[كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم]
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 - 09 - 06, 09:26 ص]ـ
[كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم]
قال ابن أبي حاتم في مقدمة تفسيره
" سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القران مختصرا بأصح الأسانيد ... فأجبتهم إلى ملتمسهم ... فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد،وسميت موافقيهم بحذف الإسناد " اهـ.
وإذا طالعتَ تفسيره وجدت كما كبيرا من الآثار لا يصح على طريقة المحدثين
فما معنى قوله " فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا "؟
فهل معنى قوله أصح الأسانيد أنها صحيحة؟
أم أنه يخرج أصح الموجود من باب قول المحدثين هذا أصح شيء في الباب؟
أم أنه يقصد أن مقياس الصحة في التفسير غير مقياس الصحة في الحديث فلا يشترط في تصحيح الأثر في التفسير كل ما يشترط لتصحيحه في الحديث؟
بانتظار مشاركاتكم حول هذا النقل، وأهميته في التعامل مع أسانيد التفسير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 10 - 06, 01:32 ص]ـ
لعله يقصد إخراج أصح ما ورد مع تحريه اللفظ الأقرب للصواب، فيختار الأصح سندا ومتنا.
وهذه بعض النقولات للفائدة.
منهاج السنة النبوية ج: 7 ص: 300
و إذا كان في بعض كتب التفسير التي ينقل منها الصحيح و الضعيف مثل تفسير الثعلبي و الواحدي و البغوي بل و ابن جرير و ابن أبي حاتم لم يكن مجرد رواية واحد من هؤلاء دليلا على صحته باتفاق أهل العلم فانه إذا عرف أن تلك المنقولات فيها صحيح و ضعيف فلا بد من بيان أن هذا المنقول من قسم الصحيح دون الضعيف >
مجموع الفتاوى لابن تيمية ج: 16 ص: 540
و القول بأنه إنما خاطب بها معينين قول لم يقله من يعتمد عليه و لكن قد قال مقاتل بن سليمان إنها نزلت في أبي جهل و المستهزئين و لم يؤمن من الذين نزلت فيهم أحد و نقل مقاتل و حده مما لا يعتمد عليه باتفاق أهل الحديث كنقل الكلبى
و لهذا كان المصنفون فى التفسير من أهل النقل لا يذكرون عن و احد منهما شيئا كمحمد بن جرير و عبدالرحمن بن أبي حاتم و أبي بكر بن المنذر فضلا عن مثل أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه.
الإتقان للسيوطي - (ج 2 / ص 497)
وتفسير السدي الذي أشار إليه يورد منه ابن جرير كثيرا من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة هكذا ولم يورد منه ابن أبي حاتم شيئا لأنه التزم أن يخرج أصح ما ورد والحاكم يخرج منه في مستدركه أشياء ويصححه لكن من طريق مرة عن ابن مسعود.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[01 - 10 - 06, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 - 10 - 06, 08:51 ص]ـ
شيخنا الفقيه:
جزاك الله خيرا
أنت تقصد أن صنيعه هذا من باب قول المحدثين: هذا أصح شيء في الباب، ولا يعني ذلك صحته في ذاته
لكن قوله " وسميت موافقيهم بحذف الإسناد " ألا يفهم منه أنه صحح ما ذكره بناء على اعتضاده بما حذفه مما وافقه في المعنى، أي أن المعنى المراد في المذكور والمحذوف واحد، وهذا المعنى جاء عن رواة مختلفين ومن طرق مختلفة، أفلا يكون هذا من باب الحسن لغيره أو من باب المراسيل التي تعددت طرقها، ويكون هذا التعدد صالحا لأن نجزم بثبوت المعنى كما نص على ذلك ابن تيمية فقال " فإذا كان الحديث جاء من جهتين أو جهات، وقد علم أن المخبرين لم يتواطؤوا على اختلاقه وعلم أن مثل ذلك لا تقع الموافقة فيه اتفاقا بلا قصد؛ علم أنه صحيح ... وبهذه الطريقة يعلم صدق عامة ما تتعدد جهاته المختلفة على هذا الوجه من المنقولات وإن لم يكن أحدها كافيا إما لإرساله، وإما لضعف ناقله، ولكن مثل هذا لا تضبط به الألفاظ والدقائق التي لا تعلم بهذه الطريقة، بل يحتاج ذلك إلى طريق يثبت بها مثل تلك الألفاظ والدقائق ... وهذا الأصل ينبغي أن يعرف فإنه أصل نافع في الجزم بكثير من المنقولات في الحديث والتفسير والمغازي وما ينقل من أقوال الناس وأفعالهم وغير ذلك "
وما هو رأيكم في ما ذكره الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لمقدمة التفسير حيث قال " هاهنا تنبيه مهم: وهو أنه ليست قواعد مصطلح الحديث منطبقة دائما على أسانيد المفسرين، لهذا يخطئ كثيرون من المعاصرين في نقدهم لأسانيد التفسير على طريقة نقدهم لأسانيد الحديث؛ بل تجد أحدهم يتعّجب من ابن جرير وابن كثير والبغوي بل ابن أبي حاتم ونحو ذلك من إيرادهم التفاسير عن الصحابة والتابعين بالأسانيد التي هي على طريقة مصطلح الحديث ربما كانت ضعيفة؛ لكنها على طريقة مصطلح الحديث الذي اعتمده المفسرون تكون صحيحة."
وبالنسبة لما ذكره السيوطي من أن ابن أبي حاتم لم يخرج عن السدي فقد وجدت هذين النقلين عند السيوطي أيضا: 3844 - وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله كهيعص قال هو هجاء مقطع الكاف من الملك والهاء من الله والياء والعين من العزيز والصاد من المصور
الدر المنثور 5/ 61
قوله تعالى: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قالوا: ود المشركون يوم بدر حين ضربت أعناقهم حين عرضوا على النار أنهم كانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم
الإتقان 2/ 497
¥