كما أعلّ البخاري زيادة: " فصاعدًا " في حديث عبادة= بقوله - في جزء القراءة (ص36، 37) -: «وعامة الثقات لم يتابع معمرًا في قوله: " فصاعدًا "، مع أنه قد أثبت فاتحة الكتاب»، وأعلّها ابن حبان بقوله - كما في الإحسان (5/ 87) -: «تفرد به معمر عن الزهري دون أصحابه».
وأعلّ مسلم بن الحجاج زيادة: " وإذا قرأ فأنصتوا " في حديث أبي موسى الأشعري بقوله - كما في صحيحه (ح404) -: «وفي حديث جرير عن سليمان التيمي عن قتادة من الزيادة: " وإذا قرأ فأنصتوا "، وليس في حديث أحد منهم»، وأعلّها أبو داود السجستاني بقوله - كما في سننه (ح973) -: «وقوله: " فأنصتوا " ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث»، وأعلّها أبو علي النيسابوري الحافظ بقوله - كما في سنن البيهقي (2/ 156) -: «خالف جرير عن التيمي أصحاب قتادة كلهم في هذا الحديث، والمحفوظ عن قتادة رواية هشام الدستوائي وهمام وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد وأبي عوانة والحجاج بن الحجاج ومن تابعهم على روايتهم» قال البيهقي: يعني دون هذه اللفظة، وأعلّها الدارقطني بقوله - في السنن (1/ 330) -: «وكذلك رواه سفيان الثوري عن سليمان التيمي، ورواه هشام الدستوائي وسعيد وشعبة وهمام وأبو عوانة وأبان وعدي بن أبي عمارة كلهم عن قتادة، فلم يقل أحد منهم: " وإذا قرأ فأنصتوا "، وهم أصحاب قتادة الحفاظ عنه»، وقال أيضًا - كما في العلل (7/ 254) -: «والصواب من ذلك: ما رواه سعيد وهشام ومن تابعهما عن قتادة وسليمان التيمي من الثقات، وقد زاد عليهم قوله: " وإذا قرأ فأنصتوا "، ولعله شُبه عليه؛ لكثرة من خالفه من الثقات».
وأعلّها النسائي في حديث أبي هريرة بقوله - كما في السنن الكبرى (1/ 320) -: «لا نعلم أن أحدًا تابع بن عجلان على قوله: " وإذا قرأ فأنصتوا "»، ولذا قال البيهقي - كما في السنن (2/ 156) -: «وهو وهم من ابن عجلان».
فهذه نصوص بعض الحفاظ في الزيادات التي ذكرها المباركفوري، ويظهر بجلاءٍ شديدٍ فيها أنهم أعلّوا الزيادات بسبب تفرد بعض الثقات بها، دون غيرهم من الثقات - الأكثر أو الأوثق -. وهذا يدل على خطأ ما زعمه المباركفوري من أنهم لم يعلوا تلك الزيادات " لمجرد أن راويها قد تفرد بها ".
وهو يبين أن ما قاله النيموي صواب، والله تعالى أعلم.
يتبع - بإذن الله -.
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:57 م]ـ
الأخ الفاضل: محمد بن عبد الله
بارك الله فيك ووفقك لما يرضاه
ابتداء لي تنبيهان
الأول: قولك " عدم اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات "
الظاهر أنك تعني ما يقع في المتن فقط (وهو كل ما مثلت به) [وإلا فزيادة الثقة تقع في الإسناد والمتن معا كما لا يخفى]
فهل تعني انحصار ذلك في المتن دون الإسناد ........... ؟
الثاني: أوافقك في الجملة على أن (مسوغ قبول بعض زيادات بعض الثقات (وهو عدم منافاة الأصل) في المتأخرين كثير) [ولا ضير في ذلك]
إلا أني أطلب منك عدة أمثلة ولو مثال واحد هو من " زيادة الثقة " عندك فعلا
مما تمثل به على زيادة الثقة الواقعة في المتن
ثم اسحب عليه ما سحبته على بعض ما أوردته (لنتعلم معك الشذوذ في المتن – وزيادة الثقة)
أو بوضوح أكثر (بارك الله فيك) " أبن لنا _ مشكورا لا مأمورا _مثالا لزيادة الثقة في المتن
وما الذي فارقه واختلف عن أمثلتك في هذا المبحث (من حيث عدم المنافاة) تمشيا مع مبحثك كما تفعل في كل مثال تورده
وطلبي ذا سأعول عليه في مناقشتي لبعض ما أوردت وذهبت (وأيضا مما تتم به الإفادة)
على مناقشة لي لأصل مبحثك أرجأه لما يأتي
بارك الله فيك ونفع بك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 08 - 07, 10:26 م]ـ
وبارك فيك أخي أبا عاصم.
النقطة الأولى: نعم، أحسنت، المقصود الزيادات في المتون، ولقد انتبهت قبل أيام إلى أنني لم أشر لهذا، لكن لعل المقصود مفهوم من سياق الأمثلة، ومن بعض الإشارات في الموضوع.
النقطة الثانية: لم تتضح لي جيِّدًا، وأسلوبك في بعض مواضعها عسر! (ابتسامة)
فهل تعني بإطلاقك (زيادة الثقة): المقبولَ منها؟
وبالتالي؛ فهل تطلب مني أمثلة على (زيادة الثقة المقبولة)؟
وهل تفرق بين (زيادة الثقة المردودة) و (الشذوذ في المتن)؟
أم ليس فيما يسمى (زيادة الثقة) مردود؟!
على أني أشرتُ إلى أن كلَّ كلامنا في زيادة الثقة المردودة فقط، لكي ننظر في عمل الأئمة مع الشرط الحادث بعد أحقية الزيادة بالرد، وهو شرط المنافاة= وهل نظروا إليه أم لا.
بارك الله فيك.
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 10:38 م]ـ
بسم الله
أخي الحبيب الكريم
النقطة الأولى: مفهوم لي ولغيري (إن شاء الله) أنك تعنى " ما كان في المتن " وإنما أسأل قطعا للإحتمال لا سيما وأنت تنهي مقالتك غالبا بلفظ " يتبع "
النقطة الثانية:
أعني أن تذكر مثالا مخرجا (كأمثلتك في المسألة) [وهو أهون عليك إن شاء الله]
تقول فيه (وهذة الزيادة) محفوظة وهي زيادة من ثقة [تفرد بها فلان]
وفقك الله لمرضاته
¥