[نقاش حول بعض المسائل في علوم الحديث]
ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[21 - 01 - 07, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، جل في علاه و عظم في عالي سماه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها ليوم لقياه، وأشهد أن محمد بن عبد الله نبيه و مصطفاه، صلى الله عليه و على آله و صحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه.
أما بعد، فهذا بحث شيق، غزير الفوائد، عظيم المنفعة، و أصله مناقشة لمشتغل بالحديث – ولم أذكر اسمه و لا اسم المؤلف -، وقد حذفت منه أشياء يسيرة، ونشرته– بهذه الصورة- لتعم استفادة الإخوة منه، راجيا منهم الدعاء لي بالصلاح والثبات على طلب العلم و العمل به. والله الموفق إلى سبيل الرشاد.
المسائل التي أخذها المؤلف على الشيخ ...... :
1. قوله بأن الأئمة إذا قالوا فلان يدخل حديثه في المسند يريدون به إثبات السماع.
2. قوله بأن الأئمة لا يقولون لا يثبت إلا في حديث الرجل الضعيف.
3. قوله بأن الحفاظ لا يستطيعون الحكم على الراني المقل الذي لم يعاصروه.
4. خلطه في كيفية معرفة الذين ينتقون في مشايخهم.
5. رميه الإمام محمد بن سعد بالتساهل مطلقا.
6. قوله بالاستشهاد بالمنكر.
7. اعتراضاته بعضهم على الإمام الشافعي في شروط قبول المرسل.
8. قوله بأن الحافظ لا يعتمد توثيق النسائي ومطين والدارقطني إذا انفردوا إلا نادرا وإلا فهو يحيد أو ينزله إلى رتبة صدوق.
9. قوله بأن الأئمة إذا أطلقوا في الراوي ثقة وقال أحدهم ثقة ثبت فإن الحافظ يعتمد قول من قال إنه ثقة ثبت.
10. قوله بأن الحافظ ابن حجر يجمع بين أقوال الأئمة في المختلَف في تعيينهم.
11. قوله بأن الحافظ في التقريب لا يعتمد توثيق المتساهلين إلا نادرا وينزله مع ذلك إلى صدوق
12 قوله بأن الراوي إذا لم يوجد فيه جرح أو تعديل وروى عنه أحد من ينتقي في شيوخه فإن ابن حجر غالبا يقول مقبول.
13. قوله بأن المجهول إذا روى عنه ابنه أو حفيده فإن الحافظ يقول فيه مقبول.
14 إطلاقه القول بأن الحافظ قد يقبل عنعنة الوليد وبقية في شيوخ شيوخهما.
15. قوله بأن الإمام الذهبي يطلق مجهول على مجهول الحال.
المأخذ الأول
قول أحد الأئمة فلان يدخل حديثه في المسند.
قال الشيخ ... : الظاهر من قول أهل العلم (فلان يدخل في المسند) أنهم يقصدون بذلك إثبات أو ترجيح أن الطالب سمع من الشيخ وروايته عنه متصلة ولقاءه له ثابت كما جاء في (جامع التحصيل للعلائي) ترجمة زرارة بن أوفى قاضي البصرة سئل يحيى القطان: هل سمع زرارة من عبد الله بن سلام قال القطان "ما أراه ولكنه يدخل في المسند وقد سمع من عمران بن حصين وأبي هريرة وابن عباس".
و قال الشيخ أيضا: لكن أبا حاتم وابنه يقولان هذا اللفظ ويقصدان أن الراوي من جملة الصحابة فقد جاء في الجرح والتعديل ترجمة عمرو بن الحارث بن المصطلق الخزاعي أخي جويرية قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي هل له صحبة قال يدخل في المسند (6/ 225) ..
قلت: وهذا كلام غير صحيح، بل إن الصواب في ذلك أنه لا يلزم من قول أحد في راوٍ يدخل في المسند إثبات السماع للراوي ولا عدمه فإنهم ينصون على عدم سماع هذا الراوي من شيخه ثم يدخلون حديثه في المسند لا لأنه سمع منه إنما لأنه اشتهر بالرواية عنه فيدخلون على سبيل المجاز والأدلة على ما قلته كثيرة فمنها:
(1) طارق بن شهاب أبو عبد الله البجلي الأحمسي: قال ابن أبي حاتم عن أبيه ليست له صحبة والحديث الذي رواه (أي الجهاد أفضل) مرسل. قلت له قد أدخلته في مسند الواحدان قال لما حكي من رؤيته النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -. (تهذيب التهذيب2/ 233) ط الرسالة. فانظر كيف حكم عليه بأنه ليست له صحبة ومع هذا أدخله في المسند على المجاز.
(2) قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن عبد الله عكيم فقال ليس له سماع من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إنما كتب إليه. قلت: أحمد بن سنان أدخله في المسند. قال: من شاء أدهله في مسنده على المجاز. (المراسيل لابن أبي حاتم صـ92 رقم 260) فانظر كيف أقر غيره على إدخاله في المسند مع تصريحه بعدم ثبوت سماعه يدل على أن غيره أيضًا ينهج نهجه في ذلك.
¥