تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الآرَاءُ الْعَجَائِبُ فِي حُكْمِ الْحِسَانِ الْغَرائِبِ!!

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 09 - 06, 06:40 م]ـ

الآرَاءُ الْعَجَائِبُ فِي حُكْمِ الْحِسَانِ الْغَرائِبِ!!

ـــــــ

الْحَمْدُ للهِ الْهَادِي مَنْ اسْتَهَدَاهُ مَنَاهِجَ الْعِرْفَانِ. الْوَاقِي مَنْ اتَّقَاهُ مَزَالِقَ الشَّيْطَانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَشْرَفِ وَأَكْرَمِ بَنِي الإِنْسَانِ. الَّذِي بَعَثَهُ رَبُّهُ بَأَصْدَقِ لَهْجَةٍ وَأَنْصَعِ بَيَانٍ.

وَبَعْدُ ..

فَمِنْ الْعَجَائِبِ الْغَرَائِبِ قَوْلُ صَاحِبِ كِتَابِ «الْحَسَنُ بَيْنَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ»: «تَتَبَّعْتُ جُمْلَةً مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي يُطْلِقُ عَلَيْهَا التِّرْمِذِيُّ «حَسَنٌ غَرِيبٌ» فَوَجَدْتُهَا مُنْكَرَةً».

وَاسْتَشْهَدَ لَهُ بِمِثَالَيْنِ:

الأوَّلُ: قَالَ التِّرْمِذِيُّ (7): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ. وَلا نَعْرِفُ فِي هَذَا الْبَابِ إِلا حَدِيثَ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم».

الثَّانِي: قَالَ التِّرْمِذِيُّ (39): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ».

فَضَعَّفَ الأوَّلَ بِقَوْلِهِ: «يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ مَجْهُولُ الْحَالِ لَمْ يُوَثِّقْهُ إِلا ابْنُ حِبَّانَ وَالْعِجْلِيُّ، وَقَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «الْكَاشِفُ»: ثِقَةٌ، وَلا أَدْرِي مَا مُسْتَنَدُهُ فِي تَوْثِيقِهِ!. فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهُ كَانَ ضَعِيفَاً لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِسُنَّةٍ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا، لا شَكَّ أنَّ رِوَايَتَهُ حِينَئِذٍ مُنْكَرَةٌ».

وَضَعَّفَ الثَّانِي بِقَوْلِهِ: «صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ضَعِيفٌ، وَلَوْ كَانَ صَدُوقَاً، فَلا يُحْتَمَلُ تَفَرُّدَهُ، فَإِنَّ تَفَرُّدَ الصَّدُوقِ قَدْ يَكُونُ مُنْكَرَاً كَمَا قَالَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالذَّهَبِيُّ».

ـــــــــــ

وَقَبْلَ الْكَلامِ عَنْ غَرَابَةِ هَذَا الرَّأْي وَشُذُوذِهِ، وَبَيَانِ خَطَئِهِ فِي التَّمْثِيلِ بِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ الْحَسَنَيْنِ، نَقُولُ: أَلَمْ يَمُرَّ قَائِلُهُ وَهُوَ يَسْتَقْرِؤُ الأَحَادِيثَ الَّتِي وَصَفَهَا التِّرْمِذِيُّ بِقَوْلِهِ «حَسَنٌ غَرِيبٌ» بِهَذِهِ الأرْبَعِينِيَّةِ الصَّحِبحَةُ الَّتِي أَخْرَجَهَا الشَّيْخَانِ أَوْ أَحَدُهُمَا، وَتَلَقَّاهَا الأَئِمَّةُ بِالْقَبُولِ، وَاحْتَجُّوا بِهَا مِنْ غَيْرِ نَكِيْرٍ، وَلا مُكَابِرَةٍ، وَلا مُعَارَضَةٍ بِنِسْبَةِ رُوَاتِهَا إِلَى رِوَايَةِ الْمَنَاكِيرِ؟.

وَلِنَقْتَصِرُ عَلَى عُشَارِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهَا:

الْحَدِيثُ الأوَّلُ

ــــــ

قَالَ التِّرْمِذِيُّ (28): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير