تعليق شيخنا (عبد الرحمن الفقيه) على الموضوع:
جزا الله أخانا الفاضل راية التوحيد خيرا على هذه النقولات والتحقيقات في مسألة سماع أبي عبيدة من أبيه فقد أجاد وأفاد
ومما يضاف له ما نقله الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح العلل (1/ 298) (قال يعقوب بن شيبة إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند (يعنى في الحديث المتصل_لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها وأنه لم يأت فيها بحديث (((منكر)))) انتهى
ولعلي أنقل بعض كلام الحفاظ من فتح الباري لابن رجب ومن شرح العلل له
قال ابن رجب في الفتح (7/ 342) (وأبو عبيدة وإن لم يسمع من أبيه إلا أن أحاديثه عنه صحيحة تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه قاله ابن المديني وغيره) انتهى
وأيضا النقولات التي ذكرها الأخ راية التوحيد
فيتخلص لنا مما سبق من كلام أهل العلم سبب تصحيحهم لها في عدة أمور
الأمر الأول:
كونها أخذها عن أهل بيته الثقات وتكررها عندهم
الأمر الثاني:
كونه أخذها من أصحاب ابن مسعود وهم ثقات
الأمر الثالث:
كونهم سبروا مروياته ولم يجدوا فيها حديثا منكرا كما ذكر يعقوب بن شيبة
فهذه القرائن جعلت أهل العلم يقبلون رواية أبي عبيدة عن أبيه
ومما يشبه هذا عند المحدثين قبولهم لرواية ابراهيم النخعي عن ابن مسعود مع أنه لم يسمع منه واستنكر منها ابن معين حديثين
ومما يشبهه كذلك قبول العلماء لرواية سعيد بن المسيب عن عمر مع كونه لم يسمع منه وان سمع منه فرواية واحدة ونحوها
وكلام العلماء في تصحيحهم لمرسل الشعبي وابن المسيب وكلامهم حول تفضيل بعض المراسيل عن بعض إنما يكون هذا بسبر مروياتهم فاذا وجدوا المتون مستقيمة دلهم هذا على أن الواسطة ثقة
ومن أراد التفصيل في هذه المسالة فعليه بمراجعة كلام الحافظ ابن رجب في شرح العلل (1/ 278_320) فكلامه في غاية النفاسة
والله أعلم
تعليق الأخ الفاضل (عبد الله العتيبي) على الموضوع:
عندما رأيت ما جمعه الأخ الكريم الباحث راية التوحيد أقوال أهل العلم في صحة حديث ابي عبيدة عن ابيه ابن مسعود ونقلا نقلا طيبا طيب الله نفسه وقوله وعمله ما اجمل فوائده، وهنا احببت ان اجمع ما تيسر من أقوال اهل العلم في هذه المسأله ومن قال بعدم صحة الرواية ومن قبلها من غير المعاصرين:
القسم الاول: من قبلها وهنا انقل لكم ما نقله الاخ الباحث الكريم راية التوحيد من اقوال غير المعاصرين:
القسم الاول: من قال بقبول الرواية وهنا انقل قول اخي الباحث الراية: (خاص بغير المعاصرين):
1 ــ الإمام علي بن المديني، فقد عُرف عنه أنه قد صححها وأدخلها ضمن المتصل.
كما في ((فتح الباري)) للحافظ ابن رجب (5/ 187).
2 ــ الإمام النسائي، فقد صححها كما في ((النكت)) لحافظ ابن حجر (1/ 398) و ((البحر الذي زخر)) (3/ 979) للسيوطي.
3 ــ الإمام الدارقطني وذلك من ناحيتين:
الناحية الأولى: أنه في قد سرد في كتابه ((العلل)) أحاديث كثيرة من روايته عن أبيه ولم يعلها بالإنقطاع بل أعلها بعلل أخرى.
انظر مثلاً في (5/ 284 ــ 308).
الناحية الثانية: أن الإمام الدارقطني قد صرح في كتبه بصحتها واتصالها.
أما تصريحه بصحتها ففي ((سننه)) (1/ 145) برقم (44) و (45) و (46).
وأما تصريحه باتصالها ففي ((العلل)) (5/ 290) برقم (861) وبرقم (892).
4 ــ شيخ الإسلام ابن تيمية ــ كما في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 404) ــ، حيث قال:
[ويقال: إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه، وهذه حال كتكررة من عبد الله رضي الله عنه، فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها،
ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة، فلها صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل: إنه لم يسمع من أبيه.]
5 ــ الحافظ ابن رجب الحنبلي في ((فتح الباري)) له (6/ 14) قال:
[أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل أبيه، فهي صحيحة عندهم].
وازيد على اخي راية التوحيد امامين:
6 - الطحاوي في شرح معاني الاثار: (1/ 95):
¥