تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذكر أيضاً أنه رأى أُترُجّة على بعير قُطعت قطعتين وصيرت على مثل العدلين من جانبي البعير لكبرها وثقل حجمها، وتعرفون أن العدل أن يكون على جانبي البعير مثل المزودة يُوضع فيها الزاد والمتاع للراكب، فهذه الأترجة قطعت قطعتين ووضعت عن جانبي البعير لكبر حجمها.

ومثل هذه الأمور تحدث في الغالب من جراء بركة الله جل وعلا إما على الناس في زمن من الأزمان، أو في مزرعة بعض الناس الذين يتحرون الخير في مثل تلك الزروع.

وأذكر أن في " كتاب الورع" (4) للإمام أحمد أنهم وجدوا صُرّة فيها عدد من حبات القمح، الحبة الواحة مثل نواة التمر من كبر حجمها، وأن هذا كان في زمن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ فالعدل يُحدث مثل هذه الأشياء بإذن الله جل وعلا.

كما أن بعض الناس إذا تحرى الصدقة على المحاويج، والخير يما يُخرج من أرضه، فإن الله جل وعلا يُنزل البركة عليه في أرضه، وفي هذا قصصٌ وحكايات كثيرة، فليس بمستبعد أن تكون مثل هذه الأترجة أو مثل هذه القثاءة خرجت من أرض مباركة لرجلٍ صالح يتحرى فيها الخير كما ذكرت.

تلاميذه:

تتلمذ على أبي داود عدد من الرواة،ومن جملتهم ابنه عبد الله، ومن المشاهير الترمذي ـ صاحب الجامع ـ والنسائي ـ صاحب السنن، وابن أبي الدنيا ـ صاحب المؤلفات المشهورة، وأبو عوانة ـ صاحب المستخرج ـ كل هؤلاء تتلمذوا على أبي داود ـ رحمه الله وإياهم ..

ملازمته للإمام أحمد وروايته عنه:

ولكنه اشتهر بملازمة الإمام أحمد ملازمة شديدة حتى إنه يُعد من كبار أصحاب الإمام أحمد، وهو الذي وجّه إليه عدداً من السؤالات سواءً في الجرح والتعديل أو في الأحكام،وقد طبعت السؤالات التي وجهها للإمام أحمد في الجرح والتعديل، كما أن سؤالاته التي وجهها للإمام أحمد في الأحكام مشهورة ومطبوعة منذ زمن.

وقد روى عن الإمام أحمد في كتابه السنن نحوعشرين ومئتي حديث،وهذا عدد كثير إذا ما قورن بحوالي أربعة آلاف حديث يُخرجها أبو داود عن نحو ثلاثمائة شيخ.

وكان يقول: دخلت على أبي عبد الله منزله مالا أحصيه.

وقد ألف كتابه السنن في حياة شيخه الإمام أحمد ـ رحمه الله ـوعرضه عليه، فاستجاده الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ واستحسنه.

وفاته ـ رحمه الله ـ:

وكانت وفاته ـ رحمه الله ـ في سنة خمس وسبعين ومائتين بالبصرة، وما دام أنه عرض كتابه على الإمام أحمد، والإمام أحمد متوفي في سنة إحدى وأربعين ومئتين، فمعنى ذلك أن أبا داود ألف هذا الكتاب منذ عصرٍ مبكر في حياته، وسماه كتاب السنن،وورد هذا صراحة في رسالته التي بعث بها إلى أهل مكة في وصف كتابه السنن، وقد صرّح بأنكم سألتموني عن كتابي السنن، ثم أخذ يصف منهجه في هذا الكتاب.

ونجد أن كتاب السنن لأبي داود له روايات عديدة، لكن أشهر هذه الروايات رواية اللؤلؤي، ورواية ابن داسة، ورواية ابن الأعرابي، ورواية اين العبد. أما رواية ابن العبد، فالذي يظهر أنها مفقودة، والمشهور من هذه الروايات روايتان هما: رواية اللؤلؤي،ورواية ابن داسة.

ولكن رواية اللؤلؤي مقدمة عند العلماء على غيرها من الروايات، والسبب أن اللؤلؤي أطال الملازمة لأبي داود وكان هو الذي يقرأ السنن حينما يعرض أبو داود كتابه السنن على طلبة العلم في كل العرضات،ومع ذلك فآخر عرضة عرضت على أبي داود في السنّة التي توفي فيها في سنة خمس وسبعين ومئتين كانت بعرضة اللؤلؤي ـ رحمه الله تعالى ـ ولذلك نجد العلماء اهتموا بهذه الرواية، وهي التي عُملت عليها الشروح والتخريجات، وكل خدمة قدمت لسنن أبي داود فإنها فيا لغالب كانت بناءً على رواية اللؤلؤي.

أما رواية ابن داسة، فالذي يظهر أنها مشتهرة في بلاد المغرب أكثر من شهرتها في بلاد المشرق، كما أن رواية اللؤلؤي شهرتها في المشقر أكثر من شهرتها في المغرب.

وتمتاز رواية ابن داسة على رواية اللؤلؤي بأنها أكثر عدداً من الأحاديث، فهي أكمل من رواية اللؤلؤي، ولكن هل هذا يعني أن اللؤلؤي برغم طول ملازمته لأبي داود فرّط في بعض الأحاديث التي في سنن أبي داود؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير