تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أشرف حديث رواه أهل الشام]

ـ[بندر بن حسن العبدلي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 01:48 ص]ـ

هذا الحديث القدسي الذي يقول فيه الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة هو أشرف حديث رواه أهل الشام (لأن رواة هذا الحديث كلهم من أهل الشام) وهم أبو ادريس الخولاني ـ الذي كان اذا روى هذا الحديث جثا على ركبتيه رحمهالله ـ رواه عن أبي ذر الغفاري.

والحديث نقله لناالامام مسلم في صحيحه.

فإلى الحديث وقد جعلت معه تعليقات يسيره لمن أراد إلقاءه كدرس أو كلمة أو خطبة:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى انه قال

} ياعبادي إني حرمت الظلم علىنفسي {

الله سبحانه وتعالى الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون يحرم الظلم على نفسه وهو سبحانه الذي يحكم بالعدل والذي أمر بالقسط وقال عن نفسه وماربك بظلام للعبيد وقال أيضاً ان الله لايظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ويقول الشاعر:

ما للعبادِعليه حق واجب

كلا ولا سعي لديه ضائع

إن عذبوا فبعدله أو نعموا

فبفضله وهو الكريم الواسع

ثم يقول سبحانه} وجعلته بينكم محرمافلاتظالموا {

أي لايتعدى بعضكم على بعض وقد أخبر سبحانه في محكم التنزيل بأنه لايحب الظالمين فقال سبحانه ((والله لايحب الظالمين)) وبين حالهم في أيات كثيرة فقال سبحانه ((وماللظالمين من أنصار)) وقال سبحانه ((فلا عدوان إلا على الظالمين)) وقال عز من قائل ((والله لايهديالقوم الظالمين)) وأخبر عن مثواهم فقال ((وبئس مثوى القوم الظالمين)) ويخبر سبحانه عن إمهاله لهم فيقول ((ولا تحسبن الله غافلاً عما يعملُ الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار))

وروى البخاري عن عبدالله عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((الظلم ظلمات يوم القيامة))

وروى البخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال له ((إتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب))

لا تظلمن اذا ماكنت مقتدراً

فالظلم يرجع عقباه إلى الندم

فتنام عيناك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

ثم يقول سبحانه} يا عبادي كلكم ضال إلىمن هديته فاستهدوني أهدكم {

فمنلم يوفقه الله تبارك وتعالى لسلوك طريق الحق فإنه ضال لامحاله مهما بدت أمامه الحجج، فما علينا إلا أن نطلب الهداية من الله تبارك وتعالى فإذا أقبل العبد على الله وطلبه الهداية ورجاه فإن الله تبارك وتعالى يهديه ولا يرده

ثم يقول سبحانه} يا عبادي كلكم جائع إلامن أطعمته فاستطعموني أطعمكم {

فهوسبحانه الرزاق ذو القوة المتين الذي تكفل فقال (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) فيا أيها المحتاج ويا أيها الفقير يا من تسأل الناس أطلب الرزق من مسبب الأسباب من الذي يطعم ولا يطعم ثم ابذل السبب يرزقك الله سبحانه وتعالى ولا تفعل السبب وتنسى خالق الأسباب سبحانه وتعالى

ثم يقول تعالى} يا عبادي كلكم عار إلا منكسوته فاستكسوني أكسكم {

فمن يكسينا الا الله سبحانه وتعالى

ثم يقول تعالى في هذا الحديث} يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفرلكم {

نعم فكل ابن آدم خطاء وخيرالخطائين التوابون والرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لنا في ذلك المثل الأعلى فقد كان صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من مئة مرة بل كان ربما أستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مره، يقول سبحانه وتعالى في حديث آخر (يا ابن ادم إنكما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي)

ثم يقول سبحانه وتعالى} يا عبادي إنكم لنتبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني {

فإن الخلق لن يضروا الخالق شيئاً فمن كفر فلا يضر إلا نفسه ومن كان صالحاً فلنفسه ولن ينفع الله بشيء

ثم بين ذلك سبحانه فقال} يا عبادي لو أنأولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي،يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئاً {

فلا يزيد ملكه سبحانه بالطاعة ولا ينقص بالمعصية

ثم أخبرسبحانه وتعالى بعد ذلك بما يدل على العطاء الواسع والغنى المطلق الذي لا يحده حدفقال} يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍواحدٍ فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر {

ثم يأتي النداء العاشر والخاتمة المهمة التي يجب أن ينتبه لها كل أحد} يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراًفليحمد الله {نعم فالفضل لله وحده لأنه هو الذي هداه واجتباه ووفقه لطريق الخير

} ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه {لأن الحجة قد قامت عليه وجاءه النذير

هذا بعض ما تيسرمن شرح الحديث أسأل الله أن ينفع به

وصلى الله وسلم على عبده وخليله محمد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير