تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[منسك ابن عمر رضي الله عنهما]

ـ[احمد بن فارس السلوم]ــــــــ[16 - 12 - 06, 11:56 م]ـ

هذا منسك ابن عمر رضي الله عنهما:

وهو منسك لطيف، رواه عنه التابعي الثقة أبو مجلز لاحق بن حميد، وأخرجه تاما ابن أبي شيبة في مصنفه.

فقال رحمه الله: حدثنا اسماعيل بن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال:

كان مع ابن عمر فلما طلعت الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى فسار،

قال: فإنه كان عجيبا إليه أسفهنا رجل كان يحدثه عن النساء ويضحكه،

قال: فلما صلى العصر وقف بعرفة فجعل يرفع يديه أو قال: يمد، قال: ولا أدري لعله قد قال: دون أذنيه وجعل يقول: الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد لا إله إلا الله وحده له الملك وله الحمد، اللهم اهدني بالهدى ووفقني بالتقوى واغفر لي في الآخرة والاولى، ثم يرد يديه فيسكت كقدر ما كان إنسان قارئا بفاتحة الكتاب، ثم يعود فيرفع يديه ويقول مثل ذلك، فلم يزل يفعل ذلك حتى أفاض.

قال: فكان سيره إذا رأى سعة العنق، وإذا رأى مضيقا أمسك، وإذا أتى جبلا من تلك الجبال وقف عند كل جبل منها بقدر ما أقول أو يقول القائل يداها ولم تقف رجلاها، ثم نزل نزلة بالطريق فانطلق واتبعته فقلت: لعله يفعل شيئا من السنة، فقال: إنما أذهب حيث تعلم فجاء فتوضأ على رسله ثم ركب، ولم يصل حتى أتى جمعا فأقام فصلى المغرب ثم انفتل إلينا فقال: الصلاة جامعة أو قال: أذان إلا ذلك؟ قال: لا، ثم صلى العشاء ركعتين فصلى خمس ركعات للمغرب والشعاء ولم يتطوع أو قال: لم يتجوز بينهما بشئ، ثم دعا بطعام فقال: من كان يسمع صوتنا فليأتنا، قال: كأنه يرى أن ذاك كذاك سعى، ثم باتوا ثم صلى بنا الصبح بسور وفي السماء نجم أعرفه لا أراه، وقرأ بعبس وتولى ولم يقنت قبل الركوع ولا بعده، ثم وقف فذكر من دعائه في هذا الموقف كما فعل في موقفه بالامس، ثم أمضى سيره إذا رأى سعة العنق وإذا رأى مضيقا أمسك.

قال: وكان ابن عباس أخبرني أن الوادي الذي بين يديه منى الذي يدعى محسرا يوضع، فلما أتى عليه ركض برجله فعرفت أنه أراد أن يوضع فأعيته راحلته فأوضعته، فرمى الجمرة فلما كان الغد رمى الجمرة قال: أحسبه قال لي: يقال لها حرة، ثم تقدم حتى كان بينهما وبين الوسطى فذكر من دعائه نحو ذلك في الموقفين إلا أنه زاد: وأصلح لي أو قال: وأتمم لنا مناسكنا قال: وكان قيامه كقدر ما كان إنسان فيما يرى قارئا سورة يوسف، ثم رمى الجمرة الوسطى، ثم تقدم فذكر من دعائه نحو ذلك من قيامه قال: فقلت لسالم أو نافع: هل كان يقول في سكوته شيئا؟ قال: أما من السنة فلا.

وحدثنا ابن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال: رأيت ابن عمر يحك رأسه وهو محرم، فتفطنت فإذا هو يحكه بأنامله.

و حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: رميت الجمار فلم أدر بكم رميت؟ فسألت ابن عمر فلم يجبني فمر بي ابن الحنفية فسألته فقال: يا عبد الله ليس شئ أعظم علينا من الصلاة وإذا نسي أحدنا أعاد فأخبرت ابن عمر، فقال: إنهم أهل بيت مفهمون.

وثنا حفص عن التيمي عن أبي مجلز قال: جاءت امرأة إلى ابن عمر فسألته فقالت: إني وجدت قملة فألقيتها أو قتلتها قال: ما القملة من الصيد.

سميته منسكا كما سمى الحافظ الذهبي رحمه الله حديث جابر الطويل في الحج بالمنسك فقال في ترجمة جابر رضي الله عنه في تذكرة الحفاظ: حمل عن النبي صلى الله عليه وآله علما كثيرا نافعا وله منسك صغير في الحج اخرجه مسلم أهـ

رزقنا الله حج بيته الحرام، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير