[مرسل طاووس - يقبل أم لا؟]
ـ[عدلان بن عبدالعزيز]ــــــــ[21 - 02 - 07, 06:30 ص]ـ
قرأت البحوث التي أثبتت ضعف زيادة "على صدره" في حديث وائل بن حجر. ولكن هناك من يقول بأن هذه الزيادة لها شواهد تعضدها مثل حديث قبيصة في المسند ومرسل طاووس. أرجو البيان من الإخوة خاصة الشيخ الفقيه الغامدي والدكتور ماهر.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 07, 08:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=249
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10203
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 07, 09:55 ص]ـ
ولفظة (على صدره) لا تصح في حديث هلب الطائي أيضًا.
وهذا ذكر الاختلاف في حديث قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه باختصار:
وقد اقتصرتُ في التخريج على ما كان فيه ذكر وضع اليدين على بعضهما، فأصل الحديث مكون من ثلاث جمل:
- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الطعام يُتحرج منه، فقال: «لا يختلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصرانية»،
- قال هلب: ورأيته ينصرف مرة عن يمينه، ومرة عن يساره،
- ويضع إحدى يديه على الأخرى في الصلاة [على صدره].
وقد يختصره بعضهم؛ فيذكر جملةً دون الأخريين، أو اثنتين دون الثالثة، وقد يذكره بعضهم تامًّا.
فالحديث رواه عبد الرزاق ويحيى بن سعيد القطان ووكيع وأبو بكر الحنفي وعبد الصمد بن حسان ومحمد بن كثير وعبد الرحمن بن مهدي والحسين بن حفص = كلهم عن سفيان الثوري،
وقتيبة وعثمان بن أبي شيبة والعباس بن الوليد النرسي وهناد بن السري وسهل بن عثمان = عن أبي الأحوص،
ومحمد بن جعفر الوركاني وزكريا بن يحيى بن صبيح ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني ومسدد = عن شريك بن عبد الله،
ومعاوية بن عمرو عن زائدة بن قدامة،
وغندر عن شعبة،
والمعافى بن سليمان الرسعني عن زهير بن معاوية،
وأبو بلال الأشعري عن قيس بن الربيع،
وعمرو بن حماد بن طلحة عن أسباط بن نصر،
وأحمد بن عبدة عن حفص بن جميع،
وعلّق أبو نعيم الأصبهاني رواية إسرائيل بن يونس،
عشرتهم - الثوري وأبو الأحوص وشريك وزائدة وشعبة وزهير وقيس وأسباط وحفص وإسرائيل - عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه.
إلا أن:
- أبا بكر الحنفي في روايته عن الثوري قال: عن سماك عن تميم بن طرفة عن أبيه، وخطَّأه أبو حاتم - كما في العلل (1/ 142) -.
- عامة رواية شعبة بذكر الجملة الثانية (الانصراف) فحسب، وإنما اعتبرته يروي هذه الجملة (وضع اليدين) لأن ابن أبي عاصم وأبا نعيم الأصبهاني ذكرا روايته بعد رواية غيره ممن روى الجملة، ثم قالا: "نحوه".
- ومثله زهير بن معاوية، لأن عبد الباقي بن قانع قال عن روايته التي أخرجها بعد رواية من ذكر وضع اليدين: "نحوه".
- ولم يجئ في أي رواية من روايات هذا الحديث المتكاثرة ذكر لفظة (على صدره) إلا في رواية يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري عن سماك.
وقد خالفه هنا قومٌ فيهم وكيع وابن مهدي، وقد قدّم أحمد وكيعًا على يحيى وعبد الرحمن، فكيف وقد اتفق وكيع وعبد الرحمن، ومعهما جمع.
فهذه اللفظة في الحديث شاذة، وفي أصل الحديث نظر، من حيث تفرد سماك بن حرب به، وإن كان ليعقوب بن شيبة تفصيل في حال سماك، إلا أن النسائي قال فيه: "كان ربما لقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة؛ لأنه كان يلقن فيتلقن".
وقد تفرد سماك بالرواية عن قبيصة بن هلب، ذكر هذا ابن المديني ومسلم بن الحجاج.
وقبيصة وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات وصحح له في صحيحه، وقال عنه ابن المديني والنسائي: "مجهول".
ولو اغتُفر تفرد سماك بمثل أنَّ شيخَهُ هذا له أحاديث قليلة، وذلك أدعى لأن يضبطها سماك، وأنَّ الأئمة أثبتوا صحبة هلب الطائي، ولم أقف على راوٍ عنه غير ابنه، ولا عن ابنه غير سماك - كما تقدم - = فإن إعلال لفظة (على صدره) باقٍ بما ذُكر.
والله أعلم.