تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لشعبة: إن البُري يحدثنا عن أبي إسحاق، أنه سمع أبا عبيدة، أنه سمع ابن مسعود. فقال (يعني شعبة): أوه! كان أبو عبيدة ابن سبع سنين، وجعل يضرب جبهته)) أ. ه‍. فابن سبع سنين يمكن أن يسمع، بل يحفظ كما هو معروف ومثبوت في بطون الكتب. فهذا دليل في إثبات السماع.

نقول: أما ابن سبع سنين يمكن أن يسمع، بل ويحفظ فنعم ولكن البري واسمه عثمان بن مقسم كذبه ابن معين والجوزجاني، وتركه يحيى القطان وابن المبارك والنسائي والدارقطني، فالدليل غير قائم.

فإن قلت: قد قال الدارقطني: ((أبو عبيدة أعلم بحديث أبيه من حنيف بن مالك ونظرائه)) نقول: أما حنيف بن مالك، فصوابه: خشيف بن مالك – بخاء معجمة، ثم شين، فياء – وقد ذكر في ((الجرح والتعديل)) (1/ 2/ 401 - 402) أنه روى عن عمر، وابن مسعود)) فهذا يدل على أنه قديم، ولكن ليس هناك تلازم بين أن يكون الأعلم قد سمع، فيكون أبو عبيدة هو الأعلم بمذهب أبيه، وفتواه، فما دخل السماع هنا؟!!

فإن قلت: قد روى عبد الواحد بن زياد، عن أبي مالك الأشجعي، عن عبد الله بن أبي هند، عن أبي عبيدة قال: خرجت مع أبي لصلاة الصبح. فهذا يدل على أنه أدركه ووعاه.

نقول: قال ابن أبي حاتم في ((المراسيل)). ص 256) بعد أن ذكر لأبيه هذه الرواية: ((قال أبي: ما أدري ما هذا؟! عبد الله بن أبي هند من هو؟!

فإن قلت: قد روى البخاري في ((الكنى)) (رقم 447) قال: مسلم، نا أبان، عن قتادة، عن أبي عبيدة أنه فيما سأل أباه عن بيض الحمام؟! فقال: ((صوم يوم)). فهذا يدل على أنه رعاه [لعلها وعاه] حتى صار يسأله عن مثل هذا السؤال. نقول: أما مسلم بن إبراهيم، أبان بن يزيد فكلاهما ثقة ولكن في السند عنعنة قتادة، فقد كان مدلساً.

فإن قلت: قال الذهبي في ((سير النبلاء)) (4/ 363): ((روى عن أبيه شيئاً، وأرسل عنه أشياء)) أ. ه‍. فهذا التفريق من الذهبي يدل على أنه سمع، وإلا لما كان هناك معنى لقول الذهبي: ((روى .. وأرسل)). نقول: الذهبي – يرحمه الله – يعتمد في التراجم على الكتب المتقدمة عليه، ولعله قال: ((روى عن أبيه شيئاً)) يقصد به ما ذكره البخاري في ترجمته، وقد سبق وأجبنا عنه. ثم الرواية لا تستلزم السماع، لا سيما والدليل الصحيح قائم على النفي كما سيأتي – إن شاء الله تعالى.

قلت: وإذ قد فرغنا من الإجابة عما قيل في سماع أبي عبيدة من أبيه، نسوق أقوال العلماء في نفي السماع. فقد أخرج الترمذي (17)، وابن أبي حاتم في ((المراسيل)) (ص- 256) من طريق محمد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: قلت: أبا عبيدة، هل تذكر من عبد الله شيئاً؟! قالَ: لا أذكر مِنْهُ شيئاً)). وتابعه أبو داود الطيالسي، قالَ: أخبرنا شعبة … فذكره. أخرجه ابن سعد في الطبقات)) (6/ 210)، عن الطيالسي. وهذا سند صحيح حجة، وهو وحده كاف في الحكم بالانقطاع. وقال جماعة من العلماء بأنه لم يسمع من أبيه، منهم:

أبو حاتم الرازي.

ابن سعد، قال: ((ذكروا أنه لم يسمع من أبيه)).

الترمذي. – كما سيأتي.

النسائي في ((السنن)) (3/ 105).

البيهقي – كما في ((نصب الراية)) (1/ 146).

المنذري.

العراقي.

الحافظ ابن حجر.

البوصيري. في ((الزوائد)) 0

نور الدين الهيثمي في ((المجمع)) انظر مثلاً (2/ 60 و6/ 71 و7/ 193).

النووي في ((المجموع)) (3/ 69).

الشيخ أحمد شاكر في مواضع كثيرة من ((المسند)). وانظر (6/ 4، 23، 24، 32، 44، 45، 67، 68، 81، 89، 95، 99، 119، 123، 124، 125، 156، 181، 199، 201) وكذا في تعليقه على ((الروضة الندية)) (ص – 173).

شيخنا الألباني. في مواضع، منها ((الضعيفة)) رقم (175، 334، 615، 965).

قلت: فهذا ما حضرني ساعة كتابة هذا البحث، ولو أني أمعنت النظر لوقفت على نماذج كثيرة. فهذا هو الوجه الأول في الرد على البدر العيني.

أما الوجه الثاني أن العيني – رحمه الله – اعتمد على حديث أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) (2/ 572) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه قال: ((إنما اشترى يوسف بعشرين درهما …… الحديث)) قال الحاكم: ((صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبي!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير