بَعْده , وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون فِي رِوَايَة الْفَرَبْرِيّ , فَإِنَّ رِوَايَته تَزِيد عَلَى رِوَايَة النَّسَفِيّ عِدَّة أَحَادِيث قَدْ نَبَّهْت عَلَى كَثِير مِنْهَا فِيمَا مَضَى وَفِيمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى ".
قلتُ: القولُ بإقحامِ خبرٍ أو حديثٍ ليس في أصلِ البخاري قولٌ فاسدٌ يفضي إلى عدمِ الوثوقِ بجميعِ ما في الصحيحِ، وهذا القولُ خطأٌ، بل ظاهرُ البطلانِ، فلا أدري لم كلُ هذا التكلفِ في هذهِ التوجيهاتِ الباطلةِ لقبولِ خبرٍ ضعيفٍ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري رحمهُ اللهُ.
الثالث عشر:
إن صحت هذه الحادثةُ فتبين أن القردةَ أطهرُ من الخنازيرِ، القائلين بجوازِ تنقلِ محارمهم بين أحضانِ الرجالِ، وأن تكونَ في كلِ يومٍ تحت يدِ صاحبٍ، وفي كلِ ساعةٍ في حجرِ ملاعبٍ.
بل عند الرافضةِ القائلين بجوازِ إعارةِ الفروجِ ما يقتربُ من مذهبِ الخنازيرِ.
فقد روى الطوسي عن محمدٍ عن أبي جعفر قال: " قلتُ: الرجلُ يُحلُ لأخيهِ فرجٌ؟ قال: نعم؛ لا بأس بهِ، لهُ ما أُحل لهُ منها " (كتاب الاستبصار3/ 136).
وذكر الطوسي في " الاستبصار " (3/ 141): " عن أبي الحسن الطارئ أنهُ سأل أبا عبدِ الله عن عاريةِ الفرجِ، فقال: " لا بأس به ".
الرابع عشر:
هل تعلم أن الرافضةَ ينسبون إلى جعفرٍ الصادق أنهُ قال أن الفيلَ مسخٌ، كان رجلاً لوطياً، وأن الدبَ كان رجلاً مخنثاً يراود الرجالَ.
عن الصادقِ أنهُ قال: " المسوخُ ثلاثةُ عشر: الفيلُ، والدبُ، والأرنبُ، والعقربُ، والضبُ، والعنكبوتُ، والدعموصُ، والجري، والوطواطُ، والقردُ، والخنزيرُ، والزهرةُ، وسهيلٌ "، قيل: يا ابنَ رسولِ اللهِ ما كان سببُ مسخِ هؤلاءِ؟ قال: " أما الفيلُ: فكان رجلاً جباراً لوطياً، لا يدعُ رطباً ولا يابساً. وأما الدبُ: فكان رجلاً مخنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ. وأما الارنبُ: فكانت امرأةً قذرةً لا تغتسلُ من حيضٍ ولا جنابةٍ، ولا غيرِ ذلك، وأما العقربُ: فكان رجلاً همازاً لا يسلمُ منهُ أحدٌ، وأما الضبُ: فكان رجلاً أعرابياً يسرقُ الحاجَ بمحجنهِ، وأما العنكبوتُ: فكانت امرأةً سحرت زوجها، وأما الدعموصُ: فكان رجلاً نماماً يقطعُ بين الأحبةِ، وأما الجري: فكان رجلاً ديوثاً يجلبُ الرجالَ عن حلائلهِ، وأما الوطواطُ: فكان سارقاً يسرقُ الرطبَ من رؤوسِ النخلِ، وأما القردةُ: فاليهودُ اعتدوا في السبتِ، وأما الخنازيرُ: فالنصارى حين سألوا المائدةَ فكانوا بعد نزولها أشدَ ما كانوا تكذيباً، وأما سهيلُ: فكان رجلاً عشاراً باليمن. [علل الشرائع (2/ 486)]
وعن علي بنِ أبي طالبٍ عليهم السلام، قال: " سألتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله عن المسوخِ فقال: " هم ثلاثةُ عشر: الفيلُ، والدبُ، والخنزيرُ، والقردُ، والجريثُ، والضبُ، والوطواطُ، والدعموصُ، والعقربُ، والعنكبوتُ، والارنبُ، وسهيلٌ، والزهرةُ ". فقيل: يا رسولَ اللهِ؛ وما كان سببُ مسخهم؟ فقال: " أما الفيلُ: فكان رجلاً لوطياً لا يدعُ رطباً ولا يابساً، وأما الدبُ: فكان رجلاً مؤنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ، وأما الخنازيرُ: فكانوا قوماً نصارى سألوا ربَهم إنزالَ المائدةِ عليهم، فلما أنزلت عليهم كانوا أشدَ ما كانوا كفراً وأشد تكذيباً، وأما القردةُ: فقومٌ اعتدوا في السبتِ، وأما الجريثُ: فكان رجلاً ديوثاً يدعو الرجالَ إلى حليلتهِ. [علل الشرائع (2/ 488)]
وأخيراً نقولُ:
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ * * * وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ
ورحم اللهُ ابنَ تيميةَ عندما وصف الرافضةَ بقولهِ: " أَنَّ الرَّافِضَةَ أُمَّةٌ لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ صَرِيحٌ؛ وَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ وَلَا دِينٌ مَقْبُولٌ؛ وَلَا دُنْيَا مَنْصُورَةٌ بَلْ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّوَائِفِ كَذِبًا وَجَهْلًا وَدِينُهُمْ يُدْخِلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كُلَّ زِنْدِيقٍ وَمُرْتَدٍّ كَمَا دَخَلَ فِيهِمْ النصيرية؛ وَالْإسْماعيليَّةُ وَغَيْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ يَعْمِدُونَ إلَى خِيَارِ الْأُمَّةِ يُعَادُونَهُمْ وَإِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ يُوَالُونَهُمْ وَيَعْمِدُونَ إلَى الصِّدْقِ الظَّاهِرِ الْمُتَوَاتِرِ يَدْفَعُونَهُ وَإِلَى الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ الَّذِي يُعْلَمُ فَسَادُهُ يُقِيمُونَهُ؛ فَهُمْ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الشَّعْبِيُّ - وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِهِمْ - لَوْ كَانُوا مِنْ الْبَهَائِمِ لَكَانُوا حُمْرًا وَلَوْ كَانُوا مِنْ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَمًا" [الفتاوى (4/ 466)].
كتبه وحرره
سعود الزمانان
13 - 5 - 1425 هـ
مجاهد بن رزين
سريلنكا
[email protected]
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[16 - 12 - 06, 07:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
¥