً في دروسهم، ومتعلقة به نفوسهم، فقد عَكَفَ على خدمته العلماء جيلاً بعد جيل، فقاموا بشرحه وبيان مسائله، والتعليق عليه، ونظمه،وقد حَاز قَصَبَ السَّبْقِ في شرحه حفيد شيخ الإسلام، الإمام المحدث سليمان بن عبد الله، فهو أول شارح له على الإطلاق، وأوسعه بالاتفاق، وكل من جاء بعده ممن شرح كتاب التوحيد عيال عليه، ولقد توسَّع الشيخ وأَبدع في شرحه للآيات والأحاديث، وبيان المسائل، وذكر الفوائد، ومما أَبدع فيه الشيخ تعقبه على كتاب (التوحيد) في مسائل في الحديث، وهذه التعقبات غالبها من باب التكميل لا التعقب.
ولا يضر كتاب «التوحيد» ما استدركه عليه الشيخ سليمان، فقد قفز هذا الكتاب القنطرة، واتعب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من بعده، في أن ينسجوا كتاباً على مِنْوَاله، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
وما زال أهل العلم يتعقب،ويستدرك بعضهم على بعض، فكل يُكمِّلُ عمل من سَبقه، فهذا الحافظ علاء الدين مُغْلَطاي، يُكمل كتاب شيخه الحافظ المِزِّي (تهذيب الكمال) في كتابه الذي أسماه (إكمال تهذيب الكمال) وهذا الحافظ أبو الحسن ابن القطان الفاسي، يتعقب في كتابه (بيان الوهم والإيهام) على (الأحكام الوسطى) للحافظ أبي محمد عبد الحق الأَشبيلي، وهذا الحافظ برهان الدين النَّاجِي، يتعقب على الحافظ المنذري في كتاب أسماه (عُجالة الإِملاء المتيسرة من التذنيب على ما وقع للحافظ المنذري من الوهم وغيره في الترغيب والترهيب)، إلى غير ذلك مما لا حصر له.
إن استدراك الشيخ سليمان على شيخ الإسلام، يكفي فيه فائدة، أنه يظهر بجلاء أن أئمة الدعوة لا يتعصبون لمشايخهم، ولا لمؤلفاتهم، فكما أنهم أهل توحيد،فهم أيضاً أهل تجريد، بخلاف أهل البدع والأهواء، الذين يتعصبون، ويغلون في مشايخهم، ويرون في مؤلفاتهم الكمال، فلا يعتريها نقص ولا خطأ.
هذا وقد جاءت تعقبات الشيخ سليمان الحديثية على شيخ الإسلام على ما يلي:
1 - تعقبه في إيراده لبعض الأَحاديث، والآثار، غير معزوة إلى من أَخرجها.
2 - تعقبه في عزوه لبعض الأَحاديث والروايات، إلى بعض المصادر وهم لم يخرجوها.
3 - تعقبه في عزوه لبعض الأحاديث والآثار إلى بعض الصحابة، وهي لغيرهم.
4 - تعقبه في إيراده لبعض الأحاديث، دون ذكر رواتها من الصحابة.
5 - تعقبه في إيراده لبعض الأحاديث، من غير بيان هل هي موقوفة أو مرفوعة.
6 - تعقبه في عزوه لبعض الأحاديث، إلى بعض المصادر، وهي غير المرادة عند الإطلاق.
7 - تعقبه في إيراده لبعض الروايات، عَقِب بعض الأحاديث، وهي واردة في أحاديث أخرى.
وهنا نورد تفصيل هذه التعقبات:
الأول: تعقبه في إيراده لبعض الأحاديث، والآثار غير معزوة إلى من أخرجها.
وهذا له أمثلة كثيرة منها:
¥