[ما حكم المجزوم بصحته من تعاليق الصحيحين؟]
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:30 ص]ـ
هذه مسألة ينبغي التنبيه عليها، وهي: أنّه قد تتابع الذين كتبوا في المصطلح، على أن ما ذكره البخاري بصيغة الجزم صحيح إلى من علّقه إليه، ويبقى النظر فيمن أبرز من رجاله، وهذا لم يصرّح به البخاري، وإنّما بني على استقراء ناقص غير تام، فالصواب أنّ هذه القاعدة كلية لا أغلبية، وأن تعاليق البخاري لا يتم الحكم على المروي منها بشيء من الصحة ولا الحسن ولا الضعف إلا بعد الكشف والفحص عن حال ما علّقه، وقد علّق البخاريُّ حديث عائشة: ((كان النبي ? يذكر الله على كل أحيانه)) بصيغة الجزم، مع أنّه لا يصحّ على شرطه، بل على شرط غيره، فخبر عائشة هذا أخرجه مسلم في " صحيحه ". وذكر أيضاً بصيغة الجزم حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي ?: ((الله أحق أن يستحيى منه من الناس))، وهو ليس من شرطه قطعاً، ولهذا لما علّق في النكاح شيئاً من حديث جدّ بهز لم يجزم به، بل قال: ويذكر عن معاوية بن حيدة.
وقال في: ((باب: العرض في الزكاة)): وقال طاووس: قال معاذ? لأهل اليمن: ائتوني بعرض ثياب خميس أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي ? بالمدينة، ورجاله ثقات إلا أن طاووساً لم يسمع من معاذ، فهو منقطع.
وعلّق حديث جابر في كتاب العلم بصيغة الجزم، فقال: ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى
عبد الله بن أنيس في حديث واحد.
وعلّقه في كتاب التوحيد بصيغة التمريض، فقال: ويُذكر عن جابر، عن عبد الله بن أنيس، قال: سمعت النبي ? يقول: ((يحشر الله العباد، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان)).
وقد قال الحافظ: جزم به حيث ذكر الارتحال فقط؛ لأنّ الإسناد حسنٌ وقد اعتضد وحيث ذكر طرفاً من المتن لم يجزم به؛ لأن لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الربّ، فإنه يحتاج إلى تأمل، فلا يكفي مجيء الحديث من طرق مختلف فيها ولو اعتضد.
وما علّق بصيغة التمريض، منها ما هو صحيح على شرطه، وقد أورده في موضع آخر من " جامعه " ففيه (1/ 44) في المواقيت، باب: ذكر العشاء والعتمة ومن رآه واسعاً: ويذكر عن أبي موسى قال: كنا نتناوب النبي ? عند صلاة العشاء فاعتم بها، وقد رواه موصولاً (567) في باب: فضل العشاء …، ولفظه فيه: فكان يتناوب رسول الله ? عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم.
وقال في كتاب الطب (10/ 76)، باب: الرقي بفاتحة الكتاب: ويذكر عن ابن عباس، عن النبي ?، ثم أسنده (5737) في الباب الذي بعده من حديث ابن أبي مليكة، عن ابن عباس في قصة، وفيه قوله ?: ((إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)). ومما أورده بصيغة التمريض، ولم يورده في موضع آخر من كتابه، وهو صحيح، ما جاء في كتاب الآذان من " صحيحه " (2/ 204): ويذكر عن النبي ?: ((ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم))، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم في " صحيحه " (438) من طريق أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ? رأى في أصحابه تأخراً، فقال لهم: ((تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم …)).
وجاء في كتاب الصلاة (2/ 255): ويذكر عن عبد الله بن السائب قرأ النبي ? (المؤمنون) في الصبح، حتى إذا جاء ذكر موسى أو هارون أو ذكر عيسى أخذته سلعة، فركع، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (455) في الصلاة، باب: القراءة في الصبح، من طرق عن عبد الله بن السائب …، وهذه الأمثلة وغيرها أيضاً تدّل على أنّ استعمال صيغة ما لم يسم فاعله قد يكون لمعنى غير التمريض، كاختصار السند، أو الاقتصار على بعضه، أو إيراد الحديث بالمعنى، وغير ذلك من الوجوه، وهذا شائع ذائع في كتب المتقدمين من الأئمة كالشافعي في " الأم " فإنه يذكر فيه أحاديث كثيرة بصيغة التمريض، وهي في الصحيحين أو أحدهما، وكذلك البغوي في " شرح السنة " حين يطوي السند، يورد الحديث بصيغة التمريض، وكثير مما جاء كذلك صحيح. (إفادة من تعليقات الشيخ شعيب الأرنؤوط على العواصم 3/ 42 – 44).
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[04 - 04 - 03, 04:41 ص]ـ
للرفع ... والدعاء لشيخنا الدكتور ماهر الفحل وأهله وسائر أهل العراق بالسلامة والعافية.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 04 - 03, 04:51 ص]ـ
اللهم نج شيخنا الدكتور ماهر الفحل
اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه ومن يمينه ومن يساره ونعوذ بعظمتك أن يغتال من فوقه
اللهم نجه وأهله وماله وكتبه وتحقيقاته
ـ[صقر]ــــــــ[04 - 04 - 03, 06:24 ص]ـ
أسأل الله تعال باسمه الأعظم أن يحفظ المسلمين في العراق.
وأن ينصرهم على أعدئه من الكافرين والخونة المنافقين.
وأن يحفظ الشيخ الدكتور (ماهر) وجميع العلماء المسلمين في العراق وفي كل مكان.
آمين يا حي ياقيوم