ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:17 م]ـ
الأخوان الكريمان (جمال) و (أبو سلمى)
لكي أبين لكما أن خلافنا لفظي أعكس لكما السؤال، فأقول:
المفهوم من كلامكما أن العمل بالحديث لا يتوقف على عمل السابقين به، فهل يستطيع أحدكما أن يأتيني بحديث ينطبق عليه هذا الكلام؟
أريد حديثا واحدا فقط يرى أحدكما أنه يلزم العمل به ولم يعمل به أحد من السابقين.
فالأخ (عبد الباسط) يرى أن هذا لا يوجد، فإن كنتما تريان أيضا أنه لا يوجد، فلا خلاف بيننا في الحقيقة.
والله أعلم
ـ[أبو سلمى المصرى]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:42 م]ـ
..... فإن ذكر الدليل الشرعي الذي استند إليه المفتي للسائل لا يلزمه اتفاقا، وإنما اختلف أهل العلم في لزومه إذا سأله السائل عن دليل كلامه، أما إذا اقتنع العامي بالفتوى فلا يجب عليه ذكر دليله باتفاق.
والصحابة والتابعون وتابعوهم إلى يومنا هذا كثيرا ما كانوا يفتون بغير ذكر الدليل، وهذا متواتر معروف عنهم.
جزاكم الله خيراً.
أين هذا الاتفاق على عدم لزوم ذكر الدليل؟ ألا يوجد مخالفون؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:58 م]ـ
والصحابة والتابعون وتابعوهم إلى يومنا هذا كثيرا ما كانوا يفتون بغير ذكر الدليل، وهذا متواتر معروف عنهم.
إذا نظرتَ في الكتب التي تُعنَى بنقل أقوال السلف فستجد ذلك كثيرا جدا، فدونك مصنفَ عبد الرزاق، ومصنف ابن أبي شيبة، والتمهيد لابن عبد البر، والأوسط لابن المنذر وغيرها كثير.
وهذا أمر متواتر عن السلف كما قدمت لك، فحتى إن وُجد المخالف فقوله ساقط لا عبرة به.
وليس كلُّ خلاف جاء معتبرا ........... إلا خلافٌ له حظ من النظرِ
وكثير من الناس ينقل الخلاف في مسائل لا خلاف فيها بناء على ظواهر أقوال منقولة عن بعض أهل العلم، ولا علم له بحقيقة أقوالهم، ولذلك ينسب المتأخرون كثيرا من الأقوال الساقطة لأئمة المذاهب بناء على خطئهم في فهم المنقول عنهم، ولعلها لم تخطر لهم على بال أصلا.
وقد ذكر إمام الفن أبو إسحاق الشاطبي في الموافقات عشرة أوجه للخطأ في نقل الخلاف، فانظرها فإنها نفيسة جدا، ولم أر من جوَّد الكلام في هذا غير الشاطبي رحمه الله.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:34 ص]ـ
الأخ أبو مالك ..
حتى نتجنب تشتيت فكرة النقاش، قد أوضحت لك وجهين للخطورة في كلامك، و لكنك أجلت الرد عليهما إلى أن أجيب سؤالك، و هما لب الخلاف، و لو قمت بالرد عليهما ربما كانت الأمور قد اتضحت، على كل حال، سأجيب سؤالك مادمت مصرا و تعلق ردك على إجابته.
جاءك حديث صحيح، ولكن جميع العلماء الذين رووا هذا الحديث تأولوه، وجميع الفقهاء لم يأخذوا به، وقالوا: إنه مثلا مؤول أو منسوخ أو معارض بغيره ... إلخ، ولم نعلم مطلقا أن أحدا من أهل العلم قال بمقتضى هذا الحديث، فهل يسوغ حينئذ أن تعمل بهذا الحديث؟
الجواب:
سأنظر في دليلهم على القول بالنسخ أو التأويل أو المعارضة، فإن كان دليلا يُعتد به لن أعمل بالحديث، و لا أحسب إلا أنه يُعتد به، فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي.
و كان يجب أن يكون سؤالك هكذا – حتى لا نخرج عن الموضوع -:
جاءك حديث صحيح، و علمت أن من أهل العلم من خالفه بغير دليل صح عندك، هل تعمل به فور سماعه أم تنتظر حتى تعلم أن هناك من سبقك إلى العمل به؟
و الجواب:
سأعمل به فور سماعه، و لن أنتظر حتى أعلم أن هناك من سبقني إلى العمل به، لأن الله لم يتكفل بحفظ الدين لآحاد الأمة مثلي، و مثل الترمذي الذي لم يعلم السابق رغم وجوده.
و الآن أنتظر ردك على ما وصفته بوجهي الخطورة في كلامك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:46 م]ـ
يا أخي الكريم
سبق أن ذكرتُ لك أن عندي الجواب عن كلامك، ولكن ينبغي أن تجيبني أولا بوضوح حتى يظهر لي ما تذهب إليه؛ لأن كلامك موهم.
وأنت لم تجب عن سؤالي بوضوح كما كنت أتوقع، فقلتَ: (فإن كان دليلا يعتد به فلن أعمل بالحديث)، ومفهوم هذا الكلام أنه إن لم يكن دليلا يعتد به فستعمل بالحديث، فهل تقول بذلك؟
يبدو أنك لا تقول بذلك، بدليل قولك بعد ذلك: (فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)؛ لأن المحال لا يمكن أن يكون محتملا. وحينئذ فلا معنى للتقسيم الذي قسمته بقولك (فإن كان دليلا يعتد .... إلخ).
فكلامك فيه إيهام كما قلتُ لك سابقا، ولذلك أرجو منك أن تجيب عن السؤال بوضوح.
وأما السؤال الذي ذكرته فهو سؤال مهم، ولكنه يختلف عما أريد مناقشته هنا، فهي مسألة أخرى، ويمكننا أن نتناقش فيها فيما بعد، فلا يصح أن تقول: (كان يجب أن يكون سؤالك هكذا)؛ لأنني أعرف جيدا ما أسأل عنه، وأنت تتكلم عن شيء مختلف تماما، فلا يصح أن تجبرني على سؤال معين أسألك عنه!
ولاحظ أن مشاركتك الأخيرة فيها تناقض أيضا، ولكني لن أبين لك التناقضات التي في كلامك الآن؛ لأني ما زلت أحسن الظن بك، وأقول: إن الخلاف بيننا لفظي.
¥