ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 02:40 ص]ـ
مثال آخر:
ذكره ابن الصلاح في مقدمته فقال
ما روينا عن علي بن خشرم قال: كنا عند بن عيينة، فقال: قال الزهري، فقيل له: حدثكم الزهري؟ فسكت، ثم قال: قال الزهري، فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لا، لم أسمعه من الزهري، ولا ممن سمعه من الزهري، حدثني عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري.
سفيان بن عيينة قال الزهري، فقيل له: أسمعته من الزهري فسكت، فأعادوا عليه ثلاثاً فقال: لا ولا ممن سمعه من الزهري حدثني عبد الرزاق عن معمر عن
فهذا ابن عيينة روى عن تلميذه عبد الرزاق عن معمر (ومعمر قرين لابن عيينة) عن الزهري .. وابن عيينة من تلاميذ الزهري .. بل من كبار تلاميذه
فليس هذا التدليس مثلا محلا للذم .. بل هو من قبيل الاختصار .. لأنه أسقط ثقتين ..
فلم يكن في ذلك غش
والله أعلم
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 02:54 م]ـ
يقول البيقوني رحمه الله تعالى:-
وما يخالف ثقة فيه الملا ... فالشاذ والمقلوب قسمان تلا
تقدم الحديث عن الشاذ عند مبحث شروط الصحيح .. وهذا الذي عرف المؤلف به الشاذ هو رأي الشافعي .. وعليه استقر الأمر عند المحدثين المتأخرين .. لأن هناك من يعتبر الشاذ هو الحديث الذي تفرد به راو من الرواة .. فمجرد التفرد عند هؤلاء يجعل الحديث شاذا .. وهذا رأي الحاكم (صاحب المستدرك)
قوله: ما يخالف ثقة فيه الملا .. أي الملأ .. والملأ .. اسم للجماعة التي تملأ العيون إجلالا أو تملأ المكان .. وكثيرا ما تستعمل وصفا لحاشية الملك .. يقول تعالى"يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي" ..
والشطر الثاني ذكر المقلوب .. وهو الحديث الذي ينقلب فيه شيء على الرواي في الإسناد .. أو ينقلب المتن أو كلاهما ونحوه .. والأول أكثر
فمن قلب الإسناد .. أن يقول" .. عن زيد عن عمرو" .. والصواب:عمرو عن زيد ..
وقد يقلب اسم الأب مكان الولد .. فيقول زيد بن عمرو .. وهو عمرو بن زيد ..
ومن قلب المتن .. ما يكون فيه قلب للمعنى و تغييره .. وقد درجوا على التمثيل له بحديث"إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"
والتحقيق أن هذا ليس مقلوبا-والله أعلم- فقد جاء في الحديث الآخر وصفا لحال ابن أم مكتوم إنه لا يؤذن, حتى يقال له أصبحت أصبحت
يبقى أن يقال إن اعتبار الحديث مقلوب المتن أو لا .. من أسباب اختلاف العلماء .. فقد يرى الفقيه الحديث مقلوبا لقرينة .. فيرجح حكما يخالف فقيها آخر .. لايرى فيه قلبا ..
فائدة:ثمة أحاديث توصف بأنها مقلوبة .. والحق عند التمعن .. أنه يمكن التوفيق بين الروايتين .. فتكون محتملة بأكثر من وجه
مثاله في الصحيح"حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله" .. وورد في حديث آخر "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" ..
فمن اعتبر أن الإنفاق بالشمال مستبعد جعل الحديث مقلوبا .. لكن قد يقال في تخريج هذ الأمر .. إن النبي صلى الله عليه وسلم عبر مرة باليمين ومرة بالشمال .. وذكر الإنفاق بالشمال قد يكون دليلا على المبالغة في الإنفاق .. كأنه لم يجد في يده اليمنى فراغا .. أو مبالغة في الإخفاء ... لأن المعتاد أن ينفق باليمين فإذا أخفى .. أنفق بالشمال .. هذان وجهان .. والله أعلم
يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[أبوأسامة البحار]ــــــــ[30 - 01 - 08, 07:51 م]ـ
تابع جزاك الله خيرا
ـ[فريد الصالح]ــــــــ[29 - 02 - 08, 05:08 م]ـ
الأخ الكريم أبو القاسم المقدسي جزاك الله خيرا
لو تابعت الشرح حتى يتم.
ـ[أبو يعقوب رشيد]ــــــــ[29 - 02 - 08, 06:27 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا القاسم جزيت الجنة، انا متابع معك
رفع الله قدرك