3ــ (تقريب التهذيب) اجتهد فيه الحافظ وضمنه محصلة أقوال أئمة الجرح والتعديل في كل راو، وقد وفقه الله أيما توفيق للخروج بتلك الأحكام الصائبة، والتي سار فيها حسب منهج دقيق، ويلتزم بأحكام أئمة نقاد اختاروا ألفاظا دقيقة في طائفة من الرواة، ولو تتبع أحوالهم أي منصف يجد أحكامهم هي الصواب وقد تقع منه مخالفات للأصل والمنهج الذي اتبعه ولكن نسبتها تكاد تكون قليلة للأصل الصحيح الراجح رحمه الله. وقد تلقاه الحفاظ من بعده بالقبول وانتفعوا به كابن فهد (ت871هـ). وابن المبرد (ت 909هـ) ووضع بعضهم الحواشي المفيدة لعبد الله سالم البصري (ت 1134هـ، ومحمد أمين الميرغني ت (116هـ) في (التقريب).
ورغم تشكيك البعض ممن ينتسب إلى العلم وأهله أو التقليل من شأنه يبقى (تقريب التهذيب) هو ملاذ طلاب العلم في الحكم على الرجال وهو كما لخص الحافظ السخاوي (ت902هـ) فيه العبارة ((هو عجيب الوضع) ولعل الله عز وجل ييسر دراسة معززة بالإحصائيات لإثبات صحة وسلامة منهج الحافظ ابن حجر في التقريب، وبالله التوفيق.
ج24/ باختصار في كل عصر على طلاب علم الحديث وأهل أن يعتنوا بشقي الحديث فقه الحديث ورجاله، كما قال على بن المديني (الفقه في معاني الحديث نصف العلم ومعرفة الرجال نصف العلم)، الفقه في معاني الحديث حتى يعرض الناس بأسلوب علمي معزز بقواعد أئمة العلم ومعرفة الأسباب والعلل ......
ومعرفة الرجال كالعناية بالرواة المختلف فيهم ودراستهم مع التوثق والتثبت لأقوال الأئمة النقاد فيهم مع ملاحظة مروياتهم وبالله التوفيق.
ج25/ إذا ما بقيت مناهج الدراسات العليا تشترط كتابة رسائل علمية في مرحلة (الماجستير)، فأرى عناية كل طالب براو أو أكثر ممن تختلف أقوال النقاد فيهم بحيث تجمع أقوالهم في الجرح والتعديل والمتعارضة من قبل بعضهم في نفس الراوي، وتوثق وندرس أسباب التجريح، والعناية بمروياتهم وتخريجها ومعرفة تطبيق قواعد النقاد فيهم، فيكتسب طالب الدراسات العليا بعض الدراية والخبرة في التعامل مع قواعد النقاد وأقوالهم وحسن تطبيقها حتى يتهيأ لرسالة الدكتوراه التي تعالج مشكلة من المشاكل أو موضوعاً من موضوعات علم الحديث (المصطلح) أو (الجرح والتعديل) أو غير ذلك.
ج26/ يوجد العديد من النسخ المتقنة والصحيحة السماع لكتب الستة، وهذا أمر يحتاج إلى تفصيل موسع، وإذا ما أرادت مؤسسة علمية الأقدام على مثل هذا المشروع (تحقيق الكتب الستة) مثلاً، أو انتقاء بعضها لتصويرها والاستفادة منها فانا مستعد لتقديم العون أن شاء الله.
أما المطبوعات فقد سبق وأن ذكرت بعض النماذج.
ج27/ مع الأسف أن معظم التواريخ المحلية الخاصة بمدن تابعة لإقليم خراسان قد فقدت، ومنها وحسب اعتبار ما وراء النهر:
1ــ تاريخ بخارى لأبي بكر محمد بن جعفر النرشخي (ت 348هـ) ط دار المعارف مصر1965.
2ــ تاريخ بيهق لعلى بن زيد البيهقي (ابن فندق) ت560هـ. ط بعناية بهمينار طهران (1939هـ).
3ــ القند في ذكر علماء سمرقند لعمر بن محمد النسفي (ت 537هـ) تحقيق نظر الفاريابي 1412هـ).
4ــ السياق لعبد الغافر بن إسماعيل الفارس (ت529هـ).
5ــ وانتخب منه (المنتخب) لإبراهيم الصريفيني (ت641هـ).
6ــ سفرنامة لناصرخسرو المروزي (ت438هـ).