تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن أسباب نقد المتن عند أئمة الجرح والتعديل المؤثرة في الحكم على رواة الحديث، لا تخرج عن ثلاثة في الجملة: أولها المخالفة أي تعارض المتن الحديثي مع صريح القرآن، أو تعارضه مع متن حديثي آخر صحيح، أو معارضته للإجماع، أو معارضته لقول الراوي أو فعله. وثاني هذه الأسباب هو التفرد، أمّا السبب الثالث فهو الاضطراب.

وقد تبيّن أن أئمة الجرح والتعديل، بل وعلماء الحديث قاطبة، يُضيّقون مبدأ عرض السنة النبوية الصحيحة على القرآن؛ لأنهم يرونهما وحي من الله، وأن السنة إذا كانت صحيحة وفق شروط الصحة عند أهل الحديث، لا يمكن أن تعارض القرآن معارضة حقيقية، بل هي إما مبينة لمجمله، أو مخصصة لعامه، أو مقيدة لمطلقه .. الخ

وتبين كذلك أنّ أئمة الجرح والتعديل، بل علماء الحديث عامة، لا يرون فتح باب النقد العقلي للمتون على مصراعيه؛ لأن مفاسده أكثر من مصالحه، كما وضحناه في محله، وإن كانوا كما وضحنا لا يغفلون العقل في منهجهم النقدي.

وفي الختام فإننا نوصي ببحث بعض الموضوعات المتعلقة بنقد المتن؛ لكونها ذات أثر إيجابي، ولم نقف على من بحثها بصورة جيدة، ومنها:

- ما أثر نقد المتن في ألفاظ الجرح؟.

- ما مراتب علماء الجرح والتعديل من حيث العناية بنقد المتن كثرة وقلة، والتشدد والتساهل ... الخ؟

- أيوجد اتفاق بين علماء الحديث المتقدمين في الأخذ بنقد المتن أم هناك اجتهادات متنوعة في التطبيق، وما حدود تلك الاجتهادات، وما أسبابها؟

- هل يؤثر نقد المتن في الاختلاف الواقع بين علماء الجرح والتعديل في كثير من الرواة؟ وعليه فهل يمكن الاعتداد بمعيار العناية بنقد المتن بوصفه أحد المرجحات عند تعارض أقوال النقاد في أحد الرواة؟

- ما مدى عناية أئمة المحدثين بالقرائن العقلية في منهجهم النقدي؟

- مواقف العلماء في الفكر الإسلامي حين يستشكلون متناً حديثياً بين الرد والتوقف والتأويل، وعلاقة ذلك بالمتشابه، وعلاقته بقضية تعارض النقل والعقل، وما هي ثمار تلك المواقف عبر التاريخ للاعتبار بها من خلال النظر في مآلات الأفعال ونتائج التصرفات؟.

انتهى.

قلت (أبوصالح):

مصدر البحث موقع (إسلامية المعرفة) وهي مجلة فصلية يصدرها المعهد العالمي للفكر الإسلامي. ( http://www.eiiit.org/article_read.asp?articleID=735&catID=256&adad=297)

ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[23 - 01 - 07, 01:37 م]ـ

جزاك الله خيرا لنقل هذا البحث الرائع

فإن الشيخ قد أجاد وأفاد في هذا المسألة

ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[23 - 01 - 07, 01:41 م]ـ

جزاك الله خيرا لنقل هذا البحث الرائع

فإن الشيخ قد أجاد وأفاد في هذا المسألة

ـ[أبوصالح]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:12 م]ـ

أخي الكريم أسامة

بارك الله فيك

والشيخ خالد الدريس مجيد في بحوثه ويتبع طريقة منهجية في بحوثه تجعل القارئ لا يتشتت

ومن صور هذه المنهجية التفكيرية: صياغته موضوع الباب على طريقة أسئلة وقد صنع ذلك في مقدمته لرسالته الحديث الحسن دراسة استقرائية نقدية.

وهذا مبحث مفيد لعله يتيسر الكتابة عنه.

---

عودا إلى الموضوع

إن الاعتماد على أقوال أئمة الجرح والتعديل في نقد سند الحديث، لا يعني وجود تجاهل لنقد المتن، إذ الحكم على الراوي من قبل أولئك الأئمة أو بعضهم على الأقل هو نتيجة ملخصة لعملية نقدية من أهم أركانها النظر في مدى سلامة متون ذلك الراوي، وعليه فإن اعتماد الباحث الحديثي على قول ابن حنبل، أو البخاري: أن فلاناً "منكر الحديث" مثلاً في تضعيف حديث ما، لا يعني تجاهل نقد المتن؛ لأن الراوي ما وصف بمثل ذلك الوصف في الغالب إلا لوجود مرويات منكرة في متونه، وبمعنى آخر فإن هناك تلازماً وترابطاً بين نقد السند ونقد المتن، فما يظنه البعض أنه نقد مجرد للسند، هو في الحقيقة نتيجة عملية شاملة لأمور عدة منها نقد المتن أيضاً.

على ضوء البحث أعلاه، استوقفتني عبارة لابن عبدالهادي في تعليقته على العلل لابن أبي حاتم ص86:

وسألتُ أبِي، وأبا زُرعة، عَن حدِيثٍ؛ رواهُ مُحمّدُ بنُ جابِرٍ، عن قيس بن طلق، عن أبِيهِ أنّهُ سأل رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: هل فِي مسِّ الذكر وضوءٌ؟ قال: لا.

فلم يُثبتاه وقالا: قيس بن طلق ليس مِمّن تقوم بِهِ الحجة ووهناه.

قال ابن عبدالهادي:

والذي يظهر أنّ حديث قيس حسنٌ أو صحيح، ولم يأت من ضعّفه بحجة، بل إنّما تُكلّم فيه لروايته هذا الحديث، وإنّما تُكلّم في هذا الحديث لروايته له، وهذا دورٌ. اهـ

بغضِّ النظر عن الموقف من توثيق قيس بن طلق أو تضعيفه:

أليس نقد الرجال مبنيٌ على النظر في أحاديثهم من استقامتها من عدمها، وهذا يشكل عندي في اعتراض الحافظ ابن عبدالهادي؟

لعل أحد يوجه أو ينصح فنستفيد جميعا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 09:07 م]ـ

كلام ابن عبد الهادي إشكال حقيقي، وهذا الكلام فيه دَوْر حقيقةً!

ولكن هذا الدَّوْر ليس مقصورا على هذا التعليل وعلى هذه المسألة، بل هذا الدَّور وارد على كلام أهل العلم في كل القواعد الحديثية، بل في كل القواعد في جميع العلوم!

وقد حاولتُ أن أحل هذا الدور في هذا الموضوع:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88502

فإن أكن وفقت فمن الله، وإلا فمني وأستغفر الله!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير