[جزء من (السؤالات الحديثية لمجدد السنة النبوية) أجوبة الشيخ الألباني]
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:59 م]ـ
هذا جزء من من كتاب (السؤ لات الحديثية لمجدد السنة النبوية) وهي ضمن رحلة الفقير إلى الله رياض السعيد للشيخ الألباني عام 1415 هـ , وهو بتقديم الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوط والشيخ المحدث مقبل الوادعي رحمة الله عليهم.
س 17 _ قال ابن رجب في شرح علل الترمذي: (لهم فهم خاص يعرفون أن هذا الحديث يشبه
حديث فلان فيعللون الأحاديث بذلك، ما رأيك في كلام ابن رجب وهل وجد هذا عند المتأخرين.
ج17/ نادراً جداً هذا عند المتأخرين كثير جداً عند المتقدمين ولكن هذا لا يعني أنهم يصيبون في كل ما يقولون إنهم كثيراً ما يتوسعون توسعاً غير محمود ومن الأمثلة على ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك … الخ) ذكر الحديث ابن أبي حاتم في العلل وقال عن أبيه: حديث باطل لا أصل له، وراويه محمد بن صلت قال فيه لا بأس به، فهذا الكلام من أبي حاتم علم أصول الحديث لا يدل عليه لأنه ما دام هذا الرجل لا بأس به وقال فيه أيضاً أنه صدوق في الجرح والتعديل فمثله يكون حسن الحديث عادةً لكن كون الرجل حسن الحديث لا يمنع أن يخطئ بل الثقة الذي اتفق عليه البخاري ومسلم لا يمنع من أن يخطئ في حديث أو أكثر لكن يقال في حديثه إنه باطل لا أصل له إذا كان وارداً من طرق أخرى لأن هذا تكذيب للحديث لا وجه له إطلاقاً من هذا الطريق وهناك طرق أخرى يكفي مافي صيح مسلم وغيره أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا دخل في الصلاة رفع صوته وقرأ: (سبحانك اللهم …) يقول الراوي يُسمع الناس ويعلمهم، فهذا عمر رضي الله عنه يقول هذا علناً على مشهد من الصحابة وبقية العشرة المبشرين بالجنة، لابد أن يكون قد أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهناك أحاديث أخرى في السنن بهذا الحديث الذي قال أبو حاتم بأنه حديث: كذب لا أصل له، لا شك أن هذا غلو في النقد المتنِ، فتعليل الأحاديث بأن هذا الحديث يشبه حديث فلان هذا نادر جداً عند المتأخرين كثير جداً عند المتقدمين وهنا انبه إلى أن فتح باب نقد المتون كما يريده بعض الجهال المعاصرين الهدامين يجعل السنة خراباً يبابا.
س18/ ما رأيك في التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث؟
ج18/ هذه بدعة عصرية.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 09 - 06, 02:57 م]ـ
قال الحافظ الذهبي (رحمه الله تعالى): " يا شيخ ارفق بنفسك والزم الإنصاف ولا تنظر إلى هؤلاء الحفاظ النظر الشَّزْر ولا ترمقنهم بعين النقص، ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا حاشا وكلا، وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ ربتة أولئك في المعرفة فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال إن أعوزك المقال: من أحمد؟ وما ابن المديني؟ وأي شيء أبو زرعة وأبو داود فاسكت بحلم أو انطق بعلم، فالعلم النافع هو ما جاء عن أمثال هؤلاء ولكن نسبتك إلى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا إلى أئمة الحديث فلا نحن ولا أنت، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل (1).
... ثم قال في ترجمة الإسماعيلي صاحب المستخرج على صحيح البخاري " صَنَّف (يعني الإسماعيلي) مسند عمر رضي الله عنه، طالعته وعلقت منه وابتهرت بحفظ هذا الإمام، وجزمت على أن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين " (2).
... والجدير بالذكر أن الذهبي أدرج الإسماعيلي المتوفي سنة 371هـ، من المتقدمين، على الرغم من قوله بأن " الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين ثلاث مائة سنة " (3)
... وقال أيضاً: " وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث، فإن أولئك الأئمة، كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت علينا الأسانيد، وفقدت العبارات المتيقنة، وبمثل هذا ونحوه دخل الدَّخَل على الحاكم في تصرفه في المستدرك " (4)
¥