تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: نقل الشيخ سليمان توثيق ابن معين للربيع بن حبيب، ثم نقل قول الحافظ ابن حجر، وقد أخذه نصاً من (تقريب التهذيب) ().

وكأن الشيخ سليمان يتعقب على الإمام الذهبي في تضعيفه،ويميل إلى رأي الحافظ بن حجر، وهذا ليس بصواب، فقد قال الحافظ ابن حجر:

«قال أحمد: حدث عنه عبيد الله بن موسى مناكير، وقال البخاري، وأبو حاتم، والنسائي، منكر الحديث، وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: يكتب حديثه؟ قال: من شاء كتب، هو ضعيف» ().

وقال الدارقطني: «ضعيف» () وقال الذهبي في (الكاشف) ():

«منكر الحديث وقد وثقه ابن معين» وقال في (ديوان الضعفاء) (): «منكر الحديث» وذكره أبو زرعة الرازي في أسامي الضعفاء ().

وعلى كلام الأئمة النقاد هو ضعيف منكر الحديث، ويقدم قولهم على قول أبي أحمد الحاكم وابن حجر، لأنهم أعرف.

8 – تعقبه على الإمام الذهبي في نسبته لجرح أحد الأئمة لراو ٍ، والجرح إنما هو لراو ٍ آخر.

قال الإمام الذهبي: «صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، له عن أبيه» ().

قال الشيخ سليمان: «إنما قاله يحيى بن معين في صالح بن موسى الطَلحي» ().

قلت: ما ذكره الإمام الذهبي في «المغني» هو عين ما ذكره في (ميزان الاعتدال) () حيث قال: «صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله. عن أبيه، قال يحيى بن معين: ليس بشيء».

وقول الشيخ سليمان متعقباً على الذهبي: «إنما قاله يحيى بن معين في صالح بن موسى الطَلحي».

هذا التعقب لعل الشيخ وقف عليه مباشرة من كلام الإمام محمد بن أحمد ابن عبد الهادي، والغالب أن الشيخ وقف عليه من كلام الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) حيث قال الحافظ معقباً على كلام الذهبي في (ميزان الاعتدال):

«قرأت بخط ابن عبد الهادي: إنما قال ابن معين ذلك في صالح بن موسى. قلت: وفي الحصر نظر؛ فإنَّ الذهبي تبع في ذلك ابن عدي، فنقل عن ابن معين ذلك في صالح بن موسى، وفي صالح بن إبراهيم، ونبه على ذلك النباتي» ().

قلت: كلام الحافظ ابن حجر فيه نظر ومناقشة:

أولاً: إن الإمام الذهبي عندما ترجم في (ميزان الاعتدال) لـ (صالح بن إبراهيم» () و «صالح بن موسى ()» ونقل عن ابن معين أنه قال في كل منهما «ليس بشيء» لم يتبع في ذلك الحافظ ابن عدي، بل تبع في ذلك الحافظ ابن الجوزي؛ حيث ترجم ابن الجوزي في كتابه (الضعفاء والمتروكين) لـ «صالح ابن إبراهيم ()» و «صالح بن موسى» () ونقل عن ابن معين أنه قال في كل منهما «ليس بشيء» والحافظ ابن عدي لم يترجم في (الكامل) لـ «صالح بن إبراهيم» بل ترجم فقط لـ «صالح بن موسى الطَلحي» ().

ثانياً: قول الحافظ ابن حجر متعقباً على الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي: «قلت: وفي الحصر نظر، فإن الذهبي تبع في ذلك ابن عدي…».

قلت: ليس في الحصر نظر؛ وذلك أنني على حسب ما اطلعت عليه من كلام يحيى بن معين في الرجال من رواية عباس الدوري، وأبي خالد الدَّقاق بن طِهمان، وابن مِحْرز، وعثمان بن سعيد الدارمي، وابن الجنيد، وأبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني، لم أجد في هذه الروايات أن يحيى بن معين ترجم لـ «صالح بن إبراهيم» وإنما ترجم لـ «صالح بن موسى الطلحي» كما في (تاريخ يحيى بن معين) () لعباس الدوري، و (سؤالات ابن الجنيد) () حيث سئل عنه فقال: «ليس بشيء».

وهذا في الغالب يؤكد صحة ما ذهب إليه، الحافظ ابن عبد الهادي في أن يحيى بن معين قال: «ليس بشيء»، في «صالح بن موسى»، وليس في «صالح بن إبراهيم»، ومما ينبه عليه أن ابن أبي حاتم، أورد في (الجرح والتعديل) ()، ترجمة «صالح بن إبراهيم» وقال:

«قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت: يحيى بن معين يقول: «صالح الطَلحي ليس حديثه بشيء».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير