تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هو ان يروى الراوى عن شيخه حديثاًسمعه منه, فيسميه او يكنيه او يصفه او ينسبه كى لا يُعرف, اما ان يكون بسبب ضعف هذا الشيخ او بسبب ايهام العلماء بكثرة شيوخه الذين حدث عنهم, وكان ممن يفعلون هذا التدليس محمد بن السائب الكلبى, وشرط قبول حديث من يدلس هذا النوع التصريح بالسماع.

قال "البيقونى"رحمه الله معلقاً على هذين النوعين:

الاول:الاسقاط للشيخ وأن

ينقل عمن فوقه بعن وأن

والثان: لا يسقطه لكن يصف

أوصافه بما به لا ينعرف

*************

(3) تدليس التسوية:

هذا التدليس اكثر خفاءٍ من ذى قبل, ويحتاج إلى التوضيح, وصفته هى ان يعمد الراوى إلى شيخ شيخه فيسقطه وذلك لضعفه, ويضع شيخ اخر يكون اكثر ثقة.

وكان ممن يفعلون ذلك بقية بن الوليد, وسنفرض له اسناد نمثل به هذا النوع, فقد كان من شيوخه حريز بن عثمان وثور بن يزيد اما الاول فلا يحتج به واما الثانى فثقة ثبت

والاسناد كالتالى:بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن راوى ضعيف عن ثوبان مولى النبى صلى الله عيه وسلم, فيعمل على حذف الراوى الضعيف ويضع مكانه راشد بن سعد وهو ثقة روى عنه ثور بن يزيد فيكون الاسناد كالتالى: بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن ثوبان فيكون الاسناد صحيح بهذا الشكل.

وشرط قبول حديث من يدلس هذا النوع من التدليس ان يصرح بالسماع فى جميع طبقات السند, ومنهم من قال يصرح بالسماع فى شيخه وشيخ شيخه وهو الراجح

ومن امثلة من يفعلون هذا النوع, الوليد بن مسلم و الوليد بن صفوان ومحمد بن المصفى وغيرهم, وقد ذكره الحافظ بن احمد بن على الحكمى فى اللؤلؤ المكنون فى احوال الاسانيد والمتون فقال

وحذفُهُ الضعيف بين الثقتين

وسمهِ تسويةً بدون مين

*************

(4) تدليس السكوت:

هو ان يروى الراوى فيقول حدثنا ثم يسكت وينشغل بشىء ما, ويفقد السامع الانتباه ثم يتكلم فجأة ويقول فلان ولم يسمع منه, وبذلك فأن تصريح هذا النوع من المدلسين بالسماع ليس له قيمة, وفاعل هذا النوع يمحى اسمه من دواوين التحديث, وكان ممن يفعلون ذلك عمر بن على المقدمى فيقول حدثنا ثم يسكت ثم يذكر هشام بن عروة او سفيان بن عيينة وفعل هذا النوع اثم يجب التوبة منه.

*************

(5) تدليس العطف:

هو ان يروى الراوى عن شيخ له فيقول حدثنى فلان ثم يعطفه على شيخ لم يسمع منه فيقول وفلان, فمثلاً يقول حدثنى الوليد وشعبة وهو فى الحقيقة سمع من الوليد فقط ويتوهم القارىء او السامع انه سمع من الرجلين, ومن يرى اسناده يحكم عليه بالصحة وكان ممن يفعلون ذلك هشيم بن بشير, وقد قال الحافظ بن احمد الحكمى فى هذا النوع:

ومنه ان يعطف شيخا ما سمع

منه على الشيخ الذى منه سمع

*************

(6) تدليس البلدان والاماكن:

هو ان يعمل الراوى بالتحديث عن راوى اخر ينسب اليه مكان موهماً السامع او القارىء انه رحل إلى ذلك المكان لطلب العلم

ويكون هذا المكان الذى قاله هو منطقة فى بلده.

والمثال على ذلك ان يقول الراوى حدثنى فلان بمصر والمعروف ان مصر هى البلد المعروفة ولكنها فى الحقيقة ليست مصر بل هى مكان فى بلدته يسمى بذلك الاسم, وهذا النوع من التدليس يؤدى إلى اختلاف العلماءفى الحكم على الراوى, وسببه هو ايهامه للعلماء بكثرة اسفاره لطلب العلم.

*************

#المدلس ليس بكذاب:

حيث انه لابد من التفرقة يين الكذاب والمدلس, فبينهم فرق شاسع فى المعنى والفعل , فالكذاب هو الذى يكذب كذباً مطلقاً مثل الوضاع الذي يضع الاحاديث, وفاعل هذا الفعل فى النار لامحالة لحديث راوه جمعاً من الصحابة وهو اصح الاحاديث المتواترة على الاطلاق, قال النبى صلى الله عليه وسلم (من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).

اما المدلس فيعمل على اخفاء العلة فى الحديث الذى يرويه, ولا يكذب مثلما يفعل الوضاع, ويعنن حديثه او يؤننه حتى لا يكون كاذب اذا حدث بصيغ السماع فلو حدث بها لصار كاذباً.

*************

#ايجاز ما تم ذكره من التدليس:

قال القاسمى رحمه الله (المُدلس) هو ما سقط من إسناده راوٍِِ لم يسمه من حدث عنه, موهماً سماعه للحديث ممن لم يحدثه, بشرط المعاصرة ,

فإن لم يكن عاصره فليست الراويه عنه تدليساً على المشهور, ومن التدليس ان يسقط الراوى شيخ شيخه أو اعلى منه لكونه ضعيفاً وشيخه الذى حدث عنه ثقة.

ومنه ان يُسمى شيخه او يكنيه او يصفه بما لا يُعرف ,وان كان العامل على ذلك التدليس هو تغطية الضعف فهو جرح , لأن ذلك حرام وغش.

************

هذه اشارة لبعض القواعد المتعلقة بالتدليس , واسأل الله ان يجعلنا من العاملين بكتابه والعاملين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وان يجعلنا من المهتدين , والحمد لله رب العالمين0

*****************************************

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير