أظن - والله أعلم- أن قول الحافظ ابن حجر: ((أصله في كذا وكذا)) هو أنه رحمه الله استبرأ لدينه من أن ينسب هذا الحديث إلى البخاري أو مسلم، أو أن يذكر أن إسناده متفق عليه، أو غير ذلك في حين أنه يذكر رواية غيرهما، خصوصاً وإن الألفاظ تتباين وتختلف بين رواية وأخرى.
لذلك هو يذكر من خرج الحديث باللفظ المذكور في الكتاب ويعله في بعض الأحيان، ويذكر بعد ذلك أن أصله في كذا وكذا، وهو بذلك يكون أكثر دقة في ذكر ألفاظ الروايات وطرق الحديث بما يتلائم مع موضوع الباب
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[21 - 12 - 06, 02:04 ص]ـ
قال الأمير الصنعاني في سبل السلام:
وحديث الكتاب ذكره مسلم، كما نسبه المصنف إليه في قصة عتبان بن مالك، ورواه أبو داود، وابن خزيمة، وابن حبان بلفظ الكتاب، وروى البخاري القصة ولم يذكر الحديث. ولذا قال المصنف: وأصله في البخاري وهو: أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال لعتبان بن مالك: "إذا أعجلت أو أقحطت فعليك الوضوء".
وقال أيضا:
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "أفضلُ الأعْمال الصَّلاةُ في أوَّل وقْتها" رواهُ الترمذي، والحاكم، وصحّحاه، وأصْلُهُ في الصَّحيحين.
أخرجه البخاري عن ابن مسعود بلفظ: "سألت النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: أيُّ العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة لوقتها" وليس فيه لفظ أول.
وفي الكلام على قول الحافظ:
وعَنْ عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يا رسول الله على النِّساءِ جهَادٌ؟ قال: "نَعَمْ عَليهنَّ جهادٌ لا قتالَ فيه: الحجُّ والعُمرةُ" رواهُ أَحْمدُ وابنُ مَاجَهْ واللفْظُ لهُ وإسْنادُهُ صحيححٌ، وأَصْلُهُ في الصحيح
قال الصنعاني:
) أي في صحيح البخاري وأفادت عبارته أنه إذا أطلق الصحيح المراد به البخاري.
وأراد بذلك ما أخرجه البخاري من حديث عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: "لا؛ لكن أفضل الجهاد حج مبرور"
فأرى أن الضابط ليس في الرواية المختصرة أو التامة
ولكن المسألة يدخل فيها أمور منها أن الأصل هو ما هو محفوظ كقوله في حديث أهل قباء في الجمع بين الماء والحجارة فاللفظ الذي ذكره ليس صحيحا بينما الأصل المحفوظ ليس فيه الجمع فنبه على هذا.
أو قد يريد بالأصل الإسناد الأشهر كحديث إسلام ثمامة بن أثال فقد رواه عبد الرزاق عن عبدالله وعبيد الله ابني عمر عن المقبري عن أبي هريرة والحديث مشهور عند الجماعة وهو في الصحيحين عن الليث عن سعيد عن أبي هريرة فلفظ الليث هو الأشهر فرده إلى لأصل.
ومثاله حديث "الصلاة في أول وقتها" فالأشهر هو لفظ "على وقتها" أو "على ميقاتها" وليس فيها "أول" فالأصل الأشهر هو ما رد إليه في الصحيحين.
والله تعالى أعلم
السلام عليكم
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 02:27 ص]ـ
أرى أن جواب الأخ الشيخ أبا حازم .. جاء شافيا وافيا بالمقصود ..
كما أن شيخنا المبجل الفحل حفظه الله تعالى فيما يظهر لي .. إنما سأل لا عن جهل ..
ولكنه أراد الاستئناس برأي إخوانه من أهل العلم ..
والنتيجة التي انتهى إليها فضيلة الدكتور ماهر من أن الأصل غالبا ما يكون أصح .. لا غبار عليها
بقي أن الأخ أبا حازم حفظه الله تعالى .. أضاف فائدة جليلة .. وهي أن الحديث الأصل .. لايوجد فيه الزيادة المذكورة في الموضع الثاني ..
ولا تعارض بين الأمرين
والله أعلم
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:12 ص]ـ
جزيتم الجنة
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 09:59 م]ـ
اللهم بارك في جهود القائمين على هذا الموقع.
أتمنى من الأخوة تتميم هذا الموضوع، وليكتب لنا كل من عنده زيادة.
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[24 - 10 - 09, 05:37 م]ـ
ألا نستطيع أن نقول معنى أصله في كذا الحديث بسنده في كذا ولكن ليس باللفظ ذاته بلفظ آخر
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:35 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ ماهر ونفع الله بك