تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[علل أحاديث الزهرى لأحمد بن صالح المصرى]

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[02 - 11 - 06, 08:38 م]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

فإن الإمام المبجل محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى يعتبر أحد الحفاظ الذين يدور عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم على بن عبد الله المدينى وغيره

ولذلك كان جمع حديثه والإعتناء به ومعرفة صحيحه من ضعيفه من أجل وأنفع مشاريع طالب علم الحديث وأسمى غاياته وأهدافه

فإنه إذا جمع حديث حديث هذا الإمام يكون بذلك قد جمع ربع السنة أو مايقارب هذا

وكثيرا ما رأيت الشيخ عبد الله السعد يوصى بذلك ويحث عليه وقال مرة أكثر الأحاديث الصحيحة تمر به يعنى الزهرى

ولذلك اتجهت همم العلماء لجمع حديثه فكان من المشهورين بجمع حديث هذا الإمام:

1_ أحمد بن حنبل

2_ أحمد بن صالح المصرى

3_ محمد بن المثنى أبو موسى الزمن

4_ محمد بن يحى الذهلى النيسابورى

5_ محمد بن إسماعيل بن مهران أبو بكر الإسماعيلى وليس هو صاحب المستخرج على الصحيح وقرين ابن عدىّ بل هذا آخر متقدم عنه طبقة ووفاة

هذا ما وقفت عليه ممن عرف بحمع حديث الزهرى وتجويده

فمن وقف على غير هؤلاء فلا يبخل علينا من علمه

أما أحمد بن حنبل فمما يدل على معرفته بحديث الزهرى وتجويده له ما يلى:

أولا: كلامه فى العلل المنقولة عنه

فمن نظر فى كتب العلل وجد كثيرا من تعليلات أحمد وكلامه على حديث الزهرى مما يدل على معرفته به المعرفة التامة

ولعلّ فى تتبع كلام أحمد على حديث الزهرى مشروع حسن ومفيد فى جانب علم العلل

فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر كلامه على حديث غيلان الثقفى من طريق الزهرى عن سالم عن ابن عمر حيث رجح إرساله وبين علة ذلك

وسيأتى معنا بعض الأمثلة على تعليلات أحمد وكلامه على حديث الزهرى

ثانيا: ما ذكره الخطيب وغيره أن أحمد بن صالح المصرى لما اجتمع مع أحمد بن حنبل فى العراق قال له أحمد بلغنى أنك جمعت حديث الزهرى فتعال حتى نذكر ما روى الزهرى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرواى فجعلا يتذاكران فلا يغرب أحدهما على الآخر حتى فرغا فما رأيت أحسن من مذاكرتهما

ثم قال له أحمد تعال حتى نذكر ما روى الزهرى عن أولاد الصحابة فجعلا يتذاكران فلا يغرب أحدهما على الآخر

إلى أن قال أحمد لأحمد بن صالح

عن الزهرى عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال النبى صلى الله عليه وسلم ما يسرنى أن لى حمر النعم وأن لى حلف المطيبين فقال أحمد بن صالح

أنت الأستاذ وتقول مثل هذا؟ فجعل أحمد يبتسم ويقول رواه عن الزهرى رجل مقبول أو صالح

عبد الرحمن بن إسحاق فقال من رواه عن عبد الرحمن فقال حدثناه ثقتين إسماعيل بن بن علية وبشر بن المفضل فقال أحمد بن صالح سألتك بالله إلا أمليته علىّ فقال أحمد من الكتاب فقام ودخل وأخرج الكتاب وأملى عليه فقال أحمد بن صالح لو لم أستفد بالعراق إلا هذا الحديث لكان كثيرا ثم ودعه وخرج

ففى هذه القصة فوائد منها:

1_ أن أحمد ممن جمع حديث الزهرى وجوده ويتضح ذلك من:

أ_ إغرابه على أحمد بن صالح وهو ممن عرف بجمع حديث الزهرى والإعتناء به

ب_ قوله تعال نذكر ما روى الزهرى عن أولاد الصحابة دليل على أنه صنف حديث الزهرى ورتبه وجوده

2_ وفيها أن التفرد فى الطبقات المتأخرة قرينة على وهم المتفرد

3_ وفيها جلالة أحمد فى العلم وعلو همته حيث شارك أهل الإختصاص فى اختصاصهم بل زاد عليهم رحمه الله رحمة واسعة

4_ وفيها تواضع أحمد وشدة إخلاصة بحيث لم يكن يحدث إلا من كتاب مع حفظه لحديثه

ثالثا: أن أهل العلم والحديث كانوا يسألون أحمد عن أثبت أصحاب الزهرى

وعن حديث فلان بن فلان كيف حديثه عن الزهرى وهل هو مستقيم أم لا

وعن أعلم الناس بحديث الزهرى

قال أبو زرعة الدمشقى وأخبرنى أحمد بن حنبل قال رأيت كتب شعيب فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة ورفع من ذكره فقلت فأين هو من يونس بن يزيد فقال فوقه قلت فأين هو من عقيل بن خالد فقال فوقه قلت فأين هو من الزبيدى فقال مثله

وكلام أحمد فى هذا كثير تراجع تراجم أصحاب الزهرى فى التهذيب

والله أعلم

وأما أحمد بن صالح فمما يدل على جمعه لحديث الزهرى وتجويده:

أولا: ما تقدم من مذاكرته لأحمد وقول أحمد له بلغنى أنك جمعت حديث الزهرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير