تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[18 - 12 - 06, 11:44 م]ـ

شكر الله لأخي الشيخ أبي حازم و لفضيلة شيخنا المبجل الفحل ماهر حفظه الله ورعاه ونفع بعلمه

على ما أثريا به الشرح من نفائس ولطائف وفوائد ونكت .. فلا حرمنا الله من هذا الفضل .. وجزاكما الله خيرا .. وسأتدارك ما فات من ذكر مراجع أخي الفاضل أبا حازم .. شاكرا لكم التنبيه .. كما أثني بشكر شيخنا الفحل على ما بذله من نصح مستطاب ..

ومشاركة النبلاء شرف لي

=======================================

يقول المصنف رحمه الله تعالى:

عزيز: مروي اثنين أو ثلاثة ... مشهور مروي فوق ما ثلاثة ..

تنطق "عزيز" و"مشهور"دون تنوين و"مروي" دون تشديد الياء .. لئلا ينكسر الوزن

الحديث العزيز: هو ما رواه اثنان في رأي و ثلاثة في رأي آخر

أي في إحدى طبقات السند ولو رواه في بقية الطبقات أكثر من ثلاثة ..

وهذا التعريف هو الذي اعتمده البيقوني كماترى ..

وهو اختيار ابن الصلاح في مقدمته ..

والسر والله أعلم في تسمية هذا الحديث بالعزيز .. في قوله تعالى "فعززنا بثالث" .. وهذا من عادة العلماء أنهم

يحاولون اقتباس المصطلحات العلمية من الكتاب والسنة .. وفي ذلك من الحُسن مالا يخفى

وليس المعنى .. أن التعزيز لايكون إلا بالثلاثة .. فاللغة أوسع بالطبع ..

فيجوز أن يقال:تعزز الجيش بالآلاف .. أي تقوى ..

ابن حجر رحمه الله تعالى يرى أن العزيز مروي اثنين فقط أي ولو في طبقة واحدة -كما في نخبة الفكر-

أما المشهور عنده ومن وافقه: فهو مارواه الثلاثة فأكثر مالم يبلغ حد التواتر

والمشهور وفقا للمصنف (البيقوني) .. مارواه أكثر من ثلاثة ولم يبلغ حد التواتر ..

لأنه قال في الشطر الثاني"مشهور مروي فوق ما ثلاثة"

مثال توضيحي: حديث رواه عشرة .. عن اثنين .. عن عشرة .. عن عشرة .. إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

فهذا عزيز (عند من يقول أن العزيز مروي اثنين) .. لأن العبرة بالأقل ..

ووجه كون العبرة بالأقل واضح .. فلو روى ألف ألف شخص خبرا عن كذاب .. لم ينفع العدد في قبول الخبر إلا كما ينفع الزبد! .. "فأما الزبد فيذهب جفاء" .. وأما خبر الواحد إذا حقق الشرائط .. فيمكث في صدور المقتفين للسنة علما وعملا

مثال من السنة: حديث:لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين .. (أخرجه الشيخان)

هذا رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو هريرة .. وأنس بن مالك .. رضي الله عنهما ..

ورواه عن كل واحد منهما اثنان .. ثم يزيد العدد نزولا

فوجود طبقة واحدة فيها رواة الحديث اثنان أوثلاثة .. فهو العزيز .. عند ابن الصلاح

والمشهور مارواه فوق الثلاثة .. عند ابن الصلاح .. وهو مارواه ثلاثة عند الحافظ ابن حجر ..

وهناك من يعبّر عن المشهور بالمستفيض .. وعليه درج عامة أهل العلم .. وثمة من يفرّق

وهاك ملخّص القسمة:-

الآحاد .. قسيم المتواتر

وأقسام الآحاد ثلاثة:-

-غريب (سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى)

-عزيز

-مشهور وهو المستفيض

وعند الأحناف أن المستفيض قسم من أقسام المتواتر .. وليس قسيما للمتواتر

والفرق بين القسم والقسيم .. أن الأول يندرج تحت الشيء .. والثاني ندّ للشيء وقرين له

مسألة: هل يلزم في صحة الحديث أن يكون عزيزا؟

الجواب لايلزم ذلك على الصحيح .. لأن خبر الواحد مقبول كما تدل عليه السيرة النبوية وفعل الصحابة .. مادام أنه حقق الشروط

ومن أدلة ذلك قول الله تعالى"إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" .. ولم يقل:إن جاءكم فاسقان

كما أنه سبحناه .. لم يقل: إن جاءكم فاسق فردّوا خبره .. وهذه الآية أصل أصيل يرد على من زعم رد حديث الواحد لا لشيء سوى أنه خبر واحد .. وهي رد كذلك على من فرّق بين أحاديث الآحاد في الاعتقاد .. والآحاد في الأحكام ..

ومما يرد به عليهم قول الله تعالى"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة" .. والطائفة في اللغة يجوز أن تطلق على الواحد ..

وهناك من يحتج بالإمام البخاري كابن العربي .. قائلا إن من شرطه أن يكون عزيزا ..

ويجاب عليه بأول حديث استفتح به الإمام كتابه .. فهو غريب!

يتبع بإذن الله تعالى

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 12 - 06, 09:29 ص]ـ

بارك الله في فضيلة الشيخ الدكتور ماهر ونفعنا الله بعلمه، وما ذكرتُه من فوائد أو مسائل إنما هو من باب الفوائد والمذاكرة وإلا فالأصل أن الأخ الفاضل أبا القاسم المقدسي وفقه الله هو القائم بهذا الدرس فنفعنا الله جميعا بما يذكره من فوائد ووفق الله الجميع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير