[حاشية الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ على (المغني في الضعفاء)]
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:13 ص]ـ
قال الشيخ رياض بن عبد المحسن بن سعيد في رسالته عن الشيخ سليمان:
حاشية الشيخ سليمان على (المغني في الضعفاء): تحقيق ودراسة
إن علم الرجال من أهم علوم الحديث، إذ به يُفرَّق بين الثقات والضعفاء، وبه يعرف من وصف من الرواة بالتدليس، والاختلاط، والجهالة، ومن جَهله لا يميز بين صحيح الإسناد وضعيفه.
وقد ألف في هذا الفن جمع من الحفاظ، فمنهم من ألف في المؤتلف والمختلف، ومنهم من ألف في الألقاب، ومنهم من ألف في الأنساب،ومنهم من ألف في رواة الكتب الستة، ومنهم من لم يتقيد بكتاب دون كتاب، فهؤلاء منهم من أفرد الثقات كابن حبان، ومنهم من أفرد الضعفاء، ومنه (الضعفاء الصغير) للبخاري، و (الضعفاء والمتروكين) للنسائي، و (الضعفاء) للعقيلي، و (المجروحين) لابن حبان، وغيرهم كثير.
هذا وقد جاء بعد هؤلاء الأئمة، الحافظ الذهبي، فصنف في الضعفاء كتباً حافلة، كان من أهمها وأنفسها (المغني في الضعفاء)، وفي وصفه يقول الذهبي:
«أما بعد: فهذا كتاب صغير الحجم كبير القدر كثير النفع، هذَّبته وقرَّبته، وبالغت في اختصاره، تيسيراً على طلبة العلم المعتنين بالحديث في معرفة الضعفاء. قد احتوى على ذكر الكذابين الوضاعين، ثم على ذكر المتروكين الهالكين، ثم على الضعفاء من المحدثين والناقلين، ثم على الكثيري الوهم من الصادقين، ثم على الثقات الذين فيهم شيء من اللين، أو تعنَّت بذكر بعضهم أحد من الحافظين،ثم على خلق كثيرٍ من المجهولين، …وقد جمعت في كتابي هذا أُمماً لا يحصون، فهو مُغْنٍ عن مطالعة كتب كثيرة في الضعفاء…» ().
ولأهمية هذا الكتاب الجليل، عكف على دراسته، وخدمته والرجوع إليه أهل العلم، فهذا الحافظ السيوطي يقول عن (المغني):
«كتاب صغير الحجم نافع جداً، من جهة أنه يحكم على كل رجل بالأصح فيه بكلمة واحدة، على إعواز فيه، سأجمعه إن شاء الله تعالى في ذيل عليه» ().
ومن بين من خَدَمَ هذا الكتاب وعلَّق عليه الشيخ المحدث سليمان بن عبد الله حفيد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحم الله الجميع ـ فقد كتب حاشية نفيسة عليه، وتميزت هذه الحاشية بعدة مزايا، لهذا قمت بتحقيقها ودراستها، مرتباً ما فيها من المزايا على عناوين متعددة، تسهيلاً لطلبة علم الحديث، وأسأل الله التوفيق والسداد، وأن يجزي الشيخ سليمان خير الجزاء على ما قدمه في خدمة هذا العلم ونشره.
مزايا (حاشية الشيخ سليمان على المغني):
تميزت هذه الحاشية بعدة مزايا، وهي على ما يلي:
أولاً: تعقباته الحديثية على الإمام الذهبي،وهي متنوعة على ما يلي:
1 – تعقبه على الإمام الذهبي في الإخلال ببعض شرطه، الذي نص عليه في مقدمة الكتاب:
قال الإمام الذهبي: «وكذا لم اعتن بمن ضُعِّفَ من الشيوخ، ممن كان في المائة الرابعة وبعدها، ولو فتحت هذا الباب، لما سلم أحد إلا النادر من رواة الكتب والأجزاء» ().
قال الشيخ سليمان: «قوله: وكذا لم اعتن بمن ضُعِّف من الشيوخ إلى آخره، قد أخل بهذا، فإنه ذكر فيه أُناساً من أهل القرن السادس، كالزمخشري، وابن الزَّاغُوني، وغيرهما، فما أدري ما حمله على ذلك؟! رحمه الله» ().
قلت: صدق الشيخ سليمان، فقد ترجم الإمام الذهبي، للزمخشري، فقال: «محمود بن عمر الزمخشري، المفسر، داعية إلى الاعتزال» ().
وقد ولد سنة (467هـ) وتوفي سنة (538هـ).
وكذا ترجم لابن الزَّاغُونِي، فقال: «علي بن عبيد الله، أبو الحسن بن الزَّاغُوِني، إمام، انفرد بمسائل كلامية بُدِّع بها» ().
وقد ولد سنة (455هـ) وتوفي سنة (527هـ).
2 – تعقبه على الإمام الذهبي في عدم رمزه لـ (سنن ابن ماجه) في مقدمة الكتاب:
جاء في نسخة (المغني) والتي عليها حاشية الشيخ سليمان، قول الإمام الذهبي: «وقد رمزت على من له رواية في كتب الإسلام الستة كما تراه، فالبخاري خ، ومسلم م، وأبو داود د، والترمذي ت، والنسائي س، والجماعة كلهم ع، والسنن الأربعة عه» ().
قال الشيخ سليمان: «لم أر لابن ماجه رقماً، وكأنه سهوٌ من المصنف أو الناسخ، فيلحق، والذي يظهر لي أنه سهوٌ من الناسخ؛ كأنه قد رُمز له فما رآه» ().
¥