تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وزيد لم يسمع من عمرو .. ولكن سمع ممن سمع من عمرو .. فهذا سند منقطع .. وظاهر الحديث الضعف .. إلا أن يأتي طريق آخر .. فننظر فيه .. ونحكم عليه

وبدراسة الأسانيد جميعا .. يتبين الحكم ..

وانقطاع السند قد يكون ظاهرا .. كما في المثال السابق .. وقد يكون خفيا (كما سيأتي بيانه في حينه إن شاء الله تعالى)

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 10:29 م]ـ

الشرط الثاني: انتفاء الشذوذ .. وذلك في وقوله"ولم يشذ َّ" ..

واختلفوا في تعريف الحديث الشاذ .. فقال بعضهم"هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه" .. وإلى هذا ذهب الإمام الشافعي واستقر عليه رأي المتأخرين ..

وقال بعضهم الشاذ: هو ما يتفرد براويته راوٍ (سواء كان ثقة أو ضعيفا)

وقال آخرون: ما يتفرد به الضعيف

وبتعريف الإمام الشافعي ومن وافقه .. يكون الشرط أقرب وآكد في صيانة الحديث النبوي ..

ولايلزم أن يكون الشذوذ متعلقا بحديث واحد ..

وهذا الأوثق الذي خولف .. قد يكون أوثق من حيث الضبط .. أو من حيث العدالة ..

وقد تأتي الثقة بسبب العدد .. بمعنى أن جمهور رواة حديث ما .. وهم ثقات خالفهم ثقة ..

فيكون الترجيح في الغالب للجمهرة

وتوضيحه كما يأتي مثاله:-

زيد: ثقة

عمرو: ثقة ثقة

بكر: ثقة ثقة

عمر:ثقة ثقة

خالد: ثقة (فقط)

فإذا روى زيد وعمرو وبكر وعمر حديثا .. كل واحد من طريقه الخاص به .. وروى خالد حديثا مخالفا في معناه أو معارضا لما أجمع عليه ألئك الثقات .. مع كونهم أوثق من خالد أو مثله (أو ربما أقل لأن عددهم يعطي اعتبار يقوي حديثهم) .. فهذا هو الشاذ

ووفقا لحد الشافعي فلو خالف ثقة من هو أوثق منه ولو كان هذا الأوثق شخصا واحدا فهو الشاذ ..

قال المؤلف رحمه الله تعالى"ولم يشذ ّ أو يُعَل" .. وقد انتهينا من مبحث الشذوذ ولله الحمد ..

تنبيه: في مبحث الشاذ .. ستكون الأمثلة حقيقية .. لكن ههنا تم التعريج على الشذوذ من حيث كون انتفائه شرطا لصحة الحديث .. فاقتصرت على ما يسد هذه الثغرة

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 10:45 م]ـ

فالشرط الثالث- إذن"ولم يعل" .. أي انتفاء العلة ..

والعلة: سبب خفي غامض يقدح في صحة الحديث الذي ظاهره السلامة منها ..

(التعاريف كهذه وكالتي سبقت ينبغي أن تحفظ)

ويصعب في الحقيقة توضيح معنى العلة .. فأقول مستعينا بالله وحده ..

أحيانا يكون ظاهر الإسناد سالما من أي عيب .. مثال ذلك:-

حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن فلان ..

كل هؤلاء ثقات .. ومع ذلك يحكم الحافظ المتقن المتفنن في الصناعة الحديثية بأن ثمة علة تجعله يحكم بسببها على ضعف الحديث .. وهذه العلة تكون خفية في الغالب .. لدرجة أن الحافظ المضعّف للحديث قد لا يستطيع التعبير عنها أو شرح وجه الإعلال .. الذي اقتضاه أن يحكم على الحديث بالضعف .. فإن قيل له لماذا قلت: الحديث:معَل؟

توقف .. ولم يحر جوابا .. لأنه انقدح في ذهنه سبب خفي يقدح في صحة السند ..

ونظير ذلك .. بعض الأطباء المهرة .. قد ينظر إلى نتيجة الفحوصات المخبرية .. أو الأشعة .. فيظهر منها أن المريض سليم .. لكنه لطول باعه في هذا الجانب .. يكون متأكدا بحكم خبرته الطويلة .. أن ثمة علة في المريض .. تخفى على كثير من الأطباء .. فإن قيل له كيف عرفت؟ .. هات دليلك! .. قد لا يستطيع أن يفسر سبب إصراره على إثبات المرض ..

ونظير ذلك معرفة العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم دنو أجل الرسول صلى الله عليه وسلم من أسارير وجهه .. مفسرا ذلك بأنه يعلم الموت في وجه بني عبد المطلب .. فيدخل في العلل تفرس الحافظ أحيانا

ومبحث العلل أعلى وأشرف مباحث علوم الحديث ولا يفقه فيه إلا القلائل .. من كبار الحفاظ ..

كالإمام البخاري .. والترمذي (وله كتاب العلل) .. والإمام أحمد .. وأمثال هؤلاء ..

ومن أعظم الكتب:شرح علل الترمذي للحافظ بن رجب الحنبلي (تلميذ الإمام ابن القيم)

والعلة قد تكون قادحة .. وقد تكون غير قادحة ..

والشرط المطلوب في صحة الحديث: انتفاء العلة القادحة.

وإذا كان في الحديث علة .. فهو (مُعَلّ) .. وبعضهم يقول معلول .. أو معلّل .. والأول أولى وأقرب من حيث اللغة. لأن معل .. من أ َعَل .. ولكن معلول .. من علّ .. ولا مشاحة في الاصطلاح على أية حال

فإن قيل ما الفرق بين الشذوذ والعلة؟

فالجواب .. العلة أعم .. فالحديث الشاذ معل بالشذوذ .. والعكس ليس صحيحا بالضرورة

ولذلك كان حد الشاذ واضحا .. لأنه علة واحدة معروفة .. أما العلل فكثيرة جدا .. وهي من الناحية العقلية لا حصر لها

وخلاصة القول أن مدار العلل في الغالب على خطأ الراوي ..

الأمر الذي يستبينه الحافظ المحقق .. لقرائن تبدت له .. وقد تخفى على حافظ غيره

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 12 - 06, 01:25 ص]ـ

أسجل متابعة، و جزاكم الله خيرا.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 12 - 06, 03:45 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي أبا القاسم شرح ممتع ولطيف ننتظر المزيد

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - 12 - 06, 09:56 ص]ـ

نعم أخي .. هذا الذي قصدت بدليل أني أثبتها في البيت ..

فلو نطق بهمزة "أقسام" وهي همزة قطع .. انكسر الوزن .. كما لا يخفى ..

شاكرا لك التعليق

جزاكم الله خيرا ............ واصل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير