ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[07 - 12 - 06, 11:12 ص]ـ
من شبهاته في الطعن في السيدة عائشة:
قوله: إن البخاري أورد حديثا عن ابن عمر قال فيه: (قام النبي ? خطيبا فأشار إلى مسكن عائشة وقال: هاهنا الفتنة ثلاثا، من حيث يطلع قرن الشيطان) قال المؤلف: ويرجح أن هذا الحديث وضع للتنديد بعائشة بسبب الفتنة التي أثارتها.
إن الحديث الوارد صحيح، ولكن المؤلف حذف منه وأضاف إليه ما ليس فيه، وهذه عادة أعداء السنة دائما، وهذا القول الذي قاله المؤلف هو قول بعض الشيعة للأسف – ولعله منهم – فهم يتهمون السيدة عائشة مما هي منه براء وقد تطاول المدعو (هاشم معروف الحسيني) () على السيدة عائشة في كتابه (الموضوعات في الآثار والأخبار) وأشار إلى هذا الحديث أيضا.
إننا نجد في الحديث أن النبي ? أشار إلى ناحية المشرق، وإلى ناحية نجد بصفة خاصة، وفيه أن النبي ? أخبر أن هناك فتنا تموج، وحذر مما سيخرج من تلك النواحي، من أقوام سيكونون حربا على الإسلام وأهله، وقد صدق رسول الله ?، حيث رأينا الفتن والحروب التي أعقبت وفاة النبي ? سواء من المرتدين عن الإسلام، أو من أصحاب بعض المذاهب الهدامة التي خرجت على فترات متباينة، تحمل في دعواتها عداء للإسلام، وباستقراء سريع وبسيط للتاريخ، وما كتبه المؤرخون حول الملل والنحل، نجد أن أغلب هذه الفرق إنما نشأت وترعرعت جهة المشرق حيث أشار النبي ? سواء المشرق الأدنى أم الأقصى، كالمغول والتتار وغيرهم.
أما قصر الحديث على السيدة عائشة رضي الله عنها، فهذا قول أعداء السنة ضد النبي ? وزوجاته الطاهرات، لأنه لا معنى لتبرم النبي ? من عائشة رضي الله عنها حتى أنه ليخرج على الناس غاضبا ويخبرهم أن الفتنة في منزل عائشة، ثم يبقيها معه ولا يطلقها، ونحن نعلم ما حدث في قضية الإفك، وكيف أن النبي ? سمح لعائشة بالذهاب لبيت أهلها، فكيف يبقى عائشة بعد ذلك ويخبر أنها مصدر الفتن ولا يسرحها؟
إن هذا القول هو من افتراءات أعداء السنة، وبعض الشيعة، الذين يطعنون في صحابة النبي ? حملة القرآن والسنة، محاولين بذلك تشويه أحاديث وسيرة النبي ? خدمة لأغراضهم التي يمليها عليهم أعداء الإسلام، ولكن كل محاولاتهم باءت وستبوء بالفشل، لأن النور يبدد الظلام.
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[07 - 12 - 06, 11:13 ص]ـ
عدم احترامه لأم المؤمنين (عائشة):
حيث قال: أما عائشة (فمن أفعالها القبيحة) التي سجلها المؤرخون أنها كانت تحرض على قتل عثمان، (ص226).
سبحان الله، ما أشنع هذه الكلمة في حق أم المؤمنين، وزوجة النبي الكريم ? إن هذه المرأة برأها المولى عز وجل وأنزل في شأنها قرآنا يتلى، فلا يجوز بحال الخوض في سيرتها، وقد سبق بيان ذلك.
إن هذه الكلمة التي يقشعر لها بدن كل إنسان يحب الله ورسوله،
إن هذا الوصف لم يقله حتى أشد أعداء الإسلام عداوة، فكيف بهذا الذي يدعي أنه مسلم؟
إن العلماء أوردوا قصة خروج السيدة عائشة مطالبة بالثأر لمقتل عثمان، ولم يشر أحد منهم إليها بكلمة جارحة أبدا، بل كانوا يقولون أن هذا اجتهاد منها رضي الله عنها لحقن الدماء.
أما المؤلف فإنه يصفها بوصف عظيم، ومرجع ذلك عدم احترامه للقرآن الكريم، الذي نص على طهرها وعفافها، ولا للنبي ? الذي كان يحب عائشة أكثر من غيرها من النساء.
ثم كيف ينسب إليها أنها حرضت على قتل عثمان وهي قد خرجت من المدينة إلى مكة حتى تعتزل الفتنة، وقد لزم أكثر الناس بيوتهم.
وقد كانت (أم حبيبة) رضي الله عنها جاءت لعثمان فأحاط بها الغوغاء وقالوا لها: ما جاء بك؟ فقالت: إن عنده – أي عثمان – وصايا بني أمية لأيتام وأرامل، فأحببت أن أذكره بها، فكذبوها في ذلك، ونالها منهم شدة عظيمة، وقطعوا حزام البغلة، وندت بها، وكادت أن تسقط أو سقطت عنها، وكادت تقتل لولا تلاحق بها الناس فأمسكوا بدابتها ().
ولما وقع هذا عظمه الناس جدا، وعندما أرادت السيدة عائشة الخروج للحج قالوا لها: إنك لو أقمت كان أصلح، لعل هؤلاء القوم يهابوك، فقالت: إني أخشى أن أشير عليهم برأي فينالني منهم من الأذية ما نال أم حبيبة ().
وقد خرجت أمهات المؤمنين إلى الحج فرارا من الفتنة ().
إن مرجع المؤلف هو ابن أبى حديد وهو شيعي لا يحب عائشة ولا والدها، ولا عمر، ولا عثمان، وهذا مشهور ومعروف للباحثين.
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[07 - 12 - 06, 11:17 ص]ـ
ما سبق هو عرض لبعض الشبهات الخطيرة التي أوردها صاحب كتاب (تدوين السنة)، وهذا الكتاب يحتاج إلى رد شامل مفصل، لأنه يقوم على المغالطات والافتراءات والتزوير على التاريخ، كما أنه يقوم أساسا على مهاجمة السنة وإنكار دورها التشريعي، وعلى سب الصحابة الكرام ويدعو إلى طرح الشريعة الإسلامية عامة والأخذ بالتشريعات الغربية.
لقد أوردت بعض شبهات هذا الكتاب للإشارة إليه، والتنبيه على خطورته حتى يحذره الناس وينتبه له العلماء فيقوموا بواجبهم برد باطله.
ومما دعاني إلى الرد على بعض شبهاته، وتبيين كذب المؤلف، وجهله بالكثير من الأمور التي طرحها في مؤلفه هذا، أني وجدت البعض قد جعل هذا الكتاب من المصادر التي يرجع إليها في تأليف البحوث، أو المقالات، والدليل على ذلك ما نشرته مجلة (تراث الشعب العدد /2مسلسل / 37، السنة 17، سنة / 1997 للمدعوة د. سالمة عبد الجبار). في مقال لها عنوانه (الدين والتراث) ص42، وما بعدها، وقد جعلت أهم مصادرها كتاب (تدوين السنة)، هذا، وإن كنت لا أستغرب ذلك، فأمين تحرير هذه المجلة هو (محمد أوريث) الذي سبق له وأن هاجم صحيح البخاري، ودعا إلى تحكيم العقل في النصوص الدينية، وقد أشرنا إلى ذلك في بداية الردود.
¥