[هل جهل ابن حزم الترمذي؟؟؟]
ـ[العبدلي]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:34 م]ـ
هكذا هم الغرباء لا مدافع عنهم
باسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين أما بعد:
فإنه مما يشنع به على ابن حزم و هو ليس مما يشنع به و لكن هكذا هم النزاع من القبائل ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله: في ترجمة الترمذي: " وأما أبو محمد ابن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع فقال في كتاب الفرائض من الإيصال: محمد بن عيسى بن سورة مجهول، ولا يقولن قائل: لعله ما عرف الترمذي ولا اطلع على حفظه ولا على تصانيفه، فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ ... " تهذيب التهذيب 9: 388.
قلت أن هذا مما لا يشنع به لأن جهله لبعض الرواة لا ينفي سعة حفظه و معرفته بالرجال و قد جمعت في تزكية حفاظ الحديث لابن حزم جزءا سأنزله إن شاء الله على الموقع.
ثم إن العجب كل العجب ممن تبع ابن حجر في كلامه هذا و هو لا يستطيع اثباته لأن الإيصال لم يصلنا و ضاع فيما ضاع من مؤلفات أبي محمد نتيجة تعصب المقلدة عاملهم الله بما يستحقون.
و لكن ما يمكن إثباته هو أن ابن حزم روى من طريق أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي حديثا في المحلى فقال في المسألة رقم 1734:
وموه بعضهم بان قال: قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: أفرض امته زيد بن ثابت قلنا: هذه رواية لا تصح انما جاءت اما مرسلة واما مما حدثنا به أحمد ابن عمر بن أنس العذري قال: نا على بن مكى بن عيسون المرادى وأبو الموفا عبد السلام ابن محمد بن على الشيرازي قال مكى: نا أحمد بن أبى عمران الهروي نا أبو حامد احمد ابن على بن حسنويه المقرى بنيسابور نا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي نا سفيان ابن وكيع نا حميد بن عبد الرحمن عن داود بن عبد الرحمن العطار عن معمر عن قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وفيه وافرضهم زيد بن ثابت واقرؤهم أبى بن كعب وقال أبو الوفاء: انا عبد الله بن محمد بن احمد بن جعفر السقطى نا اسماعيل بن محمد ابن اسماعيل الصفار نا احمد بن محمد بن غالب نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا بشر ابن المفضل عن خالد الحذاء عن ابى قلابة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وفيه واقرؤهم ابى وافرضهم زيد قال اسماعيل بن محمد الصفار: ونا الحسن بن الفضل بن السمج نا محمد ابن ابى غالب نا هشيم عن الكوثر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وفيه
وان اقراها لابي وان أفرضها لزيد وان أقضاها لعلى *
ثم قال بعد ذلك:
قال أبو محمد: هذه أسانيد مظلمة لان أحمد بن أبى عمران وأبا حامد بن حسنويه مجهولان واسماعيل الصفار مثلهم وأحمد بن محمد بن غالب ان كان غلام خليل فهو هالك متهم وان كان غيره فهو مجهول.
والحسن بن الفضل.
ومحمد بن أبى غالب.
والكوثر مجهولون ثم لو صحت لما كان لهم فيها حجة لانه لا يوجب كونه أفرضهم ان يقلد قوله كما لم يجب عندهم ما في هذه الاخبار من ان أبى بن كعب اقرؤهم وعليا أقضاهم ان يقتصروا على قراءة أبى دون سائر القراءات ولا على أقضية على دون أقضية غيره وهم يقرون أن الصحابة خالفوا زيدا في هذه المسألة.
قال العبدلي: لم يقل الإمام أن أبا عيسى محمد بن عيسى الترمذي مجهول و قد أخرج له ههنا.
و بنفس السند من الترمذي إلى النبي عليه السلام أخرج الترمذي هذا الحديث فقال:
حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه وقد رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه والمشهور حديث أبي قلابة.
قال العبدلي: و أكثر من ذلك فقد جعل ابن حزم رحمه الله الترمذي في أعلى مراتب حفظ الحديث في رسالته الباهرة و التي ألفها في الرد على من حصر العلم في متبوعه و حط من قيمة بقية الأئمة.
فدافع ابن حزم رحمه الله على الأئمة الأعلام كما فعل في الإحكام و قد سبق في ذلك بمدة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و لكن ليس لابن حزم ناصر وهكذا هم الغرباء.
و كفى بالله وليا و ناصرا.
قال رحمه الله في الصفحة 50 من الرسالة الباهرة:
وأما الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث، وتثقيف سوادها في الذكر، والمعرفة بأسانيدها، وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وابن عفرة والدار قطني والعقيلي والحاكم ونظرائهم، فهؤلاء في هذه الطريقة فوق هؤلاء المذكورين إلا أحمد، فإنه في الحفظ نظير هؤلاء، وبالله تعالى التوفيق.
¥