تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: إذا كانت تكفي المعاصرة لصحة الحديث المعنعن فلمَ اعترض الدارقطني على البخاري ومن وافقه بأن عروة لم يسمع من أم سلمة؟ أما يثبت من هذا الاعتراض أن المعاصرة لا تكفي بل لا بد من إثبات السماع؟ ويظهر جليا من اعتراض الدارقطني على البخاري هاهنا ومثله في مقام آخر على أن شرط البخاري اللقاء والسماع كان معروفا إلى عهد الدارقطني ـ والله أعلم بالصواب.

أقول: قد أثبت ابن عساكر سماع عروة من أم سلمة في تاريخ دمشق فقال: " عروة بن الزبير ... سمع أباه الزبير وأخاه عبد الله بن الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة ـ ابنتي أبي بكر الصديق ـ وابن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن زمعة وأبا حميد وأبا هريرة وابن عباس وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن أبي سلمة وزينب بنت أبي سلمة وأمها أم سلمة [34]. وانظر ترجمته في رجال صحيح البخاري للكلاباذي (ت 398هـ) [35].

قال الشيخ حاتم [36]:

" المثال الثالث: حديث قيس بن أبي حازم عن بلال ابن رباح رضي الله عنه أنه قال لأبي بكر: " إن كنتَ إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنتَ إنما اشتريتني لله فدعني وعملَ الله ".

وقد قال علي بن المديني في (العلل): " روى عن بلال ولم يلقه ".

أقول: ما ندري لماذا غير الشيخ حاتم لفظ البخاري؟ قال البخاري ( ... حدثنا إسماعيل، عن قيس أن بلالاً قال لأبي بكر ... إلخ).

هذا الحديث له علاقة بمسند أبي بكر وبمسند بلال، ففي طبقات ابن سعد [37]: عن قيس قال: قال بلال لأبي بكر، ومثله في المعجم الكبير للطبراني [38]، وفي حلية الأولياء [39]: عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالاً ـ رضي الله عنهما ـ بخمسة أواق ... إلخ، وسماع قيس من أبي بكر ثابت، فإذا تدبرت رواية البخاري فعرفتَ أنها من مسند أبي بكر، ورواية قيس، عن أبي بكر من أصح الروايات. وأنت غيرت لفظ البخاري بفهمك الناقص بأن " أن " هاهنا بمقام " عن " وليست كذلك، بل لفظ " أن " هاهنا بمعنى التحقيق ولا تقوم مقام " عن " لإثبات الرواية المعنعنة. ويظهر من رواية البخاري هذه أن قيسا كان جالسًا عند أبي بكر فجاء بلال فقال، فسمع قيس قوله وإجابة أبي بكر، ثم بعد ذهاب بلال سأل قيس عن قصة شراء أبي بكر بلالاً فأخبره أنه اشتراه بخمسة أواق ... إلخ، كما جاء في حلية الأولياء؛ فافهم، وصدق إذ قال الإمام البخاري: لو نشر بعض إسنادي هؤلاء لم يفهموا [40]، فمن عرفه حجة على من لم يعرف، وقد قال علي بن المديني عندما سمع قول البخاري … ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني: دع قوله، هو ما رأى مثل نفسه [41].

هل البخاري اتبع الشرط الذي ذكره مسلم؟

قال الشيخ حاتم [42]:

" وبذلك نرجع أن البخاري اكتفى في إخراجه لهذا الحديث بشرط مسلم.

المثال الرابع: حديثا عبد الله بن بريدة عن أبيه، وسبق ذكرهما، وبيان أن البخاري مع عدم وقوفه على تصريح عبد الله بالسماع من أبيه، إلا أنه أخرج له عنه حديثين في صحيحه!!.

أقول: هذا من خيالك الذي تخيلته، وقد أثبتُ السماع من أبيه من قبل، وقد مر الكلام عليه واضحا [43].

الشيخ حاتم ينقل اعتراضات الناس على البخاري

بدون الالتفات إلى الأجوبة التي أجاب عنها العلماء

قال الشيخ حاتم [44]:

" وهناك مجموعةٌ من الأسانيد نُفي سماعُ رواتها من بعضهم وهي في صحيح البخاري، والنفاة للسماع بعض كبار الأئمة:

منهم: أبو داود [45]، وأبو حاتم الرازي [46] والإسماعيلي [47]، والدارقطني [48]، والعقيلي [49]، وابن مردويه [50]، وأبو مسعود الدمشقي [51]، وابن عبد البر [52]، والخطيب [53]، والحازمي.


1 ـ إرشاد الفحول: ص84.

2 ـ الإجماع: ص86.

3 ـ ص14.

4 ـ الإجماع: ص88.

1 ـ ص12.

2 ـ ص44.

1 ـ الإجماع: ص90.

1 ـ مسند أحمد: 4/ 307.

2 ـ تحفة الأشراف: ج7/ 184.

1 ـ هدي الساري: ص7، 489.

2 ـ انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبي.

1 ـ الإجماع: ص91، 92.

1 ـ عمدة القاري: 1/ 5.

2 ـ الإجماع: ص93.

1 ـ ديباجة التمهيد.

1 ـ الإجماع: ص95.

2 ـ 3/ 153.

1 ـ الإجماع: ص102.

1 ـ الإجماع: ص105.

2 ـ الإجماع: ص106، 107.

1 ـ الإجماع: ص111.

1 ـ الإجماع: ص111

1 ـ ج4/ 128 ـ 190.

2 ـ الإجماع: ص112.

1 ـ شروط الأئمة الخمسة: ص52.

2 ـ الإجماع: ص113.

1 ـ الإجماع: ص114، 115.

1 ـ الإجماع: ص 114.

1 ـ الإجماع: ص115.

1 ـ الإجماع: ص122، 123.

1 ـ 5/ 72، 73.

2 ـ ص393.

1 ـ الإجماع: ص125.

1 ـ 40/ 242.

2 ـ 2/ 581.

3 ـ الإجماع: ص127.

1 ـ 3/ 238.

2 ـ 1/ 337.

3 ـ 1/ 150.

1 ـ ذكره الحافظ في هدى الساري: ص487، وتاريخ بغداد: 2/ 7.

2 ـ انظر ترجمة البخاري في هدي الساري: ص483.

3 ـ الإجماع: ص127.

1 ـ ص27.

2 ـ الإجماع: ص128.

3 ـ تحفة التحصيل: رقم1186.

4 ـ جامع التحصيل: رقم200، 524.

5 ـ التهذيب: 3/ 120، وفتح الباري: رقم2072، 2128.

6 ـ التتبع للدارقطني: رقم29، 30، 88، 89، 90، 91.

7 ـ تحفة التحصيل ـ الحاشية ـ: رقم790.

8 ـ جامع التحصيل: رقم8.

9 ـ فتح الباري: رقم2877، 2878، 6/ 90، 91.

10 ـ هدي الساري: 392، وتحفة التحصيل: رقم790.

11 ـ الاعتبار للحازمي: رقم473، وانظر دفاعه الحافظ في الفتح: 12/ 121
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير