قال ابن المديني في حديث: " لا يحرم من الرضاعة المصة والمصتان ": " رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الحجاج بن أبي الحجاج عن أبي هريرة،وهذا غلط، ورواه يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن النبي r ورواه هشام بن عروة عن أبيه عن الحجاج بن أبي الحجاج أنه سأل النبيrما يذهب عني مذمة الرضاع؟ قال: "غرة عبد أو أمة "، وحديث ابن إسحاق عندهم خطأ، وأدخل حديثاً في حديث،والحديث عندي حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن الزبير عن النبي e :" لا تحرم المصة والمصتان " وحديث هشام بن عروة عن الحجاج بن أبي الحجاج أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يذهب مذمة الرضاع " ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn30)).
ومن ذلك أيضا: ما أخرجه النسائي 8/ 273 فقال: أخبرنا محمد بن أبان قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا شعبة، عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي e : " نهى عن الدباء والمزفت " ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn31)).
فهذا الحديث صح من طريق عدة صحابة y عن النبي e أخرجه الشيخان وغيرهما ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn32)).
ولم يعرف بهذا الإسناد، وإنما المعروف به حديث " الحج عرفة " ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn33))، ولا يعرف بهذا الإسناد غير هذا الحديث.
قال الحافظ ابن رجب: " أنكره على شبابة طائفة من الأئمة منهم الإمام أحمد، والبخاري، وأبو حاتم،وابن عدي؛… قال أحمد: إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديث الحج؛ يشير إلى أنه لا يعرف بهذا الإسناد غير حديث الحج " ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn34)). وقال أبو حاتم: " هذا حديث منكر،لم يروه غير شبابة، ولا يعرف له أصل " ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn35)).
7- فإذا كان الراوي ضعيفاً ولم يتابع فإن مجرد تفرده بالمتن نوع ضعف، وإن خالف فهو حديث منكر وإن توبع بمن هو مثله فلا يسلم، أما إن كان بأحسن منه فربما اعتضد، ويعتمد ذلك على حسب القرائن.
8 - قد ينتقي الناقد البارع من حديث الضعيف أصح رواياته،وهذا لا يُقبل إلاّ عند أئمة الشأن كـ (البخاري ومسلم) ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn36)) ومن هو قرين لهما في النقد والفهم، لأنه أعلم بحديثه وبمظانه في السنن.
9 - إن لكل حديث من الأحاديث قرينة خاصة به كما نص على ذلك الأئمة المحققون، فعند ترجيح حديث على حديث أو قبول رواية راوٍ في موضع وردها من الراوي نفسه في موضع آخر هناك قرائن ومعطيات على أساسها يتم ترجيح الرواية وقبولها في هذا دون ذلك.
10 – إن الأئمة المتقدمين يوردون أحياناً الحديث المعلول ليبينوا علته، فينبهوا عليه، وقد صرح بعضهم بذلك كأن يورد الصحيح أولاً ثم يورد المعلول رديفه كما في صنيع الإمام مسلم -كما سيأتي –؛ وبعضهم يضع الحديث المعلول أولا ثم يورد الصحيح بعده.
يقول الحافظ ابن رجب في هذا:"وقد اعترض على الترمذي – رحمه الله – بأنه في غالب الأبواب يبدأ بالأحاديث الغريبة الإسناد غالباً، وليس ذلك بعيب فإنه – رحمه الله – يبين ما فيها من العلل، ثم يبين الصحيح في الإسناد.
وكان مقصده – رحمه الله – ذكر العلل، ولهذا تجد النسائي إذا استوعب طرق الحديث بدأ بما هو غلط بعد ذلك الصواب المخالف له، وأما أبو داود – رحمه الله – فكانت عنايته بالمتون أكثر، ولهذا يذكر الطرق واختلاف ألفاظها، والزيادات المذكورة في بعضها دون بعض، فكانت عنايته بفقه الحديث أكثر من عنايته بالأسانيد، فلهذا يبدأ بالصحيح من الأسانيد، وربما لم يذكر الإسناد المعلل بالكلية " ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn37)).
¥