[دعاء كميل بن زياد في ميزان النقد العلمي]
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[25 - 01 - 07, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن في البحرين نسمع كثيرا عن دعاء كميل في القنوات و في المذياع وفي محلات التسجيلات بل حتى في بعض الأسواق! بسبب كثرة اختلاطنا بالرافضة وتشدقهم العجيب بهذا الدعاء وحرصهم على قراءته وسماعه.
وهذه وقفات مع هذا الدعاء، للشيخ عبد الله زقيل أثابه الله
دُعاءُ كُمَيْلِ بنِ زيادٍ في ميزانِ النقدِ العلميِّ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
كتبتُ رداً على دعاءِ كميلٍ هذا، وهو في صفحتي الخاصة، وهو دعاءٌ يتشدقُ به الرافضةُ، ويقدمونهُ على أدعيةِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم التي في سنتهِ، ويثنون عليه في كتبهم أيضاً. وهم كما هو معروفٌ عنهم أنهم لا يعترفون بالسنةِ، وقد نقل أحدُ الكتَّابِ دعاءَ كميلٍ المزعوم هنا في الساحةِ المفتوحةِ، فأحببتُ أن أجلي حقيقته، وأبين سقوطهُ، ولو رفعوا من قدرهِ، وعظموهُ، وهذا البيانُ لأهل السنةِ بالدرجةِ الأولى لكي لا ينخدعوا بمثل هذه الأدعيةِ المكذوبةِ والملفقةِ، وبالدرجةِ الثانية نصحاً لمن نقل الدعاءَ هنا، وأن يتق اللهَ في نفسهِ، وأن لا يكتبَ إلا ما يرضي الله، وليعلم أن أهل السنةِ لن يتركوه ينشر مثل هذه الخرافات والترهات.
ولنقف مع دعاءِ كميلٍ وقفةً نقديةً نبين فيه مدى بعدهِ عن مشكاةِ النبوةِ، وأنهُ لا يمتُ إلى آدابِ الدعاءِ التي ينبغي للمسلمِ أن يأخذها حال مناجته ودعائهِ لربهِ جل وعلا، وغير ذلك من الوقفات.
الوقفةُ الأولى: من هو كُمَيلٌ الذي ينسبُ إليه الدعاءُ؟؟؟
قال المزي في " تهذيب الكمالِ " (24/ 218): كُمَيل بنُ زياد بنِ نَهيك بنِ الهيثمِ بنِ الحارثِ بنِ صُهبان بنِ سعد بن مالك بنِ النخعِ النخعي الصُهبانيُّ الكوفي. وقيل: كُمَيْل بنُ عبدِ الله، وقيل: كُمَيْل بنُ عبدِ الرحمنِ.ا. هـ.
ثم نقل المزي كلامَ أهلِ الجرحِ والتعديلِ فيه فقال: ذكرهُ ابنُ سعدٍ في الطبقةِ الأولى من أهلِ الكوفةِ، قال: وشهد مع علي صفين، وكان شريفاً، مطاعاً في قومه، فلما قدم الحجاجُ بنُ يوسف الكوفةَ دعا به فقتله، وكان ثقةً، قليلَ الحديثِ. وقال يحيى بنُ معينٍ: ثقةٌ. وقال العجلي: كوفيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ. وقال محمدُ بنُ عَمَّار: كُميلُ بنُ زياد رافضي، وهو ثقةٌ من أصحابِ علي.
قال بشارعواد محققُ الكتابِ تعليقاً على عبارةِ " رافضي، وهو ثقةٌ ": كيف يكونُ الرافضي ثقةً؟!
وقال محمدُ بنُ عمار في موضعٍ آخر: كُمَيْلُ بنُ زياد من رؤساءِ الشيعةِ، وكان بلاءً من البلاءِ.
وقال عنه أبو حاتم ابن حبان في كتاب المجروحين (2/ 225): وهو الذي يقال له: كُمَيل بن عبد الله، من أصحاب علي عليه السلام، روى عنه عبد الرحمن بن عابس، والعباس بن ذريح، وأهل الكوفة، وكان كُمَيل من المفرطين في علي، ممن يروي عنه المعضلات، وفيه المعجزات، منكر الحديث جدا، تتقى روايته ولا يُحتجُ به.ا. هـ.
وقال بشار عواد في تحقيقه لتهذيب الكمال للمزي (24/ 222): هو مشهور في كتب الشيعة معروف، وفي نهج البلاغة المنسوب إلى علي رضي الله عنه الكثير مما نُقل عنه.ا. هـ.
وقال عنه الحافظُ ابنُ حجر في " التقريب ": ثقةٌ رمي بالتشيعِ.
قال المزي عن روايتهِ في " تهذيب الكمال " (24/ 222): روى له النسائي في " اليوم والليلة " حديثاً واحداً.ا. هـ.
والحديثُ هو: عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَثَا بِكَفِّهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ وَمَا
¥