ـ[محمد فاضل]ــــــــ[23 - 04 - 07, 11:43 م]ـ
بالنسبة لرواية ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس:
فقد تكلم يحيى القطان في رواية ابن جريج عن عطاء الخراساني قَال علي بن المديني: (سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني فَقَال: ضعيف فَقلت: إِنه يقول أخبرني فَقَال:لا شيء إِنما هو كتاب دفَعه إِليه) وقد أجاب عن ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح بقوله: " قلت ففيه نوع اتصال ولذلك استجاز ابن جريج أن يقول فيه أخبرنا ". وقال ابن رجب الحنبلي: " وقول يحيى بن سعيد في رواية ابن جريج عن عطاء الخراساني إنها ضعيفة لا شيء إنما هي كتاب دفعه إليه يدل على أنه كان لا يرى الرواية بالمناولة إلا أن يحمل على أنه لم يأذن له في روايته عنه وفي جواز الرواية بذلك في هذه الحال خلاف بين أهل العلم ذكره أبو بكر الخطيب وغيره وروى الوليد عن الأوزاعي أن المناولة يعمل بها ولا يحدث " ا. هـ
وأما رواية عطاء عن ابن عباس: فذكر ابن معين وأبو حاتم الرازي وأبو داود وابن حبان والدارقطني والطبراني وابن حجر بأن روايته عن ابن عباس مرسلة.
وقد رمى الحافظ ابن حجر عطاء الخراساني في التقريب وفي تلخيص الحبير بالتدليس ولم أجد له ذكرا في كتب المدلسين ولا وقفت على أحد قبل الحافظ رماه بذلك اللهم إلا ما قاله الذهبي في السير معلقا على كلام الدارقطني: " هو في نفسه ثقة لكن لم يلق ابن عباس " قال الذهبي " يعني أنه يدلس ". وهذا ليس تدليسا بالمعنى الاصطلاحي وإنما هو إرسال إذ أنه لم يسمع منه. فدعوى تدليسه هذه مردودة والحافظ نفسه لم يذكره في كتابه الذي صنفه في المدلسين ولا نقل عن أحد في تهذيبه أنه رماه بذلك.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 03:15 م]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
وهذا الحديث رواه ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وابن جريج له تفسير معروف، وفي تفسيره ذكر التصريح بأن عطاء هذا هو عطاء الخُرساني، كذلك ذكره عبد الرزاق في تفسيره وهو مطبوع؛ طبع مؤخرا، قال: عن ابن جريج عن عطاء الخرساني عن ابن عباس. والعلماء يقولون -علماء الجرح والتعديل-: إن عطاء الخُرساني لم يسمع عن ابن عباس. لهذا قال أولئك هذه الرواية ضعيفة وليست بصحيحة وإن رواها البخاري؟
والجواب عن ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما حينما ذكر أنها أسماء رجال صالحين جعلها البخاري رحمه الله تعالى -يعني جعل تلك الرواية- جعل البخاري رحمه الله تعالى تلك الرواية أصل في تفسير الآية، ورواها بإسناده المتصل لابن عباس، وكون عطاء أتى عند البخاري بلا نسبة، لا يعني أنه عند البخاري عطاء الخُرساني، ودلّلوا على ذلك بأن التفريق في روايات ابن جريج عن عطاء بأن منها عن عطاء الخرساني خاصة بالتفسير إنما هو عن علي بن المديني، وعلي بن المديني معروف بأنه إمام في العلل وله كتاب في العلل وكتبه مشهورة في ذلك والبخاري رحمه الله تلميذه، فلا يخفى عليه تعليل علي ابن المديني لهذه الرواية -أنا أُفَصِّل هذا لأن الدعاة إلى عبادة القبور أو إلى أن التوسط بالصالحين ليس هو شرك المشركين؛ الدعاة قالوا عمدتكم في ذلك هو رواية ابن عباس، ورواية ابن عباس ضعيفة، ولو رواها البخاري في صحيحه، فهذا رد لهذه الشبهة- نقول: البخاري قال عن ابن جريج قال: قال عطاء عن ابن عباس. ومن المتقرر في علم الرجال أن ابن جريج إذا قال: قال عطاء. وهو يعني ابن جريج ممن عرف بالتدليس، فإن قوله قال عطاء محمول على السماع وسماعه إنما هو من عطاء بن أبي رباح وليس من عطاء الخرساني، فنستدل بذلك على أن هذه الرواية عند البخاري إنما هي عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، وإسنادها متصل في غاية الصحة، وابن حجر رحمه الله حينما عرض لهذه المسألة قال وهي عندي -يعني هذه المسألة- عن عطاء الخرساني وعن عطاء ابن أبي رباح جميعا؛ لأن البخاري رحمه الله مشترط في صحيحه أن لا يروي الحديث إلا إذا كان متصلا، وهو لا يخفى عليه أن ابن جريج يروي عن عطاء الخرساني بانقطاع، وأن عطاء الخرساني راويته عن ابن عباس [منقطعة] لا يخفى عنه ذلك؛ لأنه من مشاهير العلم، ولأنه لم يروِ بهذه الترجمة مما يظن أنه عن عطاء الخرساني لم يروِ إلا حديثين، فهو رواها مسندة متصلة، فمن نازع في صحتها ينازع البخاري رحمه الله في تصحيحه له هذا واحد.
الثاني أن عطاء في الرواية هو عطاء ابن أبي رباح ولو كان روي في تفسير عبد الرزاق وتفسير ابن جريج التصريح بأنه عطاء الخرساني فإنّ ابن جريج قد يسمع من هذا وهذا، يعني قد يأخذ من هذا وهذا؛ قد يأخذ من عطاء بن أبي رباح، وقد يأخذ بواسطة عن عطاء الخرساني فهذا محتمل, وتغليط البخاري رحمه الله في تصحيحه للحديث هذا غير وارد.
الثالث أن الذين ذكروا هذه العلة ليسوا من المتقدمين من حفاظ الأحاديث، وإنما هم من المتأخرين، والمتقدمون من أهل الحديث أدرى بالبيت؛ لأن فهمهم بالعلل أعظم من فهم من بعدهم.
¥