حادي عشر: إظهار طرق التحقيق ببرنامج مختص والاستعانة بلوائح وبيانات كل خطوة من خطوات التحقيق، مع العناية بدقة فرسان هذا الميدان، والتعريف بهم، وإبراز جهودهم وحرصهم وشدة عنايتهم.
ثاني عشر: تقويم طبعات الكتب التي تمتلئ بها الرفوف، وتقذفها المطابع، والتحذير من الإنزلاقات والانحرافات، ومحاولة حصرها، مع التمثيل عليها، والتوصية بكشف ألاعيب التجار، وطرق المندسين من الفرق المنحرفة والمبشرين والمستشرقين (اليهود الجدد)، ببترهم وتحريفهم النصوص، مع الاستعانة بـ (التصوير الضوئي) بإبراز الأصل المعتمد لبيان تقصد الحذف أو التزوير.
ثالث عشر: محاولة إحياء القوانين المندثرة (غير المعمول بها) والتي فيها حماية لتراثنا، أو سن قوانين جديدة من أجل ملاحقة العابثين بالتراث أو المضيعين له.
رابع عشر: إيجاد سبل لمعرفة المخطوطات المجهولة، سواء العنوان أو المؤلف أو الناسخ، وأُمثِّل على الأخير بالآتي:
إعداد برنامج يحتوي على ما يلي:
1 - حصر أكبر عدد من خطوط العلماء والنساخ المعروفين –السابق ذكرهم في (عاشراً) -.
2 - إعداد برمجة للتعرف على الخط وربطه باسم صاحبه، ومراعاة إدخال نماذج منه تحوي جميع الحروف، وتكون فيه كلمات متكررة، مثل: الديباجة، والخاتمة، إذ غالباً ما تحوي على البسملة والحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - من خلال البرنامج المعدّ يعرض المخطوط المجهولُ ناسخُه على جميع الخطوط الموجودة فيه، ومحاولة التعرف على صاحبه.
من المعلوم أن إدخال أكبر عدد من نماذج الخطوط، والدقة في ذلك، يعطي نتائج مهمة في محاولة تقدير عمر المخطوط أيضاً، وبيان ناسخه، ومن المعلوم أيضاً أن الوقوف على النسخة الخطية من الكتاب كان أكبر معين في تقدير عمره، والوقوف على محاسنه ومساوئه، وما ذكرناه آنفاً هو بديل جيد عن ذلك، ولاسيما مع عدم توفر عين الأصل، أو صعوبة الوقوف عليه حال وجوده.
خامس عشر: محاولة حصر المكتبات الخطية الشخصية وفهرستها في سائر أنحاء العالم.
سادس عشر: إجراء مقابلات مع تجار الكتب القديمة والمخطوطات، وذكر نوادرهم وتوصياتهم.
سابع عشر: التواصل والتواصي مع الأثرياء والأغنياء والكبراء ومن هم في موقع المسؤولية لدعم ما تقدّم، ومحاولة إبرازه أو بعضه للوجود، وإنشاء مكتبات عامة مشرَّعة الأَبواب للباحثين والمطلعين، وتوفير المصادر التراثية، والمخطوطات الأصلية والمصورة، وحفظها على (الميكروفيلم) و (الأقراص) وتجهيزها بقراءات وطابعات على وجه يفي بالحجم المطلوب.
ثامن عشر: عقد دورات متخصصة لكيفية التحقيق وضبط النص، وتخريج الحديث، وطرق التوثيق، والتعريف بالمراجع وطريقة استعمالها.
تاسع عشر: تبني كتب تراثية مطولة مهمة، وتوزيعها على الباحثين، ودعم طباعتها لوصولها إلى الباحث بسعر مناسب، وطريقة مناسبة.
العشرون: إعداد برنامج حاسوبي يحتوي على جميع المخطوطات، وأماكن وجودها ووصفها، مع محاولة تمييز المطبوع منها من المخطوط.
هذه آلام وآمال، تراودني وتهاودني وتعاودني بين الفينة والفينة في مسيرتي العلمية، في وقت صفائي وكدري، وراحتي وتعبي، وخلوتي وجلوتي، فجاءتني واستمكنت بي وألحت عليَّ بمسك اليراع وخط هذه الحروف على القرطاس من باب: معذرة إلى الله، وتحريك الهمة في قلوب الأبرار من أهل الغيرة على دينهم وتراثهم المحبين للعلماء الأطهار المنتمين لأمة محمد المختار، صلى الله عليه وسلم ما تعاقب الليل والنهار، عسى أن تبدأ المسيرة ولو بالدعاء الصالح، ليتحول إلى صالح العمل، والعمل الصالح النافع في المعاش والمعاد، المدّخر لصاحبه الثواب الجاري، والأجر الباقي، وليكون له لسان ذكر في العالمين. فعليه سبحانه –وحده- التُّكلان، وإليه الشكوى بما حلَّ بهذه الأمة من الهوان، وما أصاب مقدراتها ومدّخراتها من الضياع والتشتت والنسيان، فهذه صرخة لعلها تجد آذان، وما ذلك على الله بعزيز، فهو -سبحانه- الكريم المنَّان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وسبحانك اللهم بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.