تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وَ " اللَّيُّ " هُوَ الْكَذِبُ وَ " الْإِعْرَاضُ " كِتْمَانُ الْحَقِّ؛ وَمِثْلُهُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا؛ وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا}. ثُمَّ الْقَائِلُ فِي ذَلِكَ بِعِلْمِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ حُسْنِ النِّيَّةِ فَلَوْ تَكَلَّمَ بِحَقِّ لَقَصَدَ الْعُلُوَّ فِي الْأَرْضِ أَوْ الْفَسَادَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَرِيَاءً. وَإِنْ تَكَلَّمَ لِأَجْلِ اللَّهِ تَعَالَى مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ كَانَ مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ خُلَفَاءِ الرُّسُلِ. وَلَيْسَ هَذَا الْبَابُ مُخَالِفًا لِقَوْلِهِ: {الْغِيبَةُ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ} فَإِنَّ الْأَخَ هُوَ الْمُؤْمِنُ وَالْأَخُ الْمُؤْمِنُ إنْ كَانَ صَادِقًا فِي إيمَانِهِ لَمْ يَكْرَهْ مَا قُلْته مِنْ هَذَا الْحَقِّ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ شَهَادَةٌ عَلَيْهِ وَعَلَى ذَوِيهِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِالْقِسْطِ وَيَكُونُ شَاهِدًا لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ وَالِدَيْهِ أَوْ أَقْرَبَيْهِ وَمَتَى كَرِهَ هَذَا الْحَقَّ كَانَ نَاقِصًا فِي إيمَانِهِ يَنْقُصُ مِنْ أُخُوَّتِهِ بِقَدْرِ مَا نَقَصَ مِنْ إيمَانِهِ فَلَمْ يَعْتَبِرْ كَرَاهَتَهُ مِنْ الْجِهَةِ الَّتِي نَقَصَ مِنْهَا إيمَانُهُ؛ إذْ كَرَاهَتُهُ لِمَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُوجِبُ تَقْدِيمَ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}. ثُمَّ قَدْ يُقَالُ: هَذَا لَمْ يَدْخُلْ فِي حَدِيثِ الْغِيبَةِ لَفْظًا وَمَعْنًى. وَقَدْ يُقَالُ: دَخَلَ فِي ذَلِكَ الَّذِينَ خَصَّ مِنْهُ كَمَا يَخُصُّ الْعُمُومَ اللَّفْظِيَّ وَالْعُمُومَ الْمَعْنَوِيَّ وَسَوَاءٌ زَالَ الْحُكْمُ لِزَوَالِ سَبَبِهِ أَوْ لِوُجُودِ مَانِعِهِ فَالْحُكْمُ وَاحِدٌ. وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ يُؤَوَّلُ إلَى اللَّفْظِ؛ إذْ الْعِلَّةُ قَدْ يَعْنِي بِهَا التَّامَّةَ وَقَدْ يَعْنِي بِهَا الْمُقْتَضِيَةَ.

وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ـ[سامى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:59 ص]ـ

قال الحافظ ابن رجب الحنبلى رَحِمَهُ الله فى كتابه (الفرق بين النصيحة و التعبير)

(وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.

ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل،

وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا).

ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 01:46 م]ـ

يا اخ سامي أنت في واد ونحن في واد!

ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:15 ص]ـ

هناك فرق بين جرح أهل البدع وجرح رواة الحديث، فبعض من جرح في الرواية لم يكن من أهل البدع بل قد يكون من علماء زمانه، ولكن قد يكون عنده أمر قادح في روايته كسوء حفظه، أو لضعفه، أو لاختلاطهأولا لتدليسه، وقد يكون من أهل البدع من تكون روايته من أصح الروايات، ولم يقدح الأئمة في روايته وصححهوها وبينوا بدعته.

وجرح اهل البدع يكون للتحذير من بدعهم التي قد تروج على المسلمين ويختلف أهل البدع باختلاف بدعهم، وباختلاف انتسابهم للسنة، فمنهم من جهل الطريقة مع حسن اتباعه وعدم قصده، ومنهم من أصر وعاند بعد ان ظهر له الحق.

جزاك الله خيرا يا أبا عاصم وكما قلت وهذا ظاهر من ان علماء السلف يذكرون الرواة في مصنفات خاصة بهم وأهل البدع في مصنفات خاصة بهم، وإذا ذكر مبتدع في كتب الرواة فاعلم ان له رواية.

ومثال على ذلك:

ما قاله الحافظ الذهبي في ترجمة بيان الزنديق: ..... وكتاباً ليس موضوعاً لهذا الضرب، إذ لم يرو شيئاً وإنما أطرزه بهذه الطرف.

ميزان الاعتدال في نقد الرجال (1/ 357)

وكذلك قال الحافظ الذهبي في ترجمة داود الجواربي:

داود الجواربي رأس في الرفض والتجسيم من قرامي جهنم،قال أبو بكر بن أبي عون سمعت يزيد بن هارون يقول الجواربي والمريسي كافران ثم ضرب يزيد مثلا للجواربي فقال إنما داود الجواربي عبر جسر واسط فانقطع الجسر فغرق كل من كان عليه فخرج شيطان فقال أنا داود الجواربي

قلت هذا الضرب لا أعرف لهم رواية مثل بشر المريسي وأبي إسحاق النظام وأبي الهذيل العلاف وثمامة بن أشرس وهشام بن الحكم الرافضي المشبه وضرار بن عمرو ومعمر أبي المعتمر العطار البصري وهشام بن عمرو الفوطي وأبي عيسى الملقب بالبردار وأبي موسى الفراء فلكونهم لم يرووا الحديث لم أحتفل بذكرهم ولا أستوعبتهم فأراح الله منهم

ميزان الاعتدال في نقد الرجال (2/ 23)

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير