[فوائد في الذكر من السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني]
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 11:25 م]ـ
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة:
أخرج الترمذي، وابن السني، وأحمد، والطبراني وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعاً:
(ماجلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم؛ إلا كان عليهم ترةً، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم)
أخرج مسلم وابن ماجه بلفظ:
(ماجلس قوم مجلساً يذكرون الله فيه، إلا حفتهم الملائكة، وتغشتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) 0
روى أحمد والنسائي وابن حبان والخطيب البغدادي في " الفقيه والمتفقه "من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً:
(ماقعد قوم مقعدًا لم يذكروا فيه الله عز وجل، ويصلوا على النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب) 0
ورواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه بلفظ:
(مامن قوم يقومون من مجلس لايذكرون الله فيه، إلا قاموا على مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة)
فقه الحديث
لقد دل هذا الحديث الشريف - ومافي معناه - على وجوب ذكر الله سبحانه وكذا الصلاة على النبي (صلى اللله عليه وسلم) في كل مجلس، ودلالة الحديث على ذلك من وجوه:
أولاً: قوله: "فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم"، فإن هذا لايقال إلا فيما كان فعله واجباً وتركه معصية 0
ثانياً: قوله:"وإن دخلوا الجنة للثواب"فإنه ظاهر في كون تارك الذكر والصلاة على النبي
(صلى الله عليه وسلم) يستحق دخول النار، وإن كان مصيره إلى الجنة ثواباً على إيمانه 0
ثالثاً: قوله:"وإلا قاموا على مثل جيفة حمار" فإن هذا التشبيه يقتضي تقبيح عملهم كل التقبيح، ومايكون ذلك - إن شاء الله تعالى - إلا فيما هو حرام ظاهر التحريم - والله أعلم0
فعلى كل مسلم أن يتنبه لذلك، ولايغفل عن ذكر الله عز وجل، والصلاة على نبيه
(صلى الله عليه وسلم) في كل مجلس يقعده، وإلا؛ كان عليه ترة وحسرة يوم القيامة0
قال المناوي في "فيض القدير"
فيتأكد ذكر الله والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وسلم) عند إرادة القيام من المجلس، وتحصل السنة في الذكر والصلاة بأي لفظ كان، لكن الأكمل في الذكر: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لاإله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك،وفي الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) مافي آخر التشهد" قلت: والذكر المشار إليه هو المعروف بكفارة المجلس0