[رواية (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) عن (أبيه).]
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 08 - 02, 01:37 ص]ـ
هذا الموضوع قد نُشر لي من قبلُ، وقد علّق عليه بعض الإخوة الأفاضل بتعليقات مفيده، وأحببتُ نشره مع بعض تعليقاتهم.
*************************
[رواية (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) عن (أبيه).]
إن الناظر في رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه يجد أن غالب المتأخرين والمعاصرين قد ردوها وحكموا عليها بالإنقطاع المردود، فردوا بذلك أحاديثه عن أبيه.
ولا شك أن هذا القول مرودود، وذلك لأن الإنقطاع الواقع بين أبي عبيدة وأبيه يعتبر من الإنقطاع الذي هو في حكم الإتصال، لأن أبا عبيدة كان مقرباً من أبيه فهو ــ إذن ــ عالم بحاله، كذلك فإن أبا عبيدة قد أخذ أحاديث أبيه من كبار الصحابة ومن أصحاب أبيه، والغالب على أصحابه الصدق والأمانه.
* أقوال بعض من قَبِلَ هذا الرواية:
1 ــ الإمام علي بن المديني، فقد عُرف عنه أنه قد صححها وأدخلها ضمن المتصل.
كما في ((فتح الباري)) للحافظ ابن رجب (5/ 187).
2 ــ الإمام النسائي، فقد صححها كما في ((النكت)) لحافظ ابن حجر (1/ 398) و ((البحر الذي زخر)) (3/ 979) للسيوطي.
3 ــ الإمام الدارقطني وذلك من ناحيتين:
الناحية الأولى: أنه في قد سرد في كتابه ((العلل)) أحاديث كثيرة من روايته عن أبيه ولم يعلها بالإنقطاع بل أعلها بعلل أخرى.
انظر مثلاً في (5/ 284 ــ 308).
الناحية الثانية: أن الإمام الدارقطني قد صرح في كتبه بصحتها واتصالها.
أما تصريحه بصحتها ففي ((سننه)) (1/ 145) برقم (44) و (45) و (46).
وأما تصريحه باتصالها ففي ((العلل)) (5/ 290) برقم (861) وبرقم (892).
4 ــ شيخ الإسلام ابن تيمية ــ كما في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 404) ــ، حيث قال:
[ويقال: إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه، وهذه حال كتكررة من عبد الله رضي الله عنه، فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها، ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة، فلها صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل: إنه لم يسمع من أبيه.]
5 ــ الحافظ ابن رجب الحنبلي في ((فتح الباري)) له (6/ 14) قال:
[أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل أبيه، فهي صحيحة عندهم].
6 ــ الشيخ المحدث محمد عمرو عبد اللطيف في كتابه ((تبييض الصحيفة)) (ص 62) قال:
[فإن أبا عبيدة يروي عن جماعة من الصحابة وعن كبار أصحاب أبيه، والغالب على أصحاب ابن مسعود الثقة والأمانة].
7 ــ الشيخ المحدث عبد الله السعد فله كلام نفيس في شريط ((منهج تعلم علم الحديث)) قال:
[أبو عُبَيْدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، ومع ذلك حديثه عن أبيه مقبول، وذلك لأن الحفاظ قد تتبعوا روايته عن أبيه فوجدوها مستقيمة، فعلموا بذلك أنّ الواسطة المُسْقَطة ثقة، لذلك إمام أهل الحديث في علم صناعة الحديث في عصره (علي بن المديني)، يحكي عنه تلميذه يعقوب بن شيبة فيقول: إن أصحابنا، علي بن المديني وغيره أدخلوا رواية أبوعبيدة عن أبيه ضمن المُسْند، أي ضمن المتصل.
كذلك الدارقطني ـ إمام أهل الحديث في عصره ـ أنه قد مَرّ عليَّ في ((السنن)) أنه قد صححها.
ونقل الحافظ بن حجر في ((النكت)) أن النسائي يصححها.
فعندما يسمع شخص هذا الإسناد فيقول لم يسمع فيَرُدَّهُ، فلا شك أنه قد أخطأ، وهذا من الاتصال المقبول، لأن الواسطة قد عُلِمَت، وإنْ كُنّا لم نعرفها بأعيانها، لكن بسبب استقامة هذه الأحاديث التي قد رواها أبو عبيدة عن أبيه].
8 ــ الشيخ المحدث سليمان العلوان سماعا منه (عبر الهاتف).
9 ــ الشيخ المحدث حاتم بن عارف الشريف سماعا منه (عبر الهاتف).
وقال الشيخ حاتم الشريف:
[ومع ما ذكرناه من الكلام في إسناد هذا الخبر إلا أنه قابل للتحسين، لعلم أبي عبيدة بأبيه وتقصيه لأحواله، ولذلك كان الترمذي غالباً ما يُحَسَّن أحاديث أبي عبيدة عن أبيه].
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=4349
والله تعالى أعلم.
¥